أطلقت مبادرة «Digitelles Misr» لتمكين المرأة في سوق العمل..«كابجيميني» تدعم تحول مصر لمركز إقليمي وعالمي لتصدير الخدمات الرقمية

تلعب كابجيميني دورًا فاعلًا في دعم مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي لتصدير الخدمات الرقمية، من خلال مركزها العالمي للخدمات في القاهرة، والذي يُعد منصة متقدمة لتقديم استشارات تقنية وحلول رقمية متكاملة لعملاء الشركة في أمريكا الشمالية، وأوروبا، والشرق الأوسط. يساهم هذا المركز في تصدير خدمات عالية القيمة في مجالات مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، الأتمتة، والدعم الفني متعدد اللغات، ما يعكس قدرة مصر على تقديم خدمات احترافية بمعايير عالمية.

ويمثل هذا التوجه جزءًا من استراتيجية كابجيميني الرامية إلى توسيع نطاق عملياتها من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية التي توفرها مصر، بما في ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وتوافر المواهب التكنولوجية الشابة المؤهلة، وارتفاع نسب الخريجين في مجالات تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى إتقان اللغات الأجنبية، وهو ما يسهم في تعزيز قدرة مصر على تلبية متطلبات الأسواق العالمية، وقد أطلقت الشركة بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال بالجامة الأمريكية مبادرة «Digitelles Misr» بهدف تمكين الجيل الجديد من السيدات ودمجهن في سوق العمل، وقد أجرت بوابة التكنولوجيا المالية حوارا مع حسام سيف الدين، الرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني مصر

حوار: ريهام علي

  • ما الدافع الرئيسي وراء إطلاق مبادرة “Digitelles Misr“، وما الفجوة التي تسعى إلى سدّها في سوق العمل المصري؟

أطلقت شركة كابجيميني، بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، برنامج “Digitelles Misr” بهدف تمكين الجيل القادم من السيدات ودمجهن بفعالية في سوق العمل الرقمي سريع النمو. يهدف هذا البرنامج إلى تزويد المشارِكات بالمهارات الرقمية الأساسية التي تؤهلهن لمواكبة التحول الرقمي العالمي والانخراط فيه بكفاءة. ومن خلال هذه الخطوة، تسعى كابجيميني إلى سد الفجوة في المهارات الرقمية بين السيدات، وتجاوز التحديات الاجتماعية واللوجستية عبر توفير التدريب العملي والدعم اللازم لاكتساب المهارات التقنية المطلوبة، مما يمكنهن من المنافسة في أسواق العمل ال    Digital Freelancingالعالمية والمساهمة بفاعلية في الاقتصاد الرقمي، فضلاً عن تحقيق التوازن بين حياتهن الشخصية والمهنية وتعزيز استقلالهن المالي.

  • كم عدد السيدات المستفيدات من المبادرة حتى الآن؟ وما هي الخلفيات التعليمية أو المهنية التي استهدفتها المرحلة الأولى؟

يركّز البرنامج على السيدات اللاتي لديهن الاستعداد لخوض مجال العمل الحر الرقمي Digital Freelancing، سواء كنّ خريجات جدد أو شابات يبحثن عن فرص عمل مرنة تتماشى مع ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية. ويُلاحظ أن الاختيار لا يقتصر على تخصصات تقنية فقط، بل ينفتح على الطاقات الواعدة في مجالات متعددة، مع إتاحة الفرصة لاكتساب المهارات الرقمية التي تمكّن المشارِكات من دخول سوق العمل العالمي. خلال المرحلة الأولى للبرنامج تستفيد 100 سيدة من القاهرة الكبرى والمناطق المجاورة من مجموعة متنوعة من الخلفيات التعليمية والمهنية.

  • ما نوع المهارات التقنية التي تركز عليها المبادرة؟ وهل تشمل المهارات الشخصية (Soft Skills) أيضًا؟

ترتكز التدريبات في برنامج “Digitelles Misr” على منهجية شمولية تهدف إلى تطوير الخبرات الرقمية في مجالي الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي، وهما من أكثر التخصصات طلبًا في أسواق العمل الحر العالمية. كما يشمل البرنامج تعزيز المهارات الحياتية لبناء قدرات متكاملة، بما في ذلك مهارات التواصل الفعّال، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، وبناء الهوية المهنية. ويسهم هذا النهج الشامل في إعداد السيدات الراغبات في دخول سوق العمل الرقمي، وتمكينهن من الانخراط فيه بشكل عملي ومتكامل.

  • هل توجد شراكات مع جامعات، وزارات، أو منظمات غير حكومية لدعم تنفيذ “Digitelles Misr“؟ وكيف تساهم هذه الشراكات في نجاح المبادرة؟

نعم، هناك شراكات استراتيجية تهدف إلى دعم تنفيذ برنامج “Digitelles Misr” وتعزيز تأثيره في السوق المصري. من أبرز هذه الشراكات، التعاون مع شبكة رائدات الأعمال (WEN – Women Entrepreneurs Network) مصر، حيث تساهم هذه الشراكة بشكل كبير في توفير تدريب عملي متخصص للمشاركات في البرنامج. بالتعاون مع كابجيميني ومركز ريادة الأعمال والابتكار بكلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال (CEI) بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ستقوم WEN بتنظيم ورشة عمل مخصصة لموظفي كابجيميني الذين سيعملون كمرشدينMentors  في البرنامج.

ستكون هذه الورشة التدريبية، التي ستُعقد على مدار يوم واحد، من بسمة عثمان ونهى عبد الحميد اللتين ستقدمان التدريب للمرشدين المتطوعين. يهدف هذا التدريب إلى تزويد المرشدين بالأدوات والمعرفة اللازمة لدعم المشاركات في رحلتهن المهنية، سواء في مجال العمل الحر الرقمي Digital Freelancing  أو في التخصصات التقنية المختلفة. كما أن التعاون مع المنظمات غير الهادفة للربح مثل WEN يسهم في تعزيز مهارات المشاركات وتطوير قدراتهن القيادية في مجال ريادة الأعمال، مما يزيد من فرصهن في النجاح داخل الاقتصاد الرقمي ويتيح لهن فرصًا للتوسع والنمو في هذا المجال.

  • ما دور الحكومة المصرية أو وزارة الاتصالات في دعم هذه المبادرة؟

يتوافق برنامج “Digitelles Misr” مع أولويات الدولة المصرية في التحول الرقمي وتمكين المرأة.  كما تتماشى مع توجهات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تعمل على خلق بيئة محفزة للاقتصاد الرقمي والعمل الحر. ويعزز هذا التوجه ما أشارت إليه هيئة “إيتيدا” من نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 16.3% خلال السنة المالية 2021/2022، ليصبح الأسرع نموًا في الاقتصاد المصري. إن البرنامج الذي تقوده كابجيميني بالتعاون مع الجامعة الأمريكية، يعمل ضمن إطار داعم تشكله السياسات الحكومية التي تفتح المجال أمام هذا النوع من المبادرات للنجاح والاستدامة.

  • هل هناك خطط لتوسيع نطاق المبادرة خارج القاهرة أو لتشمل فئات عمرية أو مجتمعية أخرى؟

البرنامج بالفعل متواجد في محافظات عديدة في مصر مثل الفيوم والإسكندرية ويوفر فرص تدريبية للمشاركات من مختلف الأعمار. البرنامج يهدف إلى تحقيق التنوع والشمول في قطاع التكنولوجيا من خلال توسيع المشاركة في العمل الحر الرقمي Digital  Freelancing ، مما يعزز النمو الاقتصادي ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وتستند هذه الخطط إلى قناعة راسخة بأن العمل الرقمي الحر Digital Freelancing يمثل فرصة حقيقية للسيدات في مختلف أنحاء مصر، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، وأن تمكين المرأة لا يقتصر على الفئات الشابة فقط، بل يجب أن يمتد ليشمل كل من تمتلك الرغبة والقدرة على التعلم والمشاركة الرقمية الفعالة.

  • ما هي المعايير التي تحدد نجاح المبادرة من وجهة نظر Capgemini ؟

من منظور كابجيميني، لا يُقاس نجاح “Digitelles Misr” بعدد المستفيدات فحسب، بل بالأثر التحويلي الذي يُحدثه البرنامج في حياة المشارِكات، من حيث قدرتهن على تحويل المهارات المكتسبة إلى مشاريع فعلية على الإنترنت تستقطب عملاء حقيقيين. ويُعد بدء المشاركات أعمالهن التجارية الرقمية وجذب الزبائن أحد المؤشرات الأساسية التي تعتزم كابجيميني والجامعة الأمريكية بالقاهرة متابعتها بعد انتهاء البرنامج.

 عن كابجيميني

  • منذ تعيينك في 2022، كيف تقيم تطور مركز كابجيميني في مصر من حيث عدد الموظفين والخدمات المقدمة؟

منذ تأسيس مركز كابجيميني في مصر كمركز عالمي لتقديم الخدمات، شهد تطورًا ملحوظًا على مستوى عدد الموظفين وتوسّع نطاق الخدمات المقدمة. المركز، الذي يتخذ من القاهرة مقرًا له، أصبح ركيزة أساسية في شبكة كابجيميني العالمية، ويوفر خدمات التحول الرقمي لعملاء في مختلف أنحاء العالم، مع تخصصات توسعت لتشمل البنية التحتية السحابية، والعمليات الذكية، وخدمات التعهيد، والهندسة، والبحث والتطوير، والبيانات والذكاء الاصطناعي.

  • ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم في بناء مركز التوصيل العالمي في مصر، وكيف تم تجاوزها

تُعد مصر من أكبر المراكز الواعدة في المنطقة، فهي قلب التكنولوجيا والابتكار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بفضل المواهب الشابة، الإمكانات التكنولوجية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي. هذه العوامل، إلى جانب التطورات المستمرة في البنية التحتية الرقمية، جعلت من مصر نقطة انطلاق مثالية لـ كابجيميني لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تمكين العملاء والشركاء من الاستفادة من الحلول الرقمية المتقدمة التي تقدمها الشركة.

ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، فقد كانت مصر قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من خلال تحسين بيئة الأعمال وتطوير قوانين الاستثمار، مما جعلها وجهة جاذبة للعديد من الشركات العالمية. وهذا بدوره ساعد كابجيميني في مواجهة تلك تحديات.

فإن جهود الحكومة المصرية في تحقيق استراتيجية التحول الرقمي عبر مبادرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ساعدت بشكل كبير في نشر الثقافة الرقمية وتوفير بيئة تعليمية مبتكرة، حيث تم إطلاق العديد من البرامج التي تهدف إلى تدريب الشباب المصري على المهارات الرقمية المتطورة. هذه المبادرات فتحت المجال أمام كابجيميني للاستفادة من المواهب الشابة المدربة وتوظيفهم، مما ساعد على زيادة إنتاجية المركز ودعمه لتحقيق أهدافه.

  • كيف تساهم كابجيميني مصر في تحقيق أهداف الشركة العالمية من خلال خدماتها في المنطقة؟

تلعب كابجيميني مصر دورًا استراتيجيًا في شبكة التسليم العالمية للشركة. تُعد مصر موقعًا مثاليًا لتقديم الخدمات بسلاسة بفضل قربها الجغرافي من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. تقع كابجيميني مصر في القاهرة، وهي مدينة تتمتع باتصالات ممتازة عبر مطارات دولية، ما يضمن سهولة السفر للأعمال واللقاءات مع العملاء. كما تتمتع البلاد ببنية تحتية قوية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تشمل اتصالًا عالي السرعة، وشبكات كهرباء موثوقة، ومراكز تكنولوجية متقدمة، مما يمكّن من تقديم خدمات رقمية آمنة وقابلة للتوسع.

علاوة على ذلك، تربط مصر علاقات ثقافية وتجارية قوية مع الدول الأوروبية، مما يجعلها خيارًا طبيعيًا لعروض كابجيميني متعددة اللغات. يتميز سوق العمل المصري بكفاءات عالية، وقدرة على التكيّف، وإجادة لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ما يضمن التواصل الفعال والتعاون المثمر مع العملاء الأوروبيين.
كما تتبع كابجيميني نهج “Right-Shoring” الذي يهدف إلى تحسين تقديم الخدمات عالميًا من خلال تحقيق التوازن بين القدرات المحلية والقريبة والبعيدة. ومن خلال دمج مصر في هذا النموذج، تضمن كابجيميني تقديم خدمات التحول الرقمي المتطورة بكفاءة ومرونة وقابلية للتوسع لعملائها حول العالم.

علاوة على ذلك، تمتلك مصر قاعدة واسعة من المواهب التكنولوجية المؤهلة، حيث يتخرج سنويًا أكثر من 100,000 متخصص في مجالات تكنولوجيا المعلومات. هذه المواهب، بالإضافة إلى إتقانهم للغات متعددة، تعزز قدرة كابجيميني على تقديم خدمات ذات جودة عالية في السوق المصري والدولي. كما أن موقع مصر الجغرافي يجعلها نقطة وصل استراتيجية بين الشرق الأوسط، أفريقيا وآسيا، مما يتيح للشركة الوصول السريع إلى أسواق متعددة.

تستفيد كابجيميني من المبادرات الحكومية المدعومة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا)، التي من شائنها جعلة القطاع التكنولوجيا المعلومات في مصر أكثر القطاعات توسعًا في السنوات الأربع الأخيرة.

– أعلنت كابجيميني عن إنشاء مركز تميز للذكاء الاصطناعي في مصر. ما هي الأهداف الرئيسية لهذا المركز؟

يهدف مركز تميز الذكاء الاصطناعي الذي أعلنته كابجيميني في مصر إلى تسريع التحول الرقمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكالي، وتعزيز تقديم الحلول المبتكرة لعملائها على مستوى العالم. الأهداف الرئيسية لهذا المركز تتمثل في:

  • تسريع التحول الرقمي: من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يسعى المركز إلى دعم الشركات في رحلاتها نحو التحول الرقمي، خاصة في الصناعات التي تعتمد على الكفاءة والابتكار مثل الطاقة، والعلوم الحياتية، والطيران.
  • البحث والتطوير: سيعمل المركز على استثمار كبير في البحث والتطوير لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات الأكاديمية المحلية لتعزيز الابتكار وتنمية المواهب.
  • التعاون مع الشركاء التكنولوجيين: سيتعاون المركز مع الشركات التكنولوجية الرائدة لدعم تبني الذكاء الاصطناعي بشكل واسع عبر الصناعات المختلفة.
  • تطوير حلول ذكية مخصصة: سيسهم المركز في تصميم وتطوير وكلاء ذكيين لتلبية احتياجات الصناعات شديدة التنظيم، مثل الطاقة والعلوم الحياتية والطيران، مما سيحسن الكفاءة التشغيلية ويُحدث تحولًا استراتيجيًا في هذه القطاعات.
  • تسريع الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي: من خلال تقديم حلول مبتكرة مدعومة بتقنيات متقدمة مثل التعلم الآلي، سيتمكن العملاء من تحسين إدارة سلاسل التوريد وابتكار المنتجات، مما يعزز القيمة الاستراتيجية التي تقدمها كابجيميني لعملائها في الأسواق المختلفة.
  • دعم العملاء عالميًا: سيستفيد العملاء من القدرات اللغوية المتعددة والتوافق الزمني، مما يتيح لهم الوصول بسهولة إلى حلول متميزة من مركز الذكاء الاصطناعي في مصر لخدمة الأسواق في أوروبا، أمريكا، الشرق الأوسط وآسيا.

من المقرر أن يبدأ المشروع في مايو 2025، وسيضم المركز فريقًا متخصصًا من المهندسين المعماريين، وعلماء البيانات، ومهندسي المنتجات، ومديري المشاريع لتنفيذ حلول تحوّل رقمي من مرحلة التخطيط والتصميم إلى الهندسة.

  • كيف ترى دور مصر في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي والعالمي؟

يعزز مركز الخدمات العالمي لكابجيميني في مصر القدرة على تقديم الاستشارات والخدمات التقنية ودعم التحول الرقمي. إذ يوفر المركز خدمات الأعمال بلغات مختلفة مثل التركية والألمانية إضافة إلى اللغة العربية، والإنجليزية والفرنسية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للمؤسسات الكبيرة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط.  وذلك بفضل الموقع المثالي والمنطقة الزمنية المميزة للبلاد، بجانب الخلفية التعليمية القوية للكوادر الشابة المصرية، في مجالي تكنولوجيا المعلومات والهندسة مما يعزز من القدرة التنافسية لمصر في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

  • ما هي الخطوات التي اتخذتها كابجيميني مصر لتحقيق أهداف الاستدامة والحياد الكربوني؟ وكيف تدمجون مبادرات الاستدامة في العمليات اليومية والخدمات المقدمة للعملاء؟

في كابجيميني، نؤمن بأن الاستدامة لم تعد خياراً، بل أصبحت مسؤولية جماعية وأولوية استراتيجية، ونعمل على مواءمتها مع الأهداف العالمية للمجموعة مع مراعاة الخصوصيات المحلية. وقد اتخذنا خطوات ملموسة على هذا الصعيد، من أبرزها خفض الانبعاثات المطلقة من النطاقين الأول والثاني بنسبة 93%، وانبعاثات السفر الخاصة بالأعمال (النطاق الثالث) بنسبة 62% لكل موظف، متجاوزين بذلك أهدافنا المقررة لعام 2030.

كما نحرص على تقليل التلوث الناتج عن التنقل من خلال تطبيق سياسات تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية للموظفين، مثل تشجيع أنماط العمل الهجين والاعتماد على وسائل نقل أقل ضرراً بالبيئة. وضمن التزامنا العالمي، بلغت نسبة استخدام الطاقة المتجددة 98% من إجمالي استهلاك الكهرباء على مستوى المجموعة، بهدف الوصول إلى 100% بحلول عام 2025.

وفيما يخص الدمج الفعلي لمبادئ الاستدامة في العمليات اليومية، نحرص على تضمين الاعتبارات البيئية والاجتماعية في الحلول التي نقدمها لعملائنا، من خلال تصميم خدمات رقمية مستدامة تدعم كفاءة الطاقة وتقلل من الأثر البيئي للعمليات التشغيلية. نعمل أيضاً على رفع وعي فرق العمل من خلال برامج تدريبية متخصصة، حيث حققنا متوسط 77 ساعة تدريب سنوياً لكل موظف، وهو رقم يفوق هدفنا المحدد بزيادة سنوية تبلغ 5% منذ عام 2019. وبالإضافة إلى ذلك، نولي اهتماماً كبيراً بالتنوع والشمول، حيث تمثل السيدات حالياً 40% من فريق كابجيميني مصر، تماشياً مع أهداف المجموعة العالمية بالوصول إلى نسبة 40% في عام 2025، ونعمل على تعزيز تمثيل المرأة في المناصب القيادية، إذ ارتفعت النسبة إلى 29% مقارنة بـ 17% فقط في عام 2019.

  • ما هي استراتيجيتكم في تطوير المهارات التقنية للشباب المصري، وكيف تساهمون في سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل؟

في كابجيميني مصر، نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو حجر الأساس لبناء مستقبل رقمي مستدام، ولذلك وضعنا استراتيجية متكاملة تهدف إلى تمكين الخريجين الجدد من دخول سوق العمل بثقة وكفاءة، من خلال تطوير مهاراتهم التقنية والعملية وربطهم بواقع الصناعة الحديثة. إحدى الركائز الأساسية لهذه الاستراتيجية هي برنامجنا “Young Professionals”، الذي أُطلق كمنصة تدريب شاملة تهدف إلى سد الفجوة بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية.

وقد نجحت الدورة الأولى من البرنامج في توظيف أكثر من 23 خريجًا في وظائف بدوام كامل، بعد إتمام تدريب مكثف امتد على مدار 9 أشهر، شارك فيه 35 خريجًا من جامعات حكومية وخاصة. وقد صُمم البرنامج على مراحل متتابعة، تبدأ بتدريب تقني وسلوكي مكثف يغطي أساسيات أخلاقيات العمل، حماية البيانات، الأمن السيبراني، وكود السلوك المهني، ثم ينتقل المشاركون إلى مرحلة التعلم العملي من خلال التوجيه المباشر والمهام الوظيفية، لينتهي البرنامج بتولي المشاركين مهام حقيقية ضمن خطوط الأعمال مع تقييم مستمر من قبل قادة الفرق.

تنوعت مجالات التدريب لتشمل الخدمات السحابية، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، تعهيد العمليات التجارية، والدعم الفني بلغات متعددة، بما يعكس احتياجات السوق ويمكّن المشاركين من استكشاف فرص حقيقية للنمو المهني داخل الشركة وخارجها.

وبعد هذا النجاح، أطلقنا الدورة الثانية من البرنامج في سبتمبر 2024 بمشاركة أكثر من 50 خريجًا، واستمرت لمدة 6 أشهر مع تطوير آلية التدريب لتشمل تجربة أكثر شمولاً، تتيح للمشاركين التعرف على مختلف أقسام الشركة قبل اختيار المسار المهني الأنسب لهم. وبهذا، نؤكد التزامنا المستمر بتطوير الكفاءات المحلية وتعزيز ثقافة التعلم المستمر، بما يسهم في إعداد جيل جديد من المتخصصين في التكنولوجيا قادر على مواكبة متطلبات سوق العمل المتغير.

  • هل هناك شراكات مع الجامعات أو المؤسسات التعليمية المحلية لدعم هذا التوجه؟

نعم، لدينا في الشركة قسم متخصص في شراكات الجامعات والعلاقات الأكاديمية، ونعمل بشكل وثيق مع عدد من الجامعات المحلية، من بينها الجامعة الألمانية في القاهرة، جامعة عين شمس، وجامعة السويدي، إلى جانب جامعات أخرى. قمنا باستضافة أيام تدريبية لطلاب الجامعات داخل الشركة، وشاركنا في العديد من معارض التوظيف. كما نتعاون بشكل فعّال مع جامعة السويدي في تقديم المشورة المتعلقة بالمناهج الدراسية. هذا العام، نطلق برنامج تدريب صيفي مخصص لطلاب الجامعات في السنة الثانية والثالثة، كجزء من جهودنا لتمكين الجيل القادم من الكفاءات وتزويدهم بالخبرات العملية اللازمة لسوق العمل.

  • كيف تقيمون موقع مصر كمركز إقليمي للخدمات الرقمية، وما هي المزايا التنافسية التي تقدمها؟

تُعد مصر واحدة من أكثر الوجهات الواعدة في مجال الخدمات الرقمية على مستوى العالم، حيث تمتلك مزيجاً فريداً من العوامل التنافسية التي تعزز موقعها كمركز إقليمي استراتيجي. ومن هذا المنطلق، اختارت كابجيميني مصر لتأسيس مركزها العالمي للخدمات، والذي يضطلع بدور محوري في تقديم الاستشارات والخدمات التقنية ودعم التحول الرقمي للعملاء في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط. يقدم المركز خدماته المتكاملة بلغات متعددة تشمل العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية والتركية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وهو ما يعكس تنوع وكفاءة الكوادر المحلية، ويدعم قدرة مصر على تلبية احتياجات أسواق متنوعة.

وتتمثل أبرز المزايا التنافسية التي توفرها مصر في موقعها الجغرافي المثالي، والمنطقة الزمنية التي تتيح تغطية متزامنة للأسواق الغربية والشرقية، بالإضافة إلى توافر قاعدة عريضة من المواهب الشابة المؤهلة أكاديميًا في مجالات تكنولوجيا المعلومات والهندسة، والذين يتخرج منهم سنويًا نحو 100,000 متخصص. كما يتميز أكثر من 80% من هؤلاء الخريجين بإجادة لغات متعددة، ما يمنح الشركات العاملة في مصر مرونة تشغيلية عالية وقدرة على التوسع الدولي.

إن إطلاق أكثر من 150 مركز خدمة عالمي (GDC) في مصر خير دليل على تحولها إلى وجهة مفضلة عالمياً في مجال التعهيد والخدمات الرقمية. ومن خلال مركز كابجيميني العالمي للخدمات، نُسهم في تعزيز هذا الدور، ونتطلع إلى مواصلة تمكين عملائنا من تحقيق النمو والابتكار عبر حلول تقنية متقدمة مدعومة بالكفاءات المصرية.

  • ما هو الدور الذي تلعبه كابجيميني في تعزيز مكانة مصر في مجال تصدير الخدمات الرقمية؟

تلعب كابجيميني دورًا فاعلًا في دعم مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي لتصدير الخدمات الرقمية، من خلال مركزها العالمي للخدمات في القاهرة، والذي يُعد منصة متقدمة لتقديم استشارات تقنية وحلول رقمية متكاملة لعملاء الشركة في أمريكا الشمالية، وأوروبا، والشرق الأوسط. يساهم هذا المركز في تصدير خدمات عالية القيمة في مجالات مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، الأتمتة، والدعم الفني متعدد اللغات، ما يعكس قدرة مصر على تقديم خدمات احترافية بمعايير عالمية.

ويمثل هذا التوجه جزءًا من استراتيجية كابجيميني الرامية إلى توسيع نطاق عملياتها من خلال الاستفادة من المزايا التنافسية التي توفرها مصر، بما في ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وتوافر المواهب التكنولوجية الشابة المؤهلة، وارتفاع نسب الخريجين في مجالات تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى إتقان اللغات الأجنبية، وهو ما يسهم في تعزيز قدرة مصر على تلبية متطلبات الأسواق العالمية.

 

إقرأ أيضا: