فينتك جيت: مصطفى عيد
في تطور مثير للجدل، كشفت وكالة «Reuters» عن أن فريق «DOGE» التابع للملياردير الأمريكي إيلون ماسك يقوم بتوسيع نطاق استخدام روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي «Grok»، الذي تطوره شركته «xAI»، داخل مؤسسات الحكومة الفيدرالية الأمريكية، وذلك لتحليل قواعد بيانات حساسة تضم معلومات عن ملايين المواطنين، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية وتضارب المصالح.
وبحسب ثلاثة مصادر مطلعة، فإن فريق «DOGE» قام باستخدام نسخة مخصصة من روبوت «Grok» لتحليل البيانات الحكومية، وحتى لإعداد تقارير تحليلية بناءً على أوامر مباشرة، دون الحصول على الموافقات الرسمية اللازمة من الوكالات الفيدرالية مثل وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.
وأشارت التقارير إلى أن بعض موظفي «DOGE» حثوا مسؤولي وزارة الأمن الداخلي على استخدام «Grok»، رغم أن النظام لم يحصل على موافقة داخلية من الوزارة، التي تشرف على ملفات حساسة تشمل الأمن القومي والهجرة والأمن السيبراني.
خبراء في أخلاقيات التكنولوجيا والحكومة حذروا من أن استخدام بيانات حكومية حساسة في تدريب روبوت «Grok» قد يشكل خرقًا لقوانين الخصوصية والأمن السيبراني، خاصة إذا تم استخدام تلك البيانات لاحقًا في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة «xAI»، ما يمنح ماسك ميزة غير عادلة في الحصول على عقود حكومية.
وقال «ألبرت فوكس كان»، المدير التنفيذي لمشروع الرقابة على تكنولوجيا المراقبة، إن هذه الخطوة تمثل “تهديدًا خطيرًا للخصوصية لا يمكن تجاهله”، في ظل غياب الشفافية بشأن من يملك حق الوصول للنسخة المخصصة من «Grok».
وتصاعدت الانتقادات حول احتمال استغلال «DOGE» لنفوذه الحكومي لفرض استخدام منتجات «xAI»، وهو ما يمكن أن يفسر بأنه تضارب مصالح مباشر في حال كان ماسك متورطًا في اتخاذ القرارات، وهو ما قد يضعه تحت طائلة قوانين جنائية فيدرالية.
وقال «ريتشارد بينتر»، المستشار القانوني السابق للرئيس جورج بوش، إن ذلك “يمنح انطباعًا بأن ماسك يستغل نفوذه داخل الحكومة لتحقيق مكاسب خاصة”.
كما أفادت تقارير بأن فريق «DOGE» حاول الوصول إلى بريد موظفي وزارة الأمن الداخلي وتدريب الذكاء الاصطناعي لرصد أي مؤشرات على عدم الولاء لأجندة الرئيس ترامب، في خطوة قد تنتهك قوانين الخدمة المدنية الأمريكية التي تحظر التحيز السياسي ضد الموظفين الحكوميين.
ووفقًا لموقع شركة «xAI»، فإن استخدام «Grok» قد يخضع للمراقبة “لأغراض تجارية محددة”، وهو ما يزيد من القلق بشأن تسريب محتمل للبيانات الحكومية إلى جهة خاصة.
وكان ماسك قد أطلق «xAI» في عام 2023 كمنافس لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل «OpenAI» و«Anthropic»، ويؤكد أن هدفه هو بناء ذكاء اصطناعي شامل واسع المعرفة. إلا أن توسع «xAI» داخل بيروقراطية الحكومة الأمريكية يعزز الاتهامات بإساءة استخدام النفوذ وربما تشكيل تهديد للحياد المؤسسي في الدولة.
اقرا ايضا:
شركة إيلون ماسك «xAI» تطلق واجهة برمجة التطبيقات «API» لنموذج «Grok 3»
«إيلون ماسك» : مستقبل الروبوتات والذكاء الاصطناعي في قلب الشراكة السعودية الأمريكية
إيلون ماسك: نتجه نحو عالم مختلف ومليارات الروبوتات ستؤدي مهامنا في المستقبل