«تييري كارسنتي» رئيس الحلول التقنية بـ«بالو ألتو نتوركس»: 20% من الهجمات السيبرانية لا تحتاج سوى 60 دقيقة لتدمير كامل البيانات
فنتيك جيت: مصطفى عيد
قال تييري كارسنتي، نائب رئيس الحلول التقنية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان بشركة «Palo Alto Networks»، إن انعقاد مؤتمر إجنايت في القاهرة، وتحديدًا بالمتحف المصري الكبير، يعكس رمزًا حيًا للابتكار والمرونة والتراث الثقافي العريق، مشيرًا إلى أن مصر تمثل أكثر من أي دولة أخرى مزيجًا مميزًا من التاريخ والعلم والإبداع الذي أسهم في تشكيل الحضارة العالمية لقرون.
وأوضح كارسنتي أن موضوع المؤتمر يتمحور حول التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وكيف يترك أثرًا بالغًا في مشهد التهديدات السيبرانية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل نقطة تحوّل محورية، سواء من حيث التهديدات أو الفرص المتاحة لمواجهتها، قائلاً: «نأمل أن تمنحنا هذه التكنولوجيا أيضًا بعض التفاؤل بشأن مستقبل أكثر أمانًا».
بناء بنية تحتية كهربائية عالمية
وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي، بل هو واقع قائم بالفعل، وسيترك تأثيرًا جذريًا يشبه ما أحدثته الكهرباء عند ظهورها، وما تطلبه الأمر من بناء بنية تحتية كهربائية عالمية، وكذلك الحال مع صناعة السيارات وشبكات الطرق، وأخيرًا شبكة الإنترنت التي لم تكن مجرد تكنولوجيا بل كانت مشروع بنية تحتية عالمية ربطت العالم ببعضه البعض.
وأضاف: «الآن، نحن نشهد نفس المرحلة مع الذكاء الاصطناعي، الذي يتطلب بنية تحتية جديدة، تتجاوز مراكز البيانات والتطبيقات، لتشمل أنظمة متكاملة تُعرف بـ”مصانع الذكاء الاصطناعي”، وهي بالفعل قيد التطوير».
وأشار إلى أن مؤشرات الاستثمار ومعدلات تبني الذكاء الاصطناعي، والتي تُعد الأسرع في تاريخ التكنولوجيا، تدل على حجم التحول القادم، لا سيما في مجال الأمن السيبراني، حيث تُظهر الهجمات الحديثة مدى توظيف الذكاء الاصطناعي من قبل المهاجمين لتنفيذ هجماتهم بسرعة ودقة وكفاءة أعلى.
وتابع كارسنتي: «الهجمات أصبحت اليوم أكثر احترافية بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي مكّن القراصنة من تنفيذ هجماتهم على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة. خذوا مثلًا رسائل التصيد الإلكتروني (Phishing)؛ في السابق، كان يسهل التعرف عليها بسبب الأخطاء اللغوية، أما اليوم، وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والترجمة الآلية، أصبحت الرسائل تبدو طبيعية ومقنعة لدرجة يصعب على البشر التفرقة بينها وبين الرسائل الحقيقية».
هجمات معقدة لا يمكن رصدها بسهولة
وشدد على أن رسائل التصيد ليست سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، فهناك هجمات معقدة لا يمكن رصدها بسهولة، تستخدم الذكاء الاصطناعي لضغط الزمن وتحقيق اختراقات خلال فترات وجيزة. وقال: «منذ ثلاث سنوات، كان متوسط الوقت بين الاختراق الأولي ونقل البيانات أو تنفيذ هجوم فدية يستغرق 30 يومًا. اليوم، أقل من 24 ساعة كافية لتنفيذ الهجوم بالكامل، وفي 20% من الحالات، يتم الاختراق والتدمير الكامل للبيانات خلال أقل من 60 دقيقة فقط».
وأضاف: «نحن أمام تحول جذري في مشهد التهديدات، فرضته تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبالتالي أصبح لزامًا علينا أن نغيّر أساليب المواجهة».
واختتم تييري كارسنتي تصريحاته بالتأكيد على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب إعادة التفكير في أدوات وأساليب الأمن السيبراني، مضيفًا: «لقد بذلنا على مدار سنوات جهدًا هائلًا لمعالجة كل عامل خطر على حدة، لكن ما نحتاجه اليوم هو نهج شامل وجماعي قادر على مجاراة تسارع وتطور هذه التهديدات غير المسبوقة».
خبراء يؤكدون ضرورة تدريب الكوادر وتأهيلها لمواجهة الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية
شركة «Group-IB» : الهجمات السيبرانية الحديثة تستهدف زعزعة استقرار الدول وليس فقط سرقة البيانات