«مدير الحلول التقنية لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا» بشركة «باولو ألتو»: «مصر» تملك مقومات قوية لتأهيل الكوادر البشرية في مجال الأمن السيبراني
فنتيك جيت: مصطفى عيد
أكد طارق عباس، المدير الأول للحلول التقنية لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «Palo Alto Networks» الأمريكية، أن مصر تملك مقومات قوية لتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى أن هناك فجوة عالمية في هذا التخصص تُقدّر بأكثر من 3.5 مليون متخصص، وهو ما يجعل من تطوير هذه الكفاءات محليًا أمرًا بالغ الأهمية.
وقال عباس خلال تصريحات صحفية على هامش مؤتمر إجنايت الذى تنظمه الشركة بالمتحف المصري الكبير اليوم، إن السوق المصري مؤهل بقوة لسد الفجوة العالمية في الكوادر السيبرانية، وذلك عبر الاستثمار في برامج التدريب والتعليم وبناء قدرات الأفراد، مما يسهم في حماية البنية التحتية الرقمية، ليس فقط محليًا بل على مستوى الإقليم أيضًا.
تأمين المتاحف والمنشآت الثقافية
وفي سياق حديثه عن أهمية تأمين المتاحف والمنشآت الثقافية، شدد عباس على أن الحماية السيبرانية لم تعد تقتصر على تأمين المعروضات، بل تشمل تأمين كل نقطة اتصال رقمية داخل المنشأة، بداية من الكاميرات وأنظمة الباركود وصولًا إلى شبكة الإنترنت المخصصة للزوار.
وأضاف: «نقاط الضعف يمكن أن تكون بسيطة في ظاهرها، لكنها خطيرة، مثل البث المباشر من الكاميرات، أو أجهزة المسح الضوئي، أو حتى اتصال الإنترنت داخل المتحف. يجب أن تكون كل هذه النقاط محمية بشكل كامل، لأنها تمثل بوابات محتملة للهجمات السيبرانية».
وأشار إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح ضروريًا لتحليل البيانات الواردة من الكاميرات، وأنظمة الدخول، والخوادم، بهدف اكتشاف محاولات التسلل أو التزوير أو تعطيل الأنظمة أو السماح بالدخول غير المشروع عبر تزوير الهوية الرقمية.
وقال عباس: «شهدنا حوادث سرقة في متاحف عالمية بسبب اختراقات في أنظمة التحقق من الهوية، مثل التلاعب بتقنية التعرف على الوجه أو تجاوز أنظمة الدخول بالبصمة. لذلك يجب ضمان حماية الهوية الرقمية بشكل صارم، والتأكد من أن الشخص الذي يستخدمها مخول فعليًا بالوصول».
بناء نظام متكامل
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يتيح أيضًا بناء نظام متكامل يربط بين كل أنظمة الحماية داخل المتحف، من الكاميرات إلى أنظمة الأبواب والخزائن، مرورًا ببوابات الدخول وقواعد البيانات الرقمية، وهو ما يسمح باكتشاف أي محاولة لنقل قطع أثرية دون تصريح، أو تسريب بيانات رقمية إلى خارج المتحف.
واختتم عباس تصريحاته بالتأكيد على أن الأمن السيبراني اليوم لم يعد رفاهية، بل هو ضرورة تمسّ كل مؤسسة ثقافية أو تعليمية أو حكومية، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لضمان بيئة رقمية آمنة ومستدامة في ظل التهديدات المتزايدة التي تشهدها المنطقة والعالم.
اقرأ ايضا:
الرياض تستضيف مؤتمر «بلاك هات» الشرق الأوسط وأفريقيا للأمن السيبراني نوفمبر المقبل