فنتيك جيت: محمد بدوي
تستعد شركة “هيوماين” (Humain)، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، لإطلاق صندوق لرأس المال الجريء بقيمة 10 مليارات دولار خلال الصيف الحالي، في إطار مساعيها لتوسيع أنشطتها في قطاع مراكز البيانات، وفقاً لما أوردته صحيفة “فايننشال تايمز” نقلاً عن الرئيس التنفيذي للشركة طارق أمين.
وقال أمين إن “هيوماين” تجري محادثات مع عدة شركات تكنولوجيا أميركية بارزة، من بينها “أوبن إيه آي” (OpenAI)، و”إكس إيه آي” (xAI) التابعة لإيلون ماسك، وشركة “أندريسن هورويتز” (Andreessen Horowitz)، ضمن جهودها لإيجاد شريك استراتيجي. ولم يحدد أمين هوية الشركة الأميركية المحتملة، مكتفياً بالقول: “نجري مناقشات مع جميع هذه الأطراف… بعضها، وستعرف ذلك قريباً جداً، من الأسماء الكبرى في قطاع مراكز البيانات”.
اتفاقات بـ23 مليار دولار
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن إطلاق “هيوماين” لقيادة طموحات المملكة في قطاع حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك في اليوم السابق لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة منتصف الشهر الجاري.
الرئيس التنفيذي للشركة أوضح في حديثه مع “فايننشال تايمز” أن الصندوق المزمع تأسيسه سيركز على تمويل الشركات الناشئة في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من آسيا.
كما كشف عن أن القيمة الإجمالية للاتفاقيات التي وقعتها شركته حتى الآن بلغت 23 مليار دولار، مع شركات أميركية عملاقة مثل “إنفيديا” (Nvidia) و”كوالكوم” (Qualcomm) و”أمازون ويب سيرفيسز” (Amazon Web Services) و”إيه إم دي” (AMD).
تهدف الاتفاقية مع “إنفيديا” لإنشاء مركز بيانات بقدرة مبدئية 500 ميغاواط تصل بحلول 2030 إلى 1.9 غيغاواط، وكشف أمين للصحيفة أن المشروع يستهدف الوصول إلى قدرة 6.6 غيغاواط بحلول 2034، موضحاً أن تكلفة المشروع بالأسعار الحالية ستبلغ 77 مليار دولار.
طموحات كبيرة للذكاء الاصطناعي
تتطلع المملكة إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، في وقتٍ تستعد فيه لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 100 مليار دولار مختص بالذكاء الاصطناعي تحت اسم “بروجكت ترانساندنس”، في إطار سعيها لتطوير مركز تكنولوجي يعزز المنافسة إقليمياً وعالمياً.
تنتهج المملكة استراتيجية من 3 محاور تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، في ظل سعيها لاستغلال البيانات والمعرفة المتراكمة لديها لاستقطاب المزيد من المبتكرين والمستثمرين للمساهمة في الدور الذي تضطلع به المملكة تجاه هذه التقنية الثورية، حسبما قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم في مؤتمر “العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة” خلال شهر فبراير الماضي.
المحور الأول للاستراتيجية يتمثل في أن تصبح مستثمراً استراتيجياً ومالياً ناجحاً في التقنية، والثاني أن تكون جزءاً من سلسلة القيمة العالمية، أما المحور الثالث فهو أن يصبح القطاعان العام والخاص وحتى مجتمع المنظمات غير الحكومية مستخدمين مؤثرين لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأسست السعودية شركة “آلات” أيضاً بهدف بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي يُتوقع أن يصل حجم سوقها إلى 460.5 مليار دولار بحلول 2033. كما أطلقت الرياض في وقت سابق “علام” وهو نموذج لغوي عربي، وأتاحته على منصة “أمازون أزور” السحابية.
اقرأ ايضا:
ولي عهد السعودية يعلن إطلاق شركة «هيوماين» للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
وزير الاتصالات السعودي يناقش مع قادة الشركات التقنية الرائدة لدعم منظومة «الذكاء الاصطناعي»