فينتك جيت: مصطفى عيد
كشف تقرير إرنست ويونغ (EY) لصفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن المنطقة سجلت ارتفاعاً في نشاط الصفقات خلال الربع الأول من عام 2025، مع 225 صفقة مقارنة مع 172 صفقة في الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 31% في عدد الصفقات على أساس سنوي. كما ارتفعت القيمة الإجمالية للصفقات المعلنة في الربع الأول من هذا العام بنسبة 66% لتصل إلى 46 مليار دولار أمريكي، مقارنة مع 27.6 مليار دولار في الربع الأول من العام 2024.
دور الصفقات العابرة للحدود في تعزيز القيمة والحجم
ولعبت عمليات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود خلال الربع الأول من عام 2025، دوراً مهماً في حجم الصفقات وقيمتها، حيث تم تسجيل 117 صفقة، ما يمثل 52% من العدد الإجمالي للصفقات، بقيمة بلغت 37.3 مليار دولار أمريكي، أي ما يمثل 81% من إجمالي قيمة الصفقات المعلنة. وشهد الربع الأول من عام 2025 أعلى نشاط للصفقات العابرة للحدود من حيث الحجم والقيمة مقارنة بالفترة نفسها من السنوات الخمس الماضية، حيث سعت الشركات بشكل متزايد إلى النمو والتنويع خارج أسواقها المحلية.
تعليق مسؤول EY على أداء السوق وتوقعات المستقبل
وفي تعليقه على التقرير، قال براد واتسون، رئيس EY-Parthenon في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “شهدنا في عام 2025 تدفقاً ثابتاً لصفقات الدمج والاستحواذ، وستواصل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسجيل تدفق قوي للصفقات خلال الفترة المتبقية من عام 2025. وتأتي هذه التدفقات القوية للصفقات على خلفية الإصلاحات التنظيمية، والتحول في السياسات، والتوقعات الإيجابية للاقتصاد الكلي، بما في ذلك تخفيف أسعار الفائدة وتحسن ثقة المستثمرين.
نمو نشاط الصفقات المحلية وتأثيرها على الاقتصاد الإقليمي
كما ينعكس هذا النمو في الزيادة المطردة في نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية، والتي ساهمت بنسبة 48% من إجمالي عدد الصفقات في الربع الأول من عام 2025. كما يتماشى هذا النمو في صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية مع توقعات صندوق النقد الدولي بنمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 3.6% هذا العام، مدعوماً أيضاً بالزخم القوي لأنشطة الاندماج والاستحواذ حول العالم. وتعمل الشركات على إعادة مواءمة استراتيجياتها لتلبية احتياجات التنويع والتحول الرقمي ودمج التقنيات الناشئة بشكل أفضل”.
الهيمنة الإماراتية والكويتية في صفقات المنطقة
أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد حافظت الإمارات العربية المتحدة على مكانتها كأفضل وجهة مستهدفة بالصفقات في الربع الأول من عام 2025، مع تسجيلها 63 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 20.3 مليار دولار أمريكي. واحتلت الكويت المرتبة الثانية من حيث عائدات الصفقات، مع 2.3 مليار دولار أمريكي، مدفوعة بصفقتين رئيسيتين في قطاعي المنتجات الصناعية المتنوعة والطاقة والمرافق.
الاستثمار الأجنبي والقيمة المستقطبة في كندا والولايات المتحدة
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، استقطبت كندا أعلى قيمة للصفقات الخارجية من مستثمرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع 6.4 مليار دولار أميركي، في حين ظلت الولايات المتحدة الوجهة المستهدفة المفضلة من حيث عدد الصفقات.
دور صناديق الثروة السيادية في تحريك السوق
وظلت صناديق الثروة السيادية مثل جهاز أبوظبي للاستثمار، وصندوق الاستثمارات العامة، ومبادلة، إلى جانب كيانات أخرى مرتبطة بالحكومة، محركات رئيسية لعمليات الدمج والاستحواذ في الربع الأول من عام 2025، في اتجاه يتماشى مع الاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية وأهداف التنويع الاقتصادي.
نمو ملحوظ في نشاط الصفقات المحلية وقيمتها
شهد نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية في الربع الأول من عام 2025 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة بنسبة 20% في عدد الصفقات، بينما ارتفعت قيمة الصفقات بشكل كبير لتصل إلى 8.7 مليار دولار أمريكي مقارنة مع 1.69 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2024.
وتصدّر قطاع التكنولوجيا نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ المحلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الأول من عام 2025، مساهماً بنسبة 37% من إجمالي قيمة الصفقات المحلية و27% من إجمالي عددها. وكانت أكبر صفقة محلية خلال الربع الأول من العام عبارة عن صفقة استحواذ بقيمة 2.2 مليار دولار أمريكي، حيث وافقت المجموعة 42، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي، على الاستحواذ على حصة 40% في شركة “خزنة داتا سنتر”، المزود الرائد للبنية التحتية الرقمية.
وشكلت الصفقات البينية التي شملت الإمارات والكويت والمملكة العربية السعودية 83% من إجمالي قيمة الصفقات المحلية و56% من إجمالي عددها، ما يسلط الضوء على النشاط القوي لعمليات الاندماج والاستحواذ البينية، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والصناعات والعقارات.
تستمر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الحفاظ على مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر خلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2025، مع ارتفاع عدد الصفقات الواردة بنسبة 21%، وارتفاع قيمتها إلى 17.6 مليار دولار أمريكي، مقارنة مع 2.5 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2024.
ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة الوجهة المفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة في الربع الأول من عام 2025، حيث استحوذت على 53% من إجمالي عدد الصفقات الواردة و99% من إجمالي قيمتها. وكانت النمسا الدولة المستثمرة الأولى، بنسبة 94% من إجمالي قيمة الصفقات الواردة، مدفوعةً بشكل رئيسي بصفقة كبيرة في قطاع الكيماويات.
ارتفع عدد الصفقات الصادرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، بنسبة 63% مقارنةً بالربع الأول من عام 2024، لتسجل 19.7 مليار دولار أمريكي، مساهمةً بنسبة 43% من إجمالي قيمة الصفقات. وتصدرت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قائمة الصفقات الصادرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث استحوذتا على 77% من إجمالي عدد هذه الصفقات و94% من إجمالي قيمتها.
وعلى الرغم من هيمنة قطاعي الكيماويات والنفط والغاز على قيمة الصفقات الصادرة، إلا أن عدد هذه الصفقات تركز بشكل أساسي على قطاعات التكنولوجيا والمنتجات الصناعية المتنوعة والخدمات المهنية. ويعكس هذا التوجه استراتيجية التنويع الأوسع التي تنتهجها دول المنطقة في استهداف القطاعات العالمية عالية النمو.
وكانت المملكة المتحدة أهم وجهة لصفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث العدد، مسجلةً 13 صفقة في الربع الأول من عام 2025. واستحوذت كندا وبيرو معاً على 50% من إجمالي قيمة الصفقات الصادرة، مدفوعةً بشكل رئيسي بصفقة كبيرة في قطاع الكيماويات الكندي. واتفقت أدنوك وشركة OMV النمساوية على الاستحواذ على شركة نوفا للكيماويات الكندية مقابل 6.3 مليار دولار أمريكي، وذلك من خلال امتلاك كل منهما 46.94% من أسهم مجموعة بروج الدولية التي تم تأسيسها حديثاً.
من جانبه، قال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال لدى EY-Parthenon الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “حافظت أسواق الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مرونتها على الرغم من وجود حالة من عدم اليقين على جبهتين: تأثير السياسة النقدية على تكلفة رأس المال والمناقشات الجارية بشأن التعريفات الجمركية والتجارة.
يتسم سجل الصفقات المرتقبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبقية عام 2025 بأنه سجل واعد وقوي، إذ نتوقع أن نشهد نشاطًا متزايدًا في قطاعات الاستهلاك والتكنولوجيا والطاقة. وسيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تحولات جوهرية في القيمة الأساسية، حيث نرى تخصيصًا كبيرًا لرأس المال في مجال التكنولوجيا”.
اقرأ ايضا:
إرنست ويونغ: السعودية تتصدر سوق الاكتتابات في الشرق الأوسط في الربع الأول من 2025
«إرنست ويونج»: 48 اكتتابا عاما في الشرق الأوسط بعوائد 10.7 مليار دولار
«إرنست أند يونج» : 5.8 مليار دولار عوائد 29 اكتتابا عاما في منطقة الخليج خلال 9 أشهر
تقرير إرنست آند يونج: 42.6 مليار دولار قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ بالشرق الأوسط في النصف الأول