فنتيك جيت: أحمد منصور
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”، نشر منشور يدّعي أن الرئيس السابق جو بايدن “أُعدم عام 2020، وتم استبداله بنسخ مستنسخة أو روبوتات”، وهي نظرية مؤامرة غريبة تنتشر منذ سنوات على بعض مواقع اليمين المتطرف. ورغم أن المنشور نُشر من حساب مجهول الهوية، فإن إعادة نشره من قِبل الرئيس الأميركي الحالي أثار تساؤلات وجدلاً واسعًا حول دقة ما ورد فيه.
في هذا التقرير، نتحقق من صحة هذه المزاعم، ونوضح لماذا لا تستند إلى أي دليل حقيقي.
أولاً: لا مصدر موثوق ولا أدلة داعمة
المنشور الأصلي لم يصدر عن جهة رسمية، أو حتى شخصية عامة معروفة، بل من حساب مجهول لا يقدّم أي وثائق أو صور أو مراجع. المحتوى أقرب لما يتم تداوله في غرف “QAnon” أو منتديات المؤامرات المجهولة، حيث تُطرح أفكار خيالية دون أي تحقق مهني.
ثانيًا: بايدن يظهر طبيعيًا ويمارس عاداته اليومية
أكد الصحفي المصري عمرو جوهر، المقيم في واشنطن، أن جو بايدن يُشاهَد بانتظام وهو يستقل القطار ويحمل حقيبته بنفسه، ويحرص على ممارسة بعض عاداته التقليدية التي اعتادها منذ أن كان سيناتورًا. ويضيف جوهر: “الطريقة التي يتحرك بها بايدن، طريقته في التفاعل مع الناس، وحتى التفاصيل الصغيرة مثل حمله لحقيبته أو نسيانه لبعض الجمل أحيانًا، تؤكد ببساطة أنه بشر عادي — وليس روبوتًا أو نسخة مبرمجة.”
تصريح جوهر يضيف طبقة واقعية للمشهد، ويوضح أن المزاعم المتداولة لا تصمد أمام الملاحظة المباشرة والسلوك البشري الفطري.
ثالثًا: تقارير طبية رسمية تنفي المزاعم
البيت الأبيض أصدر عدة تقارير طبية سنوية من الفريق الطبي الخاص بالرئيس بايدن خلال رئاسته، وكلها تشير إلى أنه يتمتع بصحة جيدة رغم سنه. التقارير موقعة من أطباء رسميين وتحت رقابة مؤسسات الدولة، ولم يشر أي منها إلى “استبدال” أو ظروف غير طبيعية.
رابعًا: استحالة التنفيذ تقنيًا وسياسيًا
نظرية “الروبوت أو النسخة المستنسخة” تنهار عند أول اختبار منطقي. استبدال رئيس دولة في موقع حساس مثل البيت الأبيض دون أن يلاحظ أحد — من فريقه الرئاسي، أجهزته الأمنية، الصحفيين، أو رؤساء الدول الذين تعاملوا معه — أمر أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الواقع.
خامسًا: لا علاقة للمخابرات أو المؤسسات الأمنية بالمزاعم
لم تصدر أي إشارات من وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA)، أو مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، أو البنتاغون، تفيد بوجود شبهة كهذه. بل على العكس، هذه المؤسسات تعاملت مع بايدن خلال رئاسته السابقة بصورة عادية، ومنحته التصاريح الأمنية اللازمة وفق القانون.
سادسًا: إعادة نشر ترامب لا تُضفي شرعية
حتى إن كان الرئيس ترامب أعاد نشر هذا المحتوى، فذلك لا يُعتبر دليلًا على صحته، خاصة وأنه لم يعلّق عليه بشكل مباشر. كما أن ترامب استخدم منصته سابقًا لمشاركة محتوى رمزي أو تهكمي ضد خصومه، ما يعني أن إعادة النشر لا تعني بالضرورة تصديقًا شخصيًا للمعلومة.
الخلاصة: لا، بايدن لم يُستبدل، والادعاء لا أساس له
التحقيق في المنشور الذي أعاد ترامب نشره يُظهر بوضوح أنه لا يتعدى كونه نظرية مؤامرة، تفتقر لأي سند واقعي أو علمي، وتتناقض مع الشواهد اليومية، وشهادة من عايشوا ويعاينون بايدن عن قرب.