البنوك العالمية تراهن على البطاقات الافتراضية لزيادة قدراتها التنافسية

فنتيك جيت: مصطفى عيد

في وقت تواصل فيه المدفوعات الرقمية إعادة تشكيل سلوك المستهلكين حول العالم، تتجه الأنظار حاليًا نحو البطاقات الافتراضية باعتبارها الجيل القادم من أدوات الدفع الإلكترونية، في ظل تنامي رهان البنوك والمؤسسات المالية عليها كساحة تنافس جديدة في سوق الائتمان، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «PYMNTS» بالتعاون مع شركة «Elan».

ووفقًا لتقرير «Digital Payments Evolution: Virtual Cards Poised to Take Off»، استخدم نحو 42% من المستهلكين في الولايات المتحدة بطاقات افتراضية خلال الأشهر الستة الماضية، خاصة في المشتريات عبر الإنترنت والاشتراكات الرقمية، بينما عبّر 65% من المشاركين عن نيتهم استخدام هذه البطاقات خلال العام المقبل.

بطاقات افتراضية دون لمس… ومستقبل بلا بلاستيك

وبينما كانت التوقعات تشير منذ إطلاق «Apple Pay» في عام 2014 إلى قرب نهاية عهد البطاقات البلاستيكية، يبدو أن التحول الحقيقي يحدث الآن من خلال البطاقات الافتراضية التي تُصدر وتُستخدم رقميًا بالكامل، دون وجود مادي، ما يوفر مستويات أعلى من الأمان بفضل الأرقام أحادية الاستخدام لكل عملية دفع.

وتُعد هذه البطاقات تطورًا طبيعيًا في مسار التحول نحو المدفوعات غير التلامسية، خاصة بعد أن ساهمت المحافظ الرقمية مثل «Apple Pay» و«Google Wallet» في تمهيد الطريق لاعتماد المدفوعات الرقمية لدى شريحة واسعة من المستهلكين. وتشير البيانات إلى أن أكثر من نصف الأميركيين يخزنون على الأقل بطاقة واحدة في محافظهم الرقمية.

مميزات متقدمة تفتح آفاقًا جديدة

توفر البطاقات الافتراضية مجموعة من الميزات المتقدمة، تشمل إصدارًا فوريًا بعد الموافقة، وتحكمًا لحظيًا في الإنفاق، ودمجًا سلسًا مع تطبيقات التجار. وهي بذلك لا تمثل مجرد أداة وقائية ضد الاحتيال، بل وسيلة لتعزيز ولاء العملاء وتقديم تجربة دفع مخصصة وآمنة في سوق يزداد تنافسًا.

ويبرز هذا التوجه بشكل خاص بين المستهلكين المتقدمين رقميًا، أي أولئك الذين يمتلكون أجهزة ذكية مثل الساعات الرقمية والسيارات الكهربائية، حيث أشار التقرير إلى أن ثلاثة من كل أربعة منهم استخدموا بطاقات افتراضية للشراء عبر الإنترنت، بينما استخدم أكثر من نصفهم أرقامًا مؤقتة تُولد لعملية واحدة فقط.

البنوك في سباق سد الفجوة بين الأجيال

وبينما يستحوذ عشاق التكنولوجيا الرقمية – الذين يستخدمون تطبيقات البنوك والتخطيط المالي يوميًا – على الحصة الكبرى من مستخدمي هذه البطاقات، لا يزال جزء كبير من الجيل الأقدم، خصوصًا المنتمين إلى فئة «التقنية الأساسية» مثل جيل إكس وما فوقه، يركز على مزايا البطاقات التقليدية مثل برامج المكافآت واسترداد النقود.

ووفقًا للتقرير، قال 17% من المستخدمين من فئة التقنية الأساسية إن تحسين آليات كشف الاحتيال قد يدفعهم لاستخدام البطاقات الافتراضية، في حين اعترف 25% منهم بأنهم لم يسمعوا بهذا النوع من البطاقات مسبقًا، مما يبرز الحاجة إلى جهود توعوية من قبل البنوك والمؤسسات المالية.

البطاقات التي لا تُلمس تقود المشهد القادم

في ضوء هذه التحولات، يؤكد التقرير أن المرحلة التالية من تطور المدفوعات الرقمية لن تتمحور حول نقل البطاقات البلاستيكية إلى الهاتف، بل حول تقديم منتجات مالية رقمية بالكامل، تتماشى مع تطلعات المستهلكين في الأمان والتحكم والمرونة.

ويبدو أن المحافظ الرقمية قد فتحت الباب لهذا التحول، لكن البطاقات الافتراضية مرشحة لعبور هذا الباب وإعادة تعريف مفهوم حامل البطاقة نفسه في المستقبل القريب. وفي وقت تتسابق فيه المؤسسات المالية لإطلاق منتجات مبتكرة، فإن البطاقات التي لا يمكن لمسها قد تصبح عنوان المنافسة القادمة في عالم المدفوعات الرقمية.

 

إقرأ أيضا: