تقرير «TMF Group»: مصر والسعودية الأسهل لممارسة الأعمال بالشرق الأوسط في 2025 بفضل جهود الإصلاح الاقتصادي

فينتك جيت: مصطفى عيد

أظهر تقرير «Global Business Complexity Index 2025» الصادر عن شركة «TMF Group» البريطانية، أن مصر والمملكة العربية السعودية هما الدولتان الأسهل لممارسة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، وسط تحسن ملحوظ في مؤشرات بيئة الأعمال الإقليمية بفضل جهود الإصلاح الاقتصادي وتطوير البنية التحتية التجارية.

وصنّف التقرير، الذي يغطي 79 دولة تمثل 94% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مصر في المرتبة 37 عالميًا، تلتها السعودية في المرتبة 38، ثم الإمارات في المركز 39، وقطر في المركز 44. ويعتمد التصنيف على درجة تعقيد بيئة الأعمال، بحيث تمثل المرتبة 1 الأعلى تعقيدًا، والمرتبة 79 الأقل تعقيدًا.

مصر تقلّص تعقيد بيئة الأعمال
أوضح التقرير أن مصر تقدمت 9 مراكز مقارنة بعام 2024، حين احتلت المركز 28 عالميًا، وذلك بفضل تبني استراتيجيات لوجستية متنوعة وتعزيز ممرات التجارة، مما ساعد في الحد من الضغوط الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية.
وأشار التقرير إلى أن إنشاء مناطق لوجستية متكاملة ومناطق حرة، بالإضافة إلى تقديم حوافز مثل تبسيط الإجراءات الجمركية، عزز من سهولة الوصول للأسواق المصرية أمام الاستثمارات الأجنبية، وساهم في تحسين ترتيب الدولة ضمن المؤشر.

رؤية السعودية 2030 تدفع نحو تسهيل الأعمال
وفي السعودية، التي جاءت في المرتبة 38، ساهمت المبادرات المرتبطة برؤية 2030 في تقليل التعقيد التشريعي وتحسين مرونة سلاسل الإمداد، إذ تسعى المملكة لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، عبر ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية التجارية والأطر التنظيمية.
ولفت التقرير إلى أن المملكة تعمل على ترسيخ مكانتها كمركز لوجستي عالمي من خلال تطوير التشريعات وتوسيع ممرات التجارة، إلى جانب سعيها لخفض تعرضها للمخاطر الجيوسياسية.

الإمارات.. وجهة مستقرة وجاذبة
أما دولة الإمارات، التي جاءت في المركز 39 عالميًا، فتواصل تعزيز مكانتها كوجهة مستقرة وآمنة للاستثمار رغم التوترات الجيوسياسية العالمية، بفضل تشريعات صارمة تضمن الامتثال والتشغيل الآمن، وتوفر بيئة مستقرة تساهم في جذب المستثمرين من مختلف القطاعات.
ويعزز تعدد مراكز الدخول والبنية التحتية المتطورة مكانة الإمارات كممر تجاري موثوق به في المنطقة، مما يدعم قدرتها على الصمود أمام الاضطرابات العالمية.

قطر تواجه تحديات العمالة وتقلبات الجغرافيا السياسية
وعلى الرغم من تحسن طفيف في ترتيبها، جاءت قطر في المرتبة 44، مقارنة بالمركز 48 في العام الماضي. وأرجع التقرير هذا التراجع إلى استمرار حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، والمشاركة في عدة مباحثات سلام إقليمية، إلى جانب تحديات سوق العمل مثل ارتفاع معدلات دوران الموظفين وزيادة الأجور، ما يؤثر سلبًا على كفاءة التكلفة التشغيلية.

قال أتشن مالك، رئيس أسواق الشرق الأوسط والهند وأفريقيا لدى «TMF Group»: “لم تعد التعقيدات هي التحدي الأكبر أمام الأعمال عالميًا، بل أصبح عدم اليقين هو العقبة الحقيقية. وفي ظل اضطرابات سلاسل الإمداد وتزايد التوترات الجيوسياسية، تعمل دول الشرق الأوسط على تعزيز ممراتها التجارية، مما يرسخ مكانة مصر والسعودية والإمارات وقطر كمراكز صامدة للأعمال رغم التقلبات العالمية.”

الترتيب العالمي: من الأكثر إلى الأقل تعقيدًا
تصدّرت اليونان قائمة الدول الأكثر تعقيدًا في بيئة الأعمال لعام 2025، تلتها فرنسا والمكسيك وتركيا. بينما جاءت «جزر كايمان» في المركز 79 كأبسط دولة لممارسة الأعمال، تليها الدنمارك ونيوزيلندا.

يكشف تقرير «TMF Group» أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات إيجابية نحو بيئة أعمال أكثر جذبًا واستقرارًا، مدفوعة بالإصلاحات الاقتصادية والتوسع في البنية التحتية التجارية. وبينما تبرز مصر والسعودية والإمارات كأكثر الدول استقرارًا وسهولة، تظل التحديات قائمة في بعض الأسواق، لكن الزخم الإقليمي يشير إلى توجه قوي نحو تسهيل بيئة الاستثمار وتعزيز القدرة التنافسية العالمية.

اقرأ ايضا:

تعاون بين «JRNY» و«Meta Spaces» لإطلاق برنامج تمكين التكنولوجيا العقارية يربط منظومتي السوق العقارية في مصر والسعودية

اختتام فعاليات النسخة الأولى من ملتقى«PropTech Ecosystem Retreat» لتعزيز التعاون بين الأسواق العقارية في مصر والسعودية

شركة «LuminX» الأمريكية للذكاء الاصطناعي تجمع 5.5 مليون دولار فى جولة تمويلية أولية