«جوجل» تعيّن «Koray Kavukcuoglu» رئيسًا جديدًا لهندسة الذكاء الاصطناعي

فينتك جيت: مصطفى عيد

في خطوة استراتيجية تعكس تسارع المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة «Google» الأمريكية عن تعيين «Koray Kavukcuoglu»، المدير التقني في «Google DeepMind»، في منصب رفيع جديد هو “رئيس هندسة الذكاء الاصطناعي”، ليتولى مسؤولية التنسيق الكامل لتطوير منتجات الشركة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ويعد هذا المنصب الجديد، الذي يحمل رتبة نائب أول للرئيس، تحولًا هيكليًا داخل «Google»، حيث سيعمل «Kavukcuoglu» مباشرة تحت إشراف «Pichai» من المقر الرئيسي في «Mountain View»، بعدما انتقل من لندن خصيصًا لتولّي هذه المهمة.

ويمتلك «Kavukcuoglu» خلفية متميزة؛ إذ بدأ مسيرته كمهندس طيران، ثم نال درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب، وتتلمذ على يد رائد الذكاء الاصطناعي «Yann LeCun» في جامعة نيويورك، قبل أن ينضم إلى «DeepMind» عام 2012 كباحث، ويترقى ليشرف على أبرز ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

ونقل موقع «Semafor» أن «Kavukcuoglu» لعب دورًا محوريًا في قيادة «Google» لتجاوز منافسيها في عدة مؤشرات رئيسية في الذكاء الاصطناعي، خاصةً من خلال التعاون الوثيق مع المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ«DeepMind»، «Demis Hassabis». لكن الضغط يتصاعد على الشركة لتحويل قوة نماذج «Gemini» إلى منتجات استهلاكية ناجحة على أرض الواقع.

وفي بيان، كتب «Pichai»: “سيسرّع «Kavukcuoglu» دمج نماذجنا الرائدة عالميًا في منتجاتنا، بهدف تحقيق تكامل أسرع وأكثر كفاءة وقدرة على التكرار السريع”، ما يشير إلى توجه حاسم نحو تسريع الابتكار وتحويل القدرات التقنية إلى حلول عملية.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تعيد فيه «Google» هيكلة فرقها الداخلية لتسريع وتيرة تطوير المنتجات، بعد أن دمجت بين «DeepMind» و«Google Brain» تحت قيادة «Hassabis»، وأعادت توزيع الأدوار القيادية ضمن موجة من التغييرات التي شملت تقليصات في فرق العمل وتقديم عروض إنهاء خدمات.

وفي أبريل الماضي، عيّنت الشركة «Josh Woodward» رئيسًا لفريق «Gemini»، بعد إشرافه على تطوير أحد أبرز منتجات الذكاء الاصطناعي الناجحة، وهو «NotebookLM»، الذي يحوّل النصوص إلى محتوى صوتي شبيه بالبودكاست.

لكن ورغم التقدم في بناء النماذج، فإن تطوير المنتجات لم يواكب نفس السرعة، وهو ما دفع الشركة إلى تعزيز جهود التنسيق بقيادة «Kavukcuoglu»، الذي يعمل بالفعل على توجيه فرق المنتجات لرؤية إمكانات الذكاء الاصطناعي المستقبلية واستباق الاستخدامات الممكنة.

وفي خضم تحولات السوق، لم يعد الذكاء الاصطناعي يسير على نهج التطور التدريجي كما في عصر قانون «مور»، بل يشهد قفزات متسارعة يصعب التنبؤ بها، ما يجعل الابتكار المستمر ضرورة لا رفاهية.

وتواجه «Google» خطر تفوّق المنافسين إن لم تُسرّع من تحويل ابتكاراتها إلى منتجات، وهو ما ظهر جليًا في صعود «ChatGPT» الذي استند إلى هندسة طُورت في الأصل داخل «Google»، حينما كانت فلسفة الانفتاح العلمي تسود أروقة الشركة.

ومع تزايد استخدام المستهلكين لمحركات بحث بديلة مثل «ChatGPT» و«Perplexity»، تكشف تقارير حديثة أن «Google» بدأت في تقديم عروض إنهاء خدمة ضمن قسم البحث — القلب النابض لإيراداتها.

لكن بوادر المستقبل بدأت تلوح، مع قدرات جديدة لمنصة «Gemini» مثل «Project Mariner» للتحكم التلقائي بالمتصفحات، و«Astra» القادر على فهم العالم المادي.

اقرأ ايضا:

«جوجل» تتيح استخدام نموذج «Gemini» لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني

«جوجل» تتيح ميزة التنفيذ التلقائي للمهام المجدولة من خلال تطبيق «Gemini» لمشتركي باقتي «AI Pro» و«AI Ultra»

تطبيق «وفرّها» يتجاوز 5 ملايين تحميل على متجر «جوجل بلاي»