تصاعد التوتر بين «إسرائيل» و«إيران» يفجر صدمة نفطية عالمية ومخاوف من موجة تضخم جديدة

فينتك جيت: مصطفى عيد

أدى التصعيد المفاجئ بين «إسرائيل» و«إيران» إلى هزة عنيفة في الأسواق المالية وسلاسل إمداد الطاقة العالمية، بعد أن شنت «إسرائيل» ضربات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، لترد طهران بهجمات بطائرات مسيّرة، مما فجّر مخاوف عالمية من موجة تضخمية جديدة وسط قفزات حادة في أسعار النفط واحتمالات تعطّل التجارة.

وسجّل خام «برنت» – المؤشر العالمي لأسعار النفط – ارتفاعًا بلغ 13% خلال تعاملات 13 يونيو، في أكبر قفزة يومية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، قبل أن يُغلق مرتفعًا بأكثر من 7% عند 74.23 دولارًا للبرميل، وسط تحذيرات من أن هذا الارتفاع قد يكون مجرد بداية في حال تفاقم الصراع أو استهداف البنية التحتية الحيوية للطاقة.

ويراقب المتعاملون عن كثب مضيق هرمز، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا يمر عبره نحو 20–25% من إمدادات النفط العالمية، إلى جانب جزء كبير من صادرات الغاز الطبيعي المسال من قطر. ورغم استمرار حركة الشحن حتى الآن، إلا أن تصاعد التوترات يزيد من احتمالات توقفها. وتُعد «إيران» ثالث أكبر منتج في منظمة «أوبك»، حيث تضخ نحو 3 ملايين برميل يوميًا، أي ما يعادل 3% من الإنتاج العالمي، وقد سبق أن هددت بإغلاق المضيق في مواجهة ضغوط غربية.

من جهتها، أعلنت «الوكالة الدولية للطاقة» استعدادها لضخ 1.2 مليار برميل من الاحتياطي الاستراتيجي لتهدئة الأسواق، لكن الأمين العام لـ«أوبك» هيثم الغيص حذّر من أن هذا التصريح قد يثير ذعرًا غير مبرر في الأسواق.

أوضح «صندوق النقد الدولي» أن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 10% قد يؤدي إلى زيادة التضخم العالمي بمقدار 0.4 نقطة مئوية، مع تراجع في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 0.15 نقطة مئوية.

ويُسعّر المتداولون الآن احتمالات قفزة إضافية في أسعار النفط تتراوح بين 20 و40 دولارًا، إذا امتد الصراع أو استهدفت إيران منشآت إنتاج في العراق أو أعاقت الملاحة.

وبالنسبة لدول مثل الهند، التي تعتمد على الاستيراد لتغطية أكثر من 80% من احتياجاتها النفطية، فإن ارتفاع الأسعار سينعكس على تكاليف الوقود والنقل والتصنيع، مما يعزز التضخم ويضعف الروبية ويوسّع العجز في الحساب الجاري ويثقل كاهل مناخ الاستثمار.

تفاعلت الأسواق المالية العالمية مع المستجدات بقلق بالغ؛ حيث تراجع مؤشر «نيكاي» الياباني بنسبة 0.9%، وهبط مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.39%، فيما خسر مؤشر «داو جونز» الأمريكي 1.79% وتراجع «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.69%.

في المقابل، قفز الذهب بنسبة 1.2% ليصل إلى 3,423.30 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى له خلال شهرين، مدفوعًا بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري.

ويرى المحللون أن تعطّل الإنتاج الإيراني قد يدفع بأسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل، لكنهم رجحوا أن تستجيب الدول المنتجة الأخرى بزيادة الإمدادات مما قد يحد من التأثير التضخمي طويل الأمد.

وفي سياق موازٍ، أعلنت بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وطهران، فيما تتحرك السفن التجارية بحذر عبر مضيق هرمز. كما أصدرت دول مثل اليونان والمملكة المتحدة تحذيرات لسفنها لتفادي الإبحار في مناطق عالية الخطورة مثل خليج عدن.

اقرأ ايضا:

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في «وول ستريت» مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط

«نجيب ساويرس» يعلق على قوة كل من إيران وإسرائيل في المواجهة بينهما

عبر «ستارلينك».. «ماسك» يفعل خدمة الإنترنت لإيران

رئيس شعبة الذهب: تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران يدفع الذهب لصعود كبير