«رويترز»: الأسواق تستعد لارتفاع أسعار النفط واتجاه نحو الملاذات الآمنة بعد قصف أمريكا لمواقع نووية إيرانية

فينتك جيت: مصطفى عيد

تترقب الأسواق العالمية موجة جديدة من التقلبات، مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصة «Truth Social» عن تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات على منشآت نووية إيرانية، في تصعيد جديد للصراع في منطقة الشرق الأوسط. جاء هذا التحرك ليعمّق من انخراط الولايات المتحدة في التوترات الجيوسياسية، مع توقعات بأن ينعكس ذلك سريعًا على حركة الأسواق العالمية وأسعار الطاقة.

وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها إلى أن المستثمرون أكدوا أن هذا الحدث سيحفز موجة من الاندفاع نحو الأصول الآمنة، مثل الدولار الأمريكي والذهب، إلى جانب ارتفاع مرتقب في أسعار النفط. وقال «مارك سبيندل»، كبير مسؤولي الاستثمار لدى «Potomac River Capital»، إن الأسواق ستشهد قلقًا فوريًا مع افتتاح التداولات، متوقعًا ارتفاع أسعار النفط بفعل حالة الغموض وعدم اليقين التي تخيم على المشهد.

وأشار سبيندل إلى أن غياب التقييم الفوري لحجم الأضرار سيزيد من حالة الترقب، قائلاً: «الوضع لم ينتهِ بعد، نحن في طور الانخراط الفعلي، والسؤال الأبرز الآن هو: ما الخطوة التالية؟».

وفي خطابه المتلفز، وصف ترامب الهجوم بأنه «نجاح عسكري باهر»، مؤكدًا تدمير منشآت التخصيب النووي الإيرانية بالكامل، مع تهديد بمواصلة الضربات إذا لم توافق طهران على اتفاق سلام.

تتصدر المخاوف من قفزة في أسعار النفط مشهد التحليلات الاقتصادية، لما لذلك من أثر مباشر على التضخم وثقة المستهلكين، وربما على قرارات السياسة النقدية. ووفقًا لتحليلات «Oxford Economics» التي سبقت الضربة، فإن أسوأ سيناريو قد يدفع أسعار النفط إلى 130 دولارًا للبرميل، مما يقود معدل التضخم الأمريكي للارتفاع إلى قرابة 6% بنهاية العام، وهو ما قد يضعف فرص خفض أسعار الفائدة في المدى القريب.

وفي هذا السياق، قال «جاك أبلين»، كبير مسؤولي الاستثمار في «Cresset Capital»، إن التصعيد «يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى مشهد المخاطر العالمي، وسينعكس بشكل مباشر على أسعار الطاقة والتضخم».

من ناحية أخرى، من المتوقع أن يستفيد الدولار الأمريكي على المدى القريب من الطلب على الملاذات الآمنة، بعد أن شهد تراجعًا هذا العام وسط قلق المستثمرين من ضعف استثنائية الاقتصاد الأمريكي. وأوضح «ستيف سوسنيك»، كبير استراتيجيي السوق لدى «IBKR»، أن سيناريو الهروب إلى الأمان قد يدفع عوائد السندات الأمريكية للانخفاض، مع ارتفاع الدولار.

ورغم التوقعات الأولية بحدوث هبوط في أسواق الأسهم، يشير التاريخ إلى أن تأثير مثل هذه الأحداث غالبًا ما يكون مؤقتًا. فعلى سبيل المثال، أظهرت بيانات «Wedbush Securities» و«CapIQ Pro» أن مؤشر «S&P 500» كان ينخفض بنسبة 0.3% في المتوسط خلال الأسابيع الثلاثة التالية لاندلاع التوترات الكبرى في الشرق الأوسط، لكنه كان يحقق مكاسب بمتوسط 2.3% بعد شهرين.

اقرأ ايضا:
«رويترز» تتوقع تثبيت «الإحتياطي الفيدرالي» للفائدة رغم دعوات ترامب للخفض وتصاعد توترات الشرق الأوسط

«رويترز»: «البنوك المركزية الأجنبية» تقلص حيازاتها من «سندات الخزانة الأمريكية»

رويترز: شركة «OpenAI» تقود تحركًا في الكونجرس الأمريكي لسن قوانين تضمن الحد من تزايد هيمنة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي