فنتيك جيت: أحمد منصور
أعلنت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية (CMA) أنها تعتزم منح شركة Google صفة “الوضع السوقي الاستراتيجي” — وهي صفة تُمنح للشركات التكنولوجية التي تمتلك نفوذًا كبيرًا في السوق، ما يسمح للجهة المنظمة باستخدام صلاحيات موسعة لتنظيم أنشطتها.
وتأتي هذه الخطوة في إطار النظام الرقابي الجديد الذي تم إقراره بموجب قانون الأسواق الرقمية والمنافسة وحماية المستهلكين، والذي يهدف إلى كبح ممارسات الاحتكار وتشجيع الابتكار في القطاع التكنولوجي البريطاني.
وتسيطر Google، المملوكة لشركة Alphabet الأمريكية، على أكثر من 90% من عمليات البحث في المملكة المتحدة، ما يجعلها في مرمى إجراءات رقابية أكثر صرامة، بحسب ما أكدت الهيئة في بيانها.
وتشمل الإجراءات المقترحة:
شاشات اختيار للمستخدمين تتيح التحوّل إلى محركات بحث بديلة، من ضمنها المنافسون الجدد المعتمدون على الذكاء الاصطناعي مثل Perplexity وChatGPT.
ضمان عدالة ترتيب نتائج البحث وعدم التمييز ضد الخدمات المنافسة.
منح الناشرين مزيدًا من التحكم في كيفية استخدام محتواهم، خاصة في الردود التي يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي.
وفي حال تأكيد الهيئة قرارها في أكتوبر المقبل، ستكون Google أول شركة يُطبّق عليها هذا النوع من التنظيم منذ أن تم منح الهيئة صلاحياتها الجديدة هذا العام. ومن المنتظر بعدها إطلاق مشاورات بشأن أول حزمة من التدابير التنظيمية “المصممة خصيصًا”.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة: “تمثل هذه الإجراءات المستهدفة والمتوازنة خطوة مهمة تمنح الشركات والمستهلكين في المملكة المتحدة مزيدًا من الخيارات والسيطرة في تعاملهم مع خدمات البحث التي تقدمها Google، كما تفتح آفاقًا أوسع للابتكار داخل القطاع التكنولوجي البريطاني والاقتصاد ككل”.
إلى جانب ذلك، تدرس الهيئة تنفيذ إجراءات إضافية طويلة الأجل تبدأ في عام 2026، تشمل ممارسات Google في التعامل مع محركات البحث المتخصصة المنافسة، ومستوى الشفافية في إعلانات البحث.
وقد أرجأت الهيئة البتّ في التدخل بشأن اتفاقيات Google الافتراضية — التي تدفع بموجبها الشركة لتكون محرك البحث الافتراضي في أجهزة مثل iPhone — إلى حين صدور الحكم في القضية الجارية بين Google ووزارة العدل الأمريكية، التي تسعى إلى إنهاء مثل هذه الترتيبات.
من جهة أخرى، أعلنت الهيئة أنها ستؤجل اتخاذ قرار بشأن منح صفة “الوضع السوقي الاستراتيجي” لمنصات الهواتف الذكية التابعة لكل من Apple وGoogle إلى العام المقبل، مع توقع صدور نتائج أولية الشهر المقبل.
وعلق توم سميث، المحامي المتخصص في قضايا المنافسة لدى شركة Geradin Partners والمدير القانوني السابق للهيئة، بالقول إن الهيئة كان بإمكانها التحرك “بشكل أكثر صرامة وسرعة”، لكنها تسعى لتفادي اتهامها بمعاداة النمو الاقتصادي، في وقت طالبت فيه وزيرة المالية راشيل ريفز الجهات الرقابية باتخاذ خطوات تشجع على النمو.
اقرأ ايضا:
السلطات البريطانية تنتهي من التحقيق في إتهام «جوجل» و«آبل» بالاحتكار