تقرير جديد يكشف: استجابة «Bybit» السريعة لأكبر اختراق في تاريخ الكريبتو منعت انهيارًا ممنهجًا في الأسواق

فينتك جيت: ريهام علي

أشاد تقرير بحثي جديد صادر عن Glassnode، المزود الرائد لتحليلات السوق المعتمدة على البلوك تشين، والذي يحظى بثقة أبرز المؤسسات المالية العالمية، بقدرة Bybit، ثاني أكبر منصات تداول العملات الرقمية حول العالم من حيث حجم التداول، على التعافي سريعاً من أكبر عملة قرصنة عملات رقمية في تاريخ القطاع، وكيف ساهمت استجابتها الفورية في احتواء الأزمة وامتصاص الصدمة في الأسواق، مجنّبة قطاع العملات الرقمية التعرض لهبوط كبير.

وتحت عنوان مرونة قطاع الأصول الرقمية: نظرة معمّقة في قرصنة Bybit من قبل مجموعة Lazarus، حلل التقرير الجدول الزمني ونشاط التداول والبيانات السوقية الرئيسية المتعلقة بالهجوم السيبراني غير المسبوق في فبراير 2025، والذي يُعد أكبر عملية قرصنة في تاريخ العملات الرقمية بقيمة ضخمة بلغت 1.4 مليار دولار، مع مقارنته بأكبر الاضطرابات في كلّ من أسواق الأصول الرقمية والأسواق المالية التقليدية. وعلى عكس الأنماط التاريخية للأزمات المالية وانهيارات العملات الرقمية، تشير استجابة القطاع لعملية القرصنة المذكورة التي نفذتها مجموعة Lazarus إلى بداية عهد جديد في مرونة أسواق الأصول الرقمية.

تعافي العقود الدائمة من حيث الفائدة المفتوحة وأحجام التداول

تناول التقرير أداء ثلاثة من الأصول الرئيسية المتداولة على منصة Bybit، وهي بيتكوين وإيثيريوم وسولانا.
ففي اليوم التالي لعملية القرصنة بتاريخ 22 فبراير، شهدت الفائدة المفتوحة لعقود الإيثيريوم الدائمة على Bybit واحدة من أشد حالات الانكماش المسجلة، وذلك نتيجة لتصفية المراكز الواسعة وإجبار المتداولين على تقليص الرافعة المالية.

ومع ذلك، وخلال الشهرين التاليين، تحولت تغيّرات الفائدة المفتوحة إلى إيجابية بشكل عام، حيث عادت معظم القيم إلى متوسطها طويل الأجل، بل وتجاوزت أحياناً حدود التقلبات المعتادة.

وأظهرت كلّ من بيتكوين وسولانا أنماطاً مشابهة لعملة إيثيريوم بعد عملية القرصنة. ووفقاً للتقرير، فقد عادت الأصول الثلاثة جميعها إلى مستوياتها ما قبل عملية القرصنة وقت نشر التقرير، حيث سجلت كلٌّ من بيتكوين وسولانا إنجازات ملحوظة في شهر مايو، إذ وصلت بيتكوين لمستوى قياسي جديد في الفائدة المفتوحة لعقود الفيوتشر الدائمة بقيمة 8.5 مليار دولار، في حين وصلت سولانا إلى 1.2 مليار دولار.

وذكر المحللون في التقرير: “عند دراسة أحجام التداول الدائمة لأصل الإيثريوم: “نلاحظ استقراراً في نشاط التداول قبل وبعد حادثة القرصنة، مع بقاء الأحجام دون تغيير يُذكر. وإضافةً إلى ذلك، وبعد الأداء المتفوق للإيثريوم في الأسابيع الأخيرة، ارتفع حجم التداول على منصة Bybit بشكل كبير، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 8.5 مليار دولار أمريكي يومياً، وهو إنجازٌ ملحوظٌ بالنظر إلى أن الإيثريوم كان الأصل الرئيسي المستهدف في هذا الانتهاك”.

تضييق فروق الأسعار: استقرار السيولة بعد عملية القرصنة

تعرضت السيولة العميقة لمنصة Bybit، والتي طالما اعتُبرت واحدة من أهم مزاياها التنافسية، لتحديات كبيرة. فقد شهدت السيولة السوقية ضغوطاً مباشرة مع اتساع فجوة الأسعار بين العرض والطلب بشكل حاد وانكماش عمق السوق بشكل مفاجئ. وأشارت هذه الظاهرة إلى انسحاب واسع النطاق للمشاركين خلال فترة انعدام اليقين.

ونجحت المنصة باستكمال عدد قياسي بلغ 350,000 عملية سحب خلال 12 ساعة بعد عملية القرصنة. ومع ذلك، أظهر كلا المؤشرين تعافياً مطرداً منذ منتصف أبريل، حيث عادت فجوة العرض والطلب إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل الحادثة، وتجاوز عمق السوق في الواقع قيم ما قبل ذلك في مايو، مما يشير إلى استعادة ثقة المؤثرين في الأسواق وعودة حالة التداول الطبيعية.

كسر نمط الأزمات: لماذا لم تؤدي أزمة Bybit إلى انهيار في القطاع؟

بدلاً من أن تتسبب الحادثة بموجة من الخوف والذعر الشامل وحدوث ضغوط على مستوى القطاع، كان تأثيرها مؤقتاً فقط على سيولة المنصة، قبل أن تتمكن سريعاً من التعافي والعودة إلى مستويات ما قبل القرصنة.

ولتقييم الاستقرار التشغيلي لمنصة Bybit، طوّرت Glassnode نموذجاً خاصاً يستند إلى مؤشرين رئيسيين: نسبة إعادة التوزيع الداخلية (Internal Reshuffling Ratio) ونسبة سحب كبار المستثمرين (Whale Withdrawal Ratio).

وأكد التقرير أن سبب عدم انتشار الأزمة في القطاع يعود إلى “الاستجابة التشغيلية السريعة، والتواصل الشفاف، والضوابط الداخلية القوية” لدى Bybit، والتي مكّنت المنصة من حماية أموال العملاء، والحفاظ على سلامة النظام الأساسي، واحتواء خطر انتقال الخوف في القطاع.

ويُضاف هذا التقرير إلى التوجهات التحليلية المتزايدة حول حادثة القرصنة التاريخية، التي أظهرت مدى تطور مرونة القطاع من خلال تجنّب الانهيار الذي حصل في أزمات سابقة مثل FTX وتيرا (Terra). ولم تقتصر Bybit على احتواء الأضرار المحتملة على مستوى القطاع ككل، بل شهدت أيضاً تسجيل الأصول الرئيسية لأرقام قياسية جديدة في التداول، مما يثبت أن ممارسات المؤسسات المالية الرفيعة المستوى أصبحت جزءاً أساسياً من أسواق الأصول الرقمية.

وتُعد هذه الحادثة نقطة تحول حاسمة في قدرة سوق العملات الرقمية على إدارة الأزمات الكبرى، مما قد يُعزز ثقة المستثمرين ويسرّع من تطور هذا القطاع الحيوي.

اقرأ ايضا:

منصة «Bybit» في الإمارات تتيح خاصية تداول الأسهم والأصول المالية التقليدية بعملة «USDT» الرقمية

منصة «Bybit» تتجاوز عتبة 70 مليون مستخدم مع تسارع تبني المؤسسات والتوسع في الامتثال العالمي

«باي بت Bybit» و«جاف لابس Ghaf Labs» توقعان شراكة استراتيجية بهدف تسريع تبني الويب 3 في منطقة الشرق الأوسط