فينتك جيت: مصطفى عيد
أطلق مدير الأصول الأوروبي العملاق «Amundi» تحذيرًا من أن التوسع السريع في استخدام العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي، في أعقاب إقرار قانون «GENIUS Act» في الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى إحداث تحول جذري في تدفقات الأموال العالمية ويهدد استقرار النظام المالي الدولي.
القانون الذي أقرّه مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا ويُنتظر تمريره في مجلس النواب وتوقيعه من قبل الرئيس «دونالد ترامب»، يضع إطارًا تنظيميًا واضحًا للعملات الرقمية المستقرة المُرتبطة بالدولار الأمريكي، وهو ما يثير قلق عدد من الاقتصادات العالمية من موجة «دولرة رقمية» تهدد سيادة أنظمتها النقدية، مع تزايد اعتماد شعوبها على تلك العملات.
ووفقًا لتقديرات مصرف «JPMorgan»، من المتوقع أن يتضاعف حجم العملات المستقرة المتداولة ليصل إلى 500 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، في حين تشير بعض التقديرات الأخرى إلى إمكانية بلوغها 2 تريليون دولار.
وبموجب القانون الأمريكي الجديد، يُشترط أن تكون العملات المستقرة مدعومة بالكامل بالدولار الأمريكي، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الإقبال على شراء سندات الخزانة الأمريكية.
ورغم أن ذلك يمثل فائدة مرحلية للاقتصاد الأمريكي وسط اتساع العجز في الموازنة، إلا أنه ينطوي على مخاطر تهدد الاستقرار المالي، سواء في الولايات المتحدة أو خارجه.
ويشير الخبراء إلى أن نشر عملات مستقرة مدعومة بالدولار قد يُفهم كرسالة غير مباشرة تُقلل من قوة الدولار ذاته، وهو ما قد يؤدي على المدى الطويل إلى تآكل قيمته.
وتُظهر البيانات أن 98% من العملات المستقرة المتداولة حاليًا مرتبطة بالدولار الأمريكي، بينما تتم أكثر من 80% من المعاملات المتعلقة بها خارج الولايات المتحدة، وهو ما يعزز القلق من استخدامها كبديل فعلي للعملات الوطنية، بما يهدد السيادة النقدية للعديد من الدول.
وكان وزير المالية الإيطالي «جيانكارلو جيورجيتي» قد اعتبر في تصريحات سابقة أن سياسات العملات المستقرة الأمريكية تمثل تهديدًا أخطر على استقرار الاقتصاد الأوروبي من الحرب التجارية التي أطلقها ترامب في ولايته الأولى، مشيرًا إلى أن القدرة على الوصول إلى الدولار دون المرور عبر النظام المصرفي الأمريكي تمثل جاذبية هائلة لملايين الأشخاص حول العالم.
كما حذر بنك التسويات الدولية من المخاطر المرتبطة بتوسع استخدام العملات المستقرة، مشيرًا إلى أنها قد تُضعف سيطرة البنوك المركزية على السياسة النقدية، وتفتح الباب أمام خروج رؤوس الأموال من الاقتصادات الناشئة.
ورغم أن شركة «Amundi»، التي تدير أصولًا بقيمة 2 تريليون يورو (نحو 2.36 تريليون دولار)، لا تستثمر حاليًا في العملات المشفرة، إلا أن رئيس الاستثمار فيها عبّر عن مخاوفه من أن يؤدي الاعتماد الواسع على العملات المستقرة إلى تحولها إلى كيانات شبيهة بالبنوك التقليدية، ما يزيد من تعقيد المشهد المالي العالمي.
اقرا ايضا:
بعد خسارة قضية رسوم المعاملات.. «فيزا» و«ماستركارد» تواجهان تهديد العملات المستقرة بـ253 مليار دولار
منصة «Coinbase» تطالب كندا بدعم العملات المستقرة وتعزيز تشريعات الكريبتو
«فيزا» العالمية تعلن عن شراكات في مجال «العملات المستقرة» وتوسع منصة «Flex Credential» ومنتجات جديدة