فينتك جيت: مصطفى عيد
توقعت دراسة جديدة صادرة عن «Africa Data Centers Association» بالتعاون مع شركة الاستشارات «Rising Advisory» أن تنمو صناعة مراكز البيانات في إفريقيا بمعدل سنوي يبلغ 17.5% خلال العام المقبل، مدفوعة بزيادة استهلاك البيانات وارتفاع الطلب على خدمات الحوسبة السحابية.
وكشف التقرير الذي حمل عنوان «مراكز البيانات في إفريقيا: إلى أين يتجه صُنّاع القرار؟»، عن حالة تفاؤل واسعة بين كبار التنفيذيين في القطاع، حيث أفاد 93.6% من المشاركين بأنهم يتوقعون نمواً قويًا أو معتدلًا، فيما لم يتوقع أي منهم حدوث تراجع في السوق، رغم التحديات المستمرة المرتبطة بالبنية التحتية والسياسات العامة وظروف التمويل.
توسعًا كبيرًا خلال 12 شهرًا
وبحسب الدراسة، التي استطلعت آراء 31 مسؤولًا رفيعًا من شركات عاملة في مجالات تشغيل مراكز البيانات وتصنيع المعدات المتخصصة وتصميم وبناء البنية التحتية، فإن نحو 22.6% من المشاركين يرون أن القطاع سيشهد توسعًا كبيرًا خلال 12 شهرًا، بينما يتوقع 71% نمواً معتدلًا.
فيما يخص خطط الاستثمار، عبّر 77.4% من المشاركين عن نيتهم في ضخ رؤوس أموال جديدة في السوق خلال العام المقبل، في حين اتخذ 19.4% موقفًا حياديًا، وأبدى 3.2% فقط عدم رغبتهم في الاستثمار. ويعكس ذلك مزيجًا من الثقة المستمرة في القطاع وبعض التحفظات الناتجة عن الغموض التنظيمي وتعقيد الجداول الزمنية للمشروعات وصعوبة الوصول إلى التمويل.
كما أظهر التقرير أن 80.6% من قادة الصناعة يرون أن المناخ التجاري الحالي في إفريقيا “ملائم إلى حد كبير”، مع وصف 29% له بأنه “ملائم جداً”، و51.6% بأنه “ملائم نسبيًا”، بينما رأى 3.2% فقط أنه غير ملائم.
قيود هيكلية وتشغيلية
رغم الأسس السوقية القوية، لا تزال الفجوة بين الإمكانات والنمو الفعلي قائمة، ويُعزى ذلك إلى قيود هيكلية وتشغيلية، أبرزها تأخر دخول شركات «hyperscale» الكبرى إلى القارة، في وقت يتجه فيه رأس المال العالمي نحو مشروعات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الأسواق المتقدمة، مما يُضعف جاذبية السوق الإفريقية.
ومع ذلك، يستمر الطلب المحلي على خدمات الاستضافة السحابية في الارتفاع، فيما يظل التمويل متاحًا إلى حد كبير، ما يعزز التوسع التدريجي للقطاع.
زيادة استهلاك البيانات
وتعد زيادة استهلاك البيانات، واتساع انتشار الإنترنت، وارتفاع الطلب على خدمات الحوسبة السحابية من أبرز محركات النمو الحالية، بينما لا تحظى تقنيات مثل الحوسبة الطرفية والذكاء الاصطناعي بنفس التأثير في الوقت الراهن.
سلّط التقرير الضوء على ثلاثة تحديات رئيسية تعيق توسع البنية التحتية لمراكز البيانات في إفريقيا، وهي نقص الكفاءات الفنية، وضعف استقرار شبكة الكهرباء، والغموض التنظيمي.
وفي ما يخص اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، أشار معظم المشاركين إلى أن تأثيرها على قطاع مراكز البيانات لا يزال محدودًا، مرجعين ذلك إلى حداثة تطبيقها وعدم تحقق نتائج ملموسة في القطاعات المعتمدة على البنية التحتية والتشريعات المعقدة.
ومع ذلك، أبدى المستثمرون تفاؤلهم بإمكانيات التكامل الإقليمي في المستقبل، حيث يرون أنه قد يسهم في توسيع السوق وزيادة الاستثمارات (24.4%)، وتوحيد الأطر التنظيمية (24.4%)، وتعزيز تدفق البيانات بين الدول (19.5%)، وتخفيض تكاليف المعدات (14.6%).
يؤكد هذا التقرير أن مستقبل مراكز البيانات في إفريقيا واعد، لكنه يتطلب إصلاحات تنظيمية، واستثمارات مدروسة، واستراتيجيات تكامل إقليمي قادرة على إطلاق العنان للإمكانات الكامنة في هذا القطاع الحيوي.
اقرأ ايضا:
رئيس شركة «ساب للبرمجيات» : أوروبا ليست في حاجة لبناء مراكز بيانات جديدة
شركة «Alibaba» الصينية تضخ 7 مليارات دولار لدعم منصات التجارة الإلكترونية وتوسيع مراكز البيانات
انبعاثات الكربون في «جوجل» ترتفع 51% منذ 2019 بسبب طفرة مراكز البيانات