فينتك جيت: مصطفى عيد
يستعد تحالف «BRICS»، الذي يضم كلًا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى جانب الأعضاء الجدد: مصر، وإيران، لإطلاق صندوق ضمان جديد يهدف إلى تعزيز تدفق الاستثمارات الخاصة إلى الدول النامية، عبر تقليل المخاطر السياسية والمالية التي تعرقل تنفيذ مشاريع البنية التحتية في بيئات غير مستقرة أو منخفضة العائد.
ومن المقرر أن يُدار الصندوق من قبل «بنك التنمية الجديد»، وهو الذراع التمويلي لـ «BRICS»، والذي تأسس عام 2015 لدعم مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة. وسيتم الكشف رسميًا عن المبادرة خلال قمة «BRICS» المرتقبة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل يومي 6 و7 يوليو 2025، بالتزامن مع رئاسة البرازيل الدورية للمجموعة.
يستند تصميم الصندوق إلى نموذج «Multilateral Investment Guarantee Agency» (MIGA)، التابع لمجموعة البنك الدولي، والذي يوفر تأمينًا ضد المخاطر السياسية وضمانات ائتمانية للمستثمرين والمقرضين، ما يحد من الخسائر الناجمة عن أحداث غير تجارية مثل التأميم، أو النزاعات المسلحة، أو قيود تحويل العملة، أو خرق العقود.
تعزيز الثقة في الاستثمارات طويلة الأجل
وسيوفر صندوق «BRICS» ضمانات مشابهة، تشمل تغطية المخاطر المتعلقة بالمصادرة، والحروب، وتقييد تحويل العملات، والاضطرابات السيادية، بهدف تعزيز الثقة في الاستثمارات طويلة الأجل في قطاعات الطاقة والنقل والبنية التحتية والانتقال المناخي، لاسيما في الدول ذات المخاطر العالية.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية أشمل لتحالف «BRICS» تسعى إلى تعزيز الاستقلال المالي للدول النامية، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين بلدان الجنوب العالمي في مجال تمويل التنمية. ويُنظر إلى هذا الصندوق كأداة لتمكين الدول النامية من جذب رؤوس الأموال الخاصة، من خلال توزيع المخاطر بين المستثمرين والمؤسسات متعددة الأطراف.
ومنذ تأسيسه، موّل «New Development Bank» أكثر من 100 مشروع بقيمة تجاوزت 33 مليار دولار، فيما يُرتقب أن يسهم الصندوق الجديد في مضاعفة هذا الأثر عبر تعبئة رؤوس أموال خاصة من مستثمرين دوليين، لطالما تردّدوا في دخول أسواق غير مستقرة اقتصاديًا أو سياسيًا.
بهذا التحرك، تعزز «BRICS» من مكانتها كمحور بديل للنظام المالي التقليدي، وتضع أُسسًا جديدة لتمويل التنمية في الأسواق الناشئة، مدفوعة بأدوات مالية مبتكرة تعالج التحديات السيادية المزمنة.
اقرأ ايضا:
دكتور محمد باغة يكتب..ماذا ستستفيد مصر من الانضمام الى بريكس BRICS؟