فينتك جيت: مصطفى عيد
سجلت الشركات الناشئة في إفريقيا تمويلات تتجاوز 1.4 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، من خلال صفقات بقيمة تبدأ من 100 ألف دولار فأكثر (باستثناء صفقات التخارج)، بحسب بيانات «Africa: The Big Deal»، في أداء هو الأقوى منذ أكثر من عام، ويمثل طفرة تمويلية ملحوظة تؤكد على استعادة الزخم الاستثماري في أسواق رأس المال المغامر بالقارة.
نجح شهر يونيو وحده في إضافة 365 مليون دولار إلى إجمالي التمويل، ليكون بذلك أفضل أداء شهري خلال 2025، والأعلى منذ ما يقرب من عام كامل. ورغم قوة أداء يونيو، إلا أن الأرقام لم تكن معتمدة عليه فقط، إذ تخطت تمويلات أربعة أشهر من أصل ستة في 2025 حاجز 250 مليون دولار، ما يعكس اتجاهاً تصاعدياً عاماً، ويجعل من نتائج مارس الضعيفة حالة شاذة لا تعبر عن المسار العام للسوق.
وبمتوسط تمويل شهري بلغ 237 مليون دولار خلال النصف الأول من 2025، تفوقت الشركات الناشئة الإفريقية على متوسط 2024 البالغ 187 مليون دولار، وكذلك على متوسط النصف الأول من 2024 الذي لم يتجاوز 133 مليون دولار.
قاد التمويل عبر الأسهم حركة الصعود، إذ بلغ إجمالي ما جمعته الشركات الناشئة في إفريقيا عبر هذا المسار 950 مليون دولار خلال النصف الأول من العام، بزيادة 79% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، رغم تسجيل انخفاض طفيف بنسبة 7% مقارنة بالنصف الثاني من 2024.
أما التمويل عبر الديون، فقد شهد أداء متذبذبًا في الشهور الخمسة الأولى من العام، حيث سجل فقط 177 مليون دولار، مقابل 255 مليون دولار في نفس الفترة من 2024. إلا أن يونيو كان نقطة تحول حاسمة، إذ ارتفع التمويل بالدين إلى 227 مليون دولار في شهر واحد فقط، وهو أعلى رقم شهري يتم تسجيله منذ أكثر من عامين، وكانت حصة الأسد فيه لشركة «Wave» السنغالية التي جمعت 137 مليون دولار.
وبذلك، بلغ إجمالي تمويلات الديون في النصف الأول من 2025 نحو 400 مليون دولار، بزيادة قدرها 55% مقارنة بالنصف الأول من 2024، ومساوٍ تقريبًا لإجمالي ما تم جمعه في النصف الثاني من 2024، ما يعكس استقرارًا في نمو هذا النوع من التمويل.
تشير هذه الأرقام إلى أن بيئة الاستثمار في الشركات الناشئة الإفريقية تشهد تعافيًا تدريجيًا وثابتًا، بعد سنوات من التحديات والتراجع منذ عام 2022. ويُظهر التوازن بين التمويل عبر الأسهم والديون، إلى جانب التحسن في متوسطات الأداء الشهري، عودة شهية المستثمرين وارتفاع معدلات إغلاق الصفقات، ما قد يمهّد الطريق لمزيد من الانتعاش في النصف الثاني من العام.
وبينما تستعيد أسواق مثل كينيا ومصر نشاطها بشكل ملحوظ، يبقى أداء بعض الأسواق الكبرى مثل نيجيريا دون التوقعات، ما يسلط الضوء على التحولات الجغرافية في مشهد التمويل التكنولوجي داخل القارة.
اقرأ ايضا: