«جارتنر» : الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض يحقق إيرادات بـ20 مليار دولار لمزودي التكنولوجيا والخدمات حتى 2030  

فينتك جيت:محمد بدوي

كشف تقرير لشركة جارتنر للأبحاث أن الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض (Earth Intelligence) سيؤثر بشكل ملموس على كل القطاعات بالتزامن مع تحوله من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، مع توقعات بتجاوز العائدات السنوية له 4.2 مليار دولار في عام 2030 في ارتفاع عن الرقم في عام 2025 والبالغ تقريباً 3.8 مليار دولار أمريكي.

الذكاء الاصطناعي

ومن المتوقع أن يصل حجم فرص الإيرادات المباشرة التراكمية للذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض بالنسبة لمزودي المنتجات والخدمات إلى نحو 20 مليار دولار خلال الفترة ما بين عامي 2025-2030.

الإيرادات المباشرة

ومن المتوقع أن يستفيد مزودو التكنولوجيا والخدمات من هذه الإيرادات، حيث تركز التوقعات على الإيرادات المباشرة الناتجة عن بيانات الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض، وخدمات التحليل، وتطبيقات البرمجيات.

تحسينات الإنتاجية

ولا تأخذ التوقعات في الاعتبار النطاق الأوسع لمحفزات القيمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض، والتي يمكن أن تشمل تحسينات الإنتاجية وتفادي التكاليف.

القطاعات الصناعية

وتعرّف جارتنر الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض بأنه تطبيق الذكاء الاصطناعي على بيانات رصد الأرض بهدف تقديم حلول مخصصة للقطاعات الصناعية والمهام التجارية بما يشمل جمع بيانات رصد الأرض وتقديمها، وتحويلها بما يتناسب مع الغرض منها، ثم استخدامها للوصول إلى أفكار قابلة للتنفيذ من خلال نماذج وأدوات وتطبيقات ذكاء اصطناعي متخصصة في المجال.

وقال بيل راي، نائب الرئيس لشؤون التحليلات لدى جارتنر: “سيكون الفوز بمستقبل الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض من نصيب المزودين الذين سيتحركون بسرعة لتطوير تقنيات قادرة على تحويل الكمّ الهائل من البيانات الأولية الخام المجمّعة إلى معلومات مفيدة قابلة للاستخدام”.

الاستفادة من الأقمار الصناعية

وأضاف: “لقد بدأ إدراك قيمة بيانات الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض ينتشر مؤخراً. فعلى سبيل المثال، يقوم المزودون بالاستفادة من الأقمار الصناعية بهدف تحديد مواقع الأشجار التي سقطت أثناء العواصف وتسبب بسدّ مسارات السكك الحديدية، ومراقبة درجة حرارة كل مصفاة معدنية لتقييم الإنتاج العالمي، وعدّ المركبات لتحليل أنماط حركة المرور واتجاهات المستهلكين، وتتبع الشحنات البحرية لتقييم نشاط الشحن.

وتقدم هذه الرؤى والمعلومات غير المسبوقة قيمة هائلة، كما أن هناك حالات استخدام جديدة يتم اكتشافها يومياً بالتزامن مع احتدام سباق موردي الذكاء الاصطناعي، في ظل التوسع المستمر في حجم البيانات المتاحة”.

الهيئات العسكرية

ويجري حالياً جمع البيانات الأولية الخام التي تغذي الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض وتحليلها بشكل أساسي من قبل الحكومات.

لكن يوجد هناك تحول في هذا التوجه، إذ تتوقع جارتنر في حقيقة الأمر أن تنفق المؤسسات أكثر من الحكومات والهيئات العسكرية مجتمعة على الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض بحلول عام 2030، لتشكل أكثر من 50% من إجمالي الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض، في ارتفاع عن النسبة السابقة المسجلة في عام 2024 والبالغة أقل من 15%.

بيع البيانات

وأضاف راي: “مع بدء هيمنة مزودي التكنولوجيا والخدمات من القطاع الخاص على الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض، ستتاح لهؤلاء المزودين فرصة بيع البيانات والنماذج والتطبيقات إلى الشركات التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لتحليل البيانات بنفسها.

وسيؤدي الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض إلى ظهور أسواق وعروض لخدمات البيانات ونماذج وأدوات وتطبيقات مستقلة جديدة، بالإضافة إلى قدرات مدمجة يمكن إدراجها في التطبيقات الحالية، الأمر الذي يمثل فرصة تجارية ضخمة لمزودي منتجات وخدمات التكنولوجيا”.

وهناك اقتصادات جديدة تتطور في الوقت الحالي لأن الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض جداً (VLEO) أصبحت أقل تكلفة من حيث صناعتها وإطلاقها، وتقوم هذه الأقمار بمراقبة الأرض بطرق جديدة، إذ تسمح تقنيات الرادار والطيف الفائق برؤية أشياء كانت غير مرئية في السابق، وأصبحت الفواصل الزمنية لإعادة مراقبتها ساعة واحدة أو أقل.

بالإضافة إلى ذلك فإن الشركات الخاصة تقوم كذلك بتجربة أقمار صناعية على المدار الأرضي المنخفض جداً والقادرة على توفير دقة تصل إلى 10 سنتيمترات وهي كافية لرصد فأر.

واختتم راي: “سيؤدي هذا الأمر وسيواصل إنتاجه لكميات هائلة من بيانات رصد الأرض.

كما أن دمج بيانات الأقمار الصناعية مع بيانات الرصد الأرضي من المستشعرات والطائرات بدون طيار سيؤدي بدوره لتعزيز قيمة الذكاء الاصطناعي القائم على بيانات رصد الأرض بشكل أكبر.

ويؤدي الذكاء الاصطناعي هنا دوراً محورياً، فهناك وفرة كبيرة في البيانات على عكس العديد من المجالات الأخرى، لكن هذه البيانات تحتاج إلى أن تتم هندستها لكي تتحول إلى معلومات مناسبة للاستخدام وقادرة على أن تغذي نماذج الذكاء الاصطناعي المتخصصة بكل قطاع ووظيفة”.

اقرا ايضا:

«جارتنر» : إلغاء أكثر من 40% من مشاريع الذكاء الاصطناعي الوكيل مع نهاية 2027  

«جارتنر» : 75% من المحتوى الرقمي الخاصّ بتحليل البيانات سيستخدم الذكاء الاصطناعي بحلول 2027

«جارتنر»: 25% من المؤسسات ستستخدم المتصفحات المؤسسية الآمنة بحلول عام 2028  

«جارتنر» : نمو شحنات الكمبيوتر الشخصي بنسبة 4.8% خلال الربع الأول من 2025