فنتيك جيت: محمد بدوي
بلغت الإصدارات السنوية من السندات الخضراء والاجتماعية والمستدامة والمربوطة بالاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 9.47 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مسجلة تراجعاً طفيفاً مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي (9.91 مليار دولار)، وذلك وفقاً لبيانات جداول تصنيف أسواق رأس المال الصادرة عن بلومبرغ.
وأدى ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وتوقف إصدار السندات في مصر وقطر إلى موازنة زخم الإصدارات السعودية والإماراتية، الأمر الذي أدى إلى الإبقاء على أحجام التداول الإقليمية دون تغيير مقارنة بالنصف الأول من عام 2024.
وكان المستثمرون قد تعاملوا مع أكبر موجة من الإصدارات عام 2023، إذ بلغت أعلى مستوياتها آنذاك مدفوعةً باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 في المنطقة.
مستحوذة على 66% من إجمالي إصدارات السندات
واستحوذت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على الإصدارات في النصف الأول من عام 2025، إذ تصدرت المملكة جداول التصنيف الإقليمية، مستحوذة على 66% من إجمالي إصدارات السندات بقيمة بلغت 6.25 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025.
ارتفاع حجم الإصدارات بنسبة 25%
وارتفع حجم الإصدارات بنسبة 25% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ويرجع ذلك إلى الإنفاق على البنية التحتية ضمن مبادرات رؤية 2030. وجاء أكبر إصدار من الحكومة السعودية (1.58 مليار دولار)، بينما أصدرت مجموعة الراجحي إصدارين من الصكوك المستدامة (1.5 مليار دولار و200 مليون دولار على التوالي).
وتشمل الجهات الأخرى المصدرة للصكوك الخضراء والمستدامة كلاً من الشركة السعودية للكهرباء (1.25 مليار دولار)، والإصدارات الأولى من مصرف الإنماء (500 مليون دولار)، فضلاً عن إصدار الشريحة الأولى من رأس المال الإضافي (AT1) من البنك السعودي البريطاني (650 مليون دولار).
بينما استحوذت دولة الإمارات على النسبة المتبقية من الإصدارات التي بلغت 34% وسجلت قيمتها 3.22 مليار دولار. وشملت المعاملات الرئيسية إصدارات أولية من شركة الوطنية للتبريد المركزي (700 مليون دولار) وشركة أمنيات (500 مليون دولار).
وشكلت الأدوات الإسلامية الجزء الأكبر من إصدارات الديون المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة (6.8 مليار دولار)، ويعكس الارتفاع السنوي بنسبة 17% صعود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات كمركزين عالميين للتمويل الإسلامي.
نمواً ملحوظاً في إصدارات الشريحة الأولى
كما شهدت هذه الفترة نمواً ملحوظاً في إصدارات الشريحة الأولى من رأس المال الإضافي، حيث بلغت قيمتها 53.1 مليار دولار، مسجلةً أعلى مستوى شهدته السنوات الخمس الماضية.
وتعد إصدارات الشريحة الأولى من رأس المال الإضافي وسيلة أساسية للبنوك للامتثال لإطار عمل بازل 3، وذلك قبيل بدء المرحلة الأولى من التنفيذ المقررة في عام 2026. وقد شهدت هذه الأسواق طلباً قوياً من المستثمرين في دولة الإمارات من جانب المستثمرين الإقليميين والدوليين.
وتعليقاً على الخبر، قالت فينتي مولاني، أخصائية البيانات – الدخل الثابت المستدام في مجموعة بلومبرغ إل بي: “تواصل سوق السندات المستدامة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات مسيرة النضج والتطور.
ومع تحسن مستوى الإفصاح، تظهر بيانات بلومبرغ أن قرابة 68% من الإصدارات خلال السنوات الثلاث الماضية تضمنت تقارير حول الأثر أو حول التخصيص، لذا فإننا نتطلع إلى رؤية المزيد من الشفافية من خلال ابتكارات مثل السندات الرقمية الخضراء”.
اقرأ ايضا؛
شركة «DHL» الألمانية تستثمر أكثر من 500 مليون يورو بالسعودية والإمارات حتى 2030
«الملاذ الآمن»: الفضة تتراجع مع انحسار التوترات وتحول المستثمرين نحو السندات