فينتك جيت: محمد بدوي
تخطط شركة “إنفيديا” لاستئناف مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي “H20” للصين بعد حصولها على تأكيدات من واشنطن بأنها ستحصل على الموافقات اللازمة لذلك، ما يمثل تراجعاً كبيراً عن موقف إدارة ترمب السابق.
أبلغ مسؤولون حكوميون أميركيون “إنفيديا”، بحسب ما ذكرته بلومبيرغ، أنهم سيوافقون على تراخيص تصدير للرقائق المُسرّعة للذكاء الاصطناعي “H20” بحسب ما ذكرته الشركة على مدونتها.
تم تصميم النسخة المُخصصة للصين امتثالاً للقيود التجارية السابقة، ولكن منذ أبريل مُنعت أيضاً من البيع في البلاد دون تصريح أميركي. ظهر الملياردير جنسن هوانغ، الشريك المؤسس للشركة، على قناة “سي سي تي في” (CCTV) الصينية الرسمية بعد وقت قصير من إعلان “إنفيديا” عن القرار، مُعلناً أن الشركة حصلت على الموافقة لبدء الشحن.
يأتي هذا التحرك الأميركي بعد أسابيع من تحسن العلاقات بين واشنطن وبكين، في ظل هدنة مبهمة تهدف إلى موافقة الجانبين على تصدير تقنيات حيوية.
تريد الولايات المتحدة من الصين السماح بمزيد من مبيعات المعادن الأرضية النادرة المهمة، وفي المقابل، ترفع واشنطن سلسلة من ضوابط التصدير التي فُرضت في الفترة التي سبقت محادثات التجارة التي عُقدت الشهر الماضي في لندن.
وطوال تلك المحادثات، أصرّ فريق الرئيس دونالد ترمب على أن الضوابط المفروضة على رقائق”H2O” من شركة “إنفيديا” غير قابلة للنقاش.
انتصار كبير لرئيس “إنفيديا”
يُمثّل هذا انتصاراً كبيراً لهوانغ، الذي وصف قيود واشنطن على الرقائق بأنها “فشل” غذى صعود شركة “هواوي تكنولوجيز”.
كما يفيد الشركات الصينية، من “ديب سيك” (DeepSeek) إلى “علي بابا غروب هولدينج” (Alibaba Group Holding ) التي تحتاج إلى رقائق “إنفيديا” لتدريب وتوسيع واستضافة خدمات الذكاء الاصطناعي التي تُطوّرها لمنافسة شركات مثل “أوبن إيه آي” (OpenAI).
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بعد إعلان “إنفيديا”، كما تفاعلت أسهم هونغ كونغ والصين بشكل إيجابي.
صعد مؤشر “هانغ سنغ” (Hang Seng Tech) للتكنولوجيا بنسبة 2.2%، بينما قفزت أسهم شركات تشغيل مراكز البيانات، مثل شركة “بكين سينيت تكونولوجي” (Beijing Sinnet Technology)، بنسبة 8.4%.
ولم يرد متحدث باسم وزارة التجارة الأميريكية، التي تشرف على ضوابط تصدير أشباه الموصلات، على طلب للتعليق.
دفعة للذكاء الاصطناعي الصيني
صرح في-سيرن لينغ، العضو المنتدب لدى “يونيون بانكير بريفيه” (Union Bancaire Privee)، قائلاً: “استئناف إنفيديا بيع “إتش 20″ إلى الصين أمر إيجابي”.
وأضاف: “ليس فقط للشركة، بل أيضاً لسلسلة توريد أشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى منصات التكنولوجيا الصينية التي تبني قدرات الذكاء الاصطناعي. وهذا أيضًا تطور جيد للعلاقات الأميركية الصينية”.
التقى هوانغ بترمب الأسبوع الماضي، وهو موجود في بكين هذا الأسبوع لحضور معرض كبير لسلسلة التوريد.
وقال إن “إنفيديا” تخطط أيضاً لإطلاق منتج جديد يركز على الصين -“آر تي إكس برو” (RTX PRO)- والذي وصفته الشركة بأنه “متوافق تماماً”، أي أنه يقع دون عتبة المتطلبات الفنية التي تستوجب موافقة واشنطن في المقام الأول.
وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة ألا تشعر بالقلق بشأن استخدام الجيش الصيني لرقائق “إنفيديا”، إذ لا يستطيع الاعتماد على شيء يمكن للولايات المتحدة تقييده في أي وقت.
تعد “H20” نسخة أقل قوة من أشباه الموصلات المعيارية التي تنتجها “إنفيديا”، وقد صُممت خصيصاً للصين.
ويأتي ذلك في إطار استجابة الشركة للقيود الأميركية على مبيعات أجهزة الذكاء الاصطناعي إلى الصين، والتي فُرضت لأول مرة في عام 2022 وزادت عدة مرات منذ ذلك الحين، حيث شملت جيلين متتاليين من المعالجات التي صنعتها إنفيديا للسوق الصينية – “إتش 800” (H800)، وتليها “H20”.
وبعد أن فرض مسؤولو ترمب قيوداً على بيع رقائق H20 في أبريل، قال هوانغ إن “إنفيديا” ستتكبد خسائر بمليارات الدولارات بسبب المخزون غير المباع.
يسعى هوانغ إلى إجراء مناقشات مع القادة الصينيين، بمن فيهم وزير التجارة هذا الأسبوع، ومن المرجح أن يكون الدور المركزي لـ”إنفيديا” في نشر الذكاء الاصطناعي عالمياً على جدول الأعمال.
حققت الشركة خطوة تاريخية في الأسبوع الماضي باعتبارها أول شركة تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار، وهي شهادة على دورها المركزي في توفير الأجهزة اللازمة لبناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بعد انطلاق “تشات جي بي تي” ChatGPT.
اقرأ ايضا:
شركة «إنفيديا ـ Nvidia» أول شركة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار
«إنفيديا» تعزز أبحاث الذكاء الاصطناعي بخبراء «صينيين»
بـ3.86 تريليون دولار.. «إنفيديا» تستعيد صدارة القيمة السوقية للشركات العالمية في يونيو