فنتيك جيت: مصطفى عيد
رغم التباطؤ العالمي في تمويل رأس المال الجريء، ضاعفت الشركات الناشئة في الشرق الأوسط تقريبًا من إجمالي التمويلات خلال النصف الأول من عام 2025، بإجمالي بلغ نحو 1.35 مليار دولار، بقيادة السعودية والإمارات، وفقًا لبيانات منصة «Magnitt».
وتعكس هذه القفزة في التمويل مرونة المنطقة مقارنةً بالأسواق الناشئة الأخرى التي تراجعت فيها الاستثمارات إلى 3.98 مليار دولار، وهو أدنى مستوى نصف سنوي منذ عام 2017، خاصة في جنوب شرق آسيا التي تأثرت بالتقلبات الجيوسياسية وأسعار الفائدة.
وساهمت عوامل عدة في دفع هذا النمو، أبرزها دعم حكومي مباشر، إطلاق صناديق استثمار جديدة، وصفقات كبرى شملت شركات مثل «Ninja» السعودية لخدمات التوصيل السريع التي انضمت مؤخرًا إلى نادي «اليونيكورن».
كما كان للالتزامات الاستثمارية في قطاع الذكاء الاصطناعي دور محوري في تعزيز موقع المنطقة في خارطة الاستثمار العالمي.
السعودية حافظت على موقعها كأكبر سوق جذبًا لرأس المال الجريء في الشرق الأوسط للعام الثالث على التوالي، وشهدت إطلاق صناديق جديدة تجاوزت قيمتها 245 مليون دولار، بعضها مدعوم من صندوق الاستثمارات العامة، مما يعكس التزام الدولة المتزايد بدعم الابتكار وريادة الأعمال.
وتعزز الزخم الإقليمي أيضًا بعد زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر في مايو، والتي أثمرت عن صفقات ضخمة في قطاعات متعددة أبرزها الطيران والذكاء الاصطناعي.
القطاع المالي التقني (Fintech) ظل الأكثر جذبًا للتمويل في المنطقة، مع تضاعف الاستثمارات ثلاث مرات على أساس سنوي، وسط تركيز المستثمرين على شركات المدفوعات والإقراض. كما شهدت جولات التمويل من الفئة A وB انتعاشًا ملحوظًا.
وسجلت منطقة الشرق الأوسط نحو 50% من إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ في الأسواق الناشئة، وهي الحصة الأعلى خلال عامين، في وقت انخفض فيه النشاط بشكل حاد في آسيا، ما يعكس هشاشة تعافي أسواق التخارج في الدول النامية.
اقرأ ايضا: