الصين تضخ 100 مليار دولار لتصنيع الرقائق وتخصص 8.5 مليار للذكاء الاصطناعي

فنتيك جيت: مصطفى عيد

تسارع الصين خطواتها نحو الهيمنة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، من خلال ضخ مليارات الدولارات لدعم الشركات المحلية وتطوير بدائل تقنية منافسة لتلك القادمة من وادي السيليكون.

ففي وقتٍ تفرض فيه الولايات المتحدة قيودًا صارمة على تصدير الرقائق المتقدمة، كثّفت بكين دعمها لشركات مثل «DeepSeek» و«Alibaba» لإنتاج نماذج مفتوحة المصدر تصنّف بين الأفضل عالميًا، في محاولة لتقليص الفجوة التكنولوجية مع منافسيها الأمريكيين.

واعتمدت الحكومة الصينية نهجًا صناعيًا شاملًا يمتد من تمويل مراكز البيانات والبُنى التحتية إلى دعم الأبحاث واحتضان الشركات الناشئة.

فقد خصصت 8.5 مليار دولار حديثًا لدعم الجيل الجديد من شركات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استثمارات سابقة قاربت 100 مليار دولار في قطاع أشباه الموصلات.

كما أسّست السلطات المحلية مناطق حضرية بالكامل لتكون حاضنات للشركات الناشئة، أبرزها «Dream Town» في هانغتشو، حيث يتكامل القطاع الخاص مع مبادرات الدولة لتسريع وتيرة الابتكار.

لكن هذا التوجه لم يخلُ من التحديات. فالنهج المركزي جعل من الصعب التكيف السريع مع تطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما أدى إلى فجوات في اللحاق بالتقنيات التي تدعم منصات مثل «ChatGPT».

ومع ذلك، تستمر الصين في رهانها الكبير على الذكاء الاصطناعي باعتباره ركيزة رئيسية في سباق النفوذ التكنولوجي العالمي، حتى وإن كانت البدائل المطروحة حالياً لا تضاهي بعد قدرات الرقائق الأمريكية من «Nvidia».

وتُراهن الحكومة الصينية على امتلاك بنية تحتية رقمية متكاملة قادرة على دعم موجة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم بتمويل مراكز بيانات عملاقة وسيرفرات عالية الكفاءة إلى جانب تدريب كفاءات بشرية متخصصة.

وقد لعبت مؤسسات كبرى مثل «Huawei» دورًا محوريًا في تطوير شرائح بديلة للشرائح الأمريكية، بالتعاون مع شركة «SMIC» لتصنيع أشباه الموصلات، رغم أن الأداء لا يزال متأخرًا مقارنةً بما تقدمه «Nvidia».

في الوقت ذاته، تحرص السلطات على ضمان توافق النماذج المطورة مع السياسات الإعلامية الصينية، إذ وفّرت الحكومة موارد بيانات خاصة تُستخدم لتدريب هذه النماذج، مثل «موسوعة القيم السائدة» المأخوذة من محتوى إعلام الدولة، وهو ما يعكس المزج بين دعم الابتكار وضبط المحتوى الرقمي تحت الرقابة المركزية.

ويُلاحظ أيضًا وجود تنافس محموم بين البلديات الصينية لاستقطاب الشركات الناشئة عبر تقديم الحوافز المالية وخدمات البنية التحتية واللوجستيات، في إطار رؤية حكومية شاملة لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الوطني.

وقد استفادت شركات ناشئة مثل «Deep Principle» من هذا التوجه، إذ حصلت على دعم مباشر تجاوز 2.5 مليون دولار عند انتقالها إلى إحدى مناطق هانغتشو.

اقرأ ايضا:

فراس الناصري يكتب: كيف تبني الصين إمبراطوريتها الجديدة عبر الذكاء الاصطناعي

«إنفيديا» تخطط لاستئناف مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين

الرئيس التنفيذي لشركة «Nvidia» : الجيش الصيني سيخشى استخدام التكنولوجيا الأمريكية