«ستاندرد آند بورز»: شركات الاتصالات الخليجية توسّع نفوذها عالميًا وسط ضغط نفقات التحول الرقمي

فينتك جيت: محمد بدوي 

قالت ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيفات الائتمانية أن شركات الاتصالات الكبرى في دول مجلس التعاون الخليجي تتجه إلى توسيع رقعة استثماراتها خارج الحدود، مع التركيز على الأسواق الأوروبية المستقرة، وذلك بعد سنوات من الأداء المالي القوي والتدفقات النقدية العالية التي سمحت بتكثيف صفقات الاستحواذ.

وأضافت فى تقرير حديث صدر اليوم وحصلت بوابة التكنولوجيا المالية “فينتك جيت – Fintech Gate” على نسخة منه،، إن مجموعتي “&e” و”الاتصالات السعودية” تستغلان ما حققتاه من هوامش ربح مرتفعة وتدفقات نقدية قوية للتوسع جغرافيًا والتكيف مع واقع الأسواق المحلية المشبعة التي تجاوز فيها انتشار الهاتف المحمول 100%.

من الاتصالات إلى التكنولوجيا المالية والبنية السحابية

تشهد شركات الاتصالات الخليجية تحولًا استراتيجيًا في نماذج أعمالها، عبر دخول قطاعات غير تقليدية مثل مراكز البيانات، الأمن السيبراني، الحوسبة السحابية، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والمحافظ الإلكترونية والبنوك الرقمية المرخصة.

ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يظل الإنفاق الرأسمالي مرتفعًا، عند مستويات تتراوح بين 14% و16% من إجمالي الإيرادات.

وتأتي هذه التوجهات مدعومة بسياسات حكومية قوية لتعزيز التحول الرقمي، ما يعزز آفاق النمو في مجالات مثل التجارة الإلكترونية، التكنولوجيا المالية (Fintech)، البث الرقمي، والألعاب الإلكترونية. كما تدفع قوانين توطين البيانات والاعتماد المتزايد على السحابة إلى زيادة الطلب على البنية التحتية الرقمية.

ضغوط على الهوامش ومخاطر الأسواق الناشئة

رغم الاستثمارات الواعدة، من المتوقع أن تواجه شركات الاتصالات الخليجية ضغوطًا على هوامش الأرباح خلال السنوات المقبلة. وتشير التقديرات إلى احتمالية تراجع هوامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA) بما يتراوح بين 100 إلى 300 نقطة أساس، نتيجة تزايد الاعتماد على إيرادات من قطاعات غير تقليدية.

كما يظل خطر تقلبات العملات الأجنبية قائمًا، خصوصًا في الأسواق عالية المخاطر مثل مصر، باكستان، وبعض دول إفريقيا جنوب الصحراء. ومع ذلك، يُتوقع أن تشكل الاستثمارات المتزايدة في أوروبا وسيلة تحوط فعالة ضد هذه التقلبات.

نظرة مستقبلية: نمو متوازن أم تحديات تصنيفية؟

على الرغم من نشاط الاستحواذ وارتفاع النفقات الرأسمالية، من المتوقع أن تبقى مستويات المديونية منخفضة نسبيًا، مع احتمال تعافي نسبة الرفع المالي لشركة e& إلى ما دون 1.5 مرة بحلول عام 2026.

ولا يُتوقع أن تؤثر التحولات في مزيج الإيرادات على التصنيفات الائتمانية لشركات الاتصالات الخليجية في المدى القريب. إلا أن استمرار توسعها خارج قطاع الاتصالات التقليدي، وتزايد حدة المنافسة، قد يطرح تحديات تصنيفية في الأجل الطويل، خاصة في قدرتها على تحقيق التوازن بين النمو والسيطرة على المديونية.

اقرأ ايضا:

وكالة «ستاندرد آند بورز» تخفض نظرتها المستقبلية لمصر من «إيجابية» إلى «مستقرة» و«فيتش» تبقي تصنيفها الائتماني عند «B»

«ستاندرد آند بورز» ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند A+

«ستاندرد آند بورز» تتوقع نمواً قوياً للاقتصاد السعودي