«جوجل» تستثمر في «Energy Dome» لتوفير طاقة نظيفة لمراكز البيانات

Google تتبنى تقنية بطاريات ثاني أكسيد الكربون من Energy Dome لتحقيق هدف الاعتماد الكامل على الطاقة الخالية من الكربون بحلول 2030

فنتيك جيت: مصطفى عيد

تفاصيل الشراكة التجارية بين «جوجل» و«Energy Dome»

أعلنت شركة Energy Dome المتخصصة في مجال إرساء معايير تخزين الطاقة طويل الأمد عن عقد شراكة تجارية عالمية مع شركة Google، والتي تقضي باستخدام تكنولوجيا بطاريات ثاني أكسيد الكربون المقدمة من Energy Dome لتوفير طاقة خالية من الكربون للشبكات التي تدعم عمليات Google، وإلى جانب الاتفاقية التجارية، ضخت شركة Google استثمارًا إستراتيجيًا في شركة Energy Dome.

أهمية تخزين الطاقة طويل الأمد لمراكز البيانات

تعد الكهرباء الشريان الحيوي الذي يغذي الحياة العصرية ويدعم الازدهار، وتزداد أهميتها في ظل التحول المتسارع نحو نظام طاقة يعتمد على الكهرباء، والنمو الاقتصادي الهائل الذي يؤدي إلى زيادة الطلب عليها، بما في ذلك القدرات الحاسوبية التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

بطارية ثاني أكسيد الكربون ودورها في استقرار الشبكات

تعد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من أكثر الوسائل سرعة وفعالية من حيث التكلفة في توصيل الطاقة إلى الشبكة، لكنها تفتقر إلى المرونة اللازمة بسبب انقطاعها الطبيعي.

وهنا يأتي دور حل التخزين الطويل الأمد للطاقة الذي يسهم في حل المشكلة المتعلقة بالمرونة، إذ إنه يعمل على تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ثم توزيعها لاحقًا عند الحاجة.

وبالنسبة إلى مستخدمي الطاقة على غرار شركة Google، تتيح هذه التكنولوجيا توفير طاقة كهربائية “مستقرة” لتلبية الطلب بطريقة قوامها الثقة والنظافة والفعالية من حيث التكلفة.

Google تسعى لتسريع تنفيذ مشاريع الطاقة في مناطق استراتيجية

تعد أول صفقة تجارية لتخزين الطاقة الطويل الأمد تعقدها شركة Google جزءًا من محفظة متنامية من تقنيات الطاقة المتقدمة اللازمة لتحقيق طموحها المتمثل في دعم عملياتها بالاعتماد على طاقة خالية من الكربون على مدار الساعة بحلول عام 2030.

ويعكس اختيار تكنولوجيا بطاريات ثاني أكسيد الكربون التي تقدمها Energy Dome، والتي أثبتت جدواها وجاهزيتها التجارية، قابليتها للتفعيل بالحجم والسرعة والتكلفة المنخفضة المطلوبة على المستوى العالمي.

تتمتع بطارية ثاني أكسيد الكربون بالقدرة على التوفير المستمر للطاقة لفترات تتراوح بين 8 ساعات و24 ساعة، ما يوفر قدرًا كافيًا من الكهرباء المستقرة لتلبية متطلبات الحمل الأساسي والاحتياجات المتعلقة بالمرونة لدى كبار مستهلكي الطاقة.

إضافةً إلى ذلك، يعتمد التصميم المعياري المستقل عن الموقع لهذا المنتج على معدات جاهزة للاستخدام من دون عوائق في سلسلة التوريد، ما يضمن توفير حل قابل للتطوير بدرجة كبيرة لتخزين كميات هائلة من الطاقة بكفاءة وبتكلفة منخفضة.

علاوة على ذلك، تسهم المكونات الميكانيكية لهذه التكنولوجيا في استقرار الشبكة، إذ توفر قصورًا ذاتيًا طبيعيًا ناتجًا عن دوران الآلات. يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في ظل الزيادة المتزامنة في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح (التي تفتقر إلى عنصر القصور الذاتي) بالتوازي مع تراجع إنتاج محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري التقليدية.

والتي يؤدي إخراجها من الخدمة إلى فقدان القصور الذاتي الذي كانت توفره. ومن ثم، تسهم بطارية ثاني أكسيد الكربون في الحفاظ على مرونة الشبكة عن طريق امتصاصها للصدمات والمساعدة على تخفيف التغيرات المفاجئة في التردد.

تصريحات مسؤولي الشركتين تؤكد التزامهما بالطاقة النظيفة

صرحت Maud Texier، مدير قسم شؤون الطاقة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة Google، قائلة: “تلتزم Google بدعم عملياتنا بالاستعانة بطاقة نظيفة، وحل Energy Dome للتخزين الطويل الأمد للطاقة، المثبتة فعاليته من الناحية التقنية والقابل للتطور، يمكنه المساعدة على دفع عجلة التقدم السريع في هذا الصدد”.

“لكن فائدة تكنولوجيا التخزين الطويل الأمد للطاقة الأولى من نوعها لن تعم على Google وحدها، إذ إنه عن طريق الإسهام في تطويرها، نأمل أن نيسر سبل حصول المجتمعات في كل مكان على طاقة كهربائية موثوق بها واقتصادية، كما نرنو إلى دعم مرونة الشبكة في ظل دمج المزيد من مصادر الطاقة المتجددة”.

يتمثل هدف الاتفاقية التجارية في تطوير مشروعات بطاريات ثاني أكسيد الكربون في كل المناطق الجغرافية الإستراتيجية الرئيسية، بما في ذلك أوروبا وأمريكا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وذلك بهدف تسريع وتيرة تفعيل هذه التكنولوجيا بغية تلبية أهداف Google المتعلقة بالطاقة الخالية من الكربون بحلول عام 2030، وقد تم تحديد مجموعة من المواقع والمشروعات التي تنضوي تحت مظلة هذه الشراكة، وهي حاليًا في مراحل التطوير وإبرام العقود.

صرح Claudio Spadacini، مؤسس شركة Energy Dome ومديرها التنفيذي، قائلاً: “يشكل التفعيل الممنهج والإستراتيجي لهذه التكنولوجيا على نطاق واسع، من أجل مساعدة Google على تحقيق هدفها المتمثل في استخدام طاقة خالية من الكربون، جوهر اتفاقيتنا الأولى على مستوى الصناعة.

وفي ضوء ذلك نعزز فكرة أنَّ توفير طاقة خالية من الكربون منخفضة التكلفة على مدار الساعة هدف سهل التحقيق، إذا ما توفرت التكنولوجيا المناسبة ونموذج الشراكة الفعال”. “يسعدنا أيضًا ضخ Google استثمارات في Energy Dome، في خطوة تعكس التزامنا المشترك بتحقيق رؤية واحدة”.

فضلاً عن هذا التعاون الإستراتيجي، ضخت شركة Google استثمارًا إستراتيجيًا في شركة Energy Dome. يتزامن هذا الاستثمار مع دخول الشركة مرحلة توسع تجاري نشط.

حيث تم التعاقد على العديد من المشروعات بالفعل، بما في ذلك مشروعات مع شركة Alliant Energy الكائنة في الولايات المتحدة وشركة Engie الكائنة في إيطاليا وشركة NTPC الكائنة في الهند.

يعكس استثمار Google المباشر في الشركات الناشئة المتنامية الكائنة في ميلانو التزامها الراسخ بدعم تسويق هذه التكنولوجيا المعتمدة.

وتجدر هنا الإشارة إلى أنَّ شركة Google تعد من أوائل الشركات التي عقدت اتفاقيات شراء الطاقة في مرحلة بدايات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

إذ إنها تسهم بخبرتها الثرية ورؤيتها المستنيرة وإدراكها العميق لاحتياجات العملاء في تعزيز آليات تطوير تكنولوجيا بطاريات ثاني أكسيد الكربون وتوسعها على المستوى التجاري، وبهذا تعم فوائد اعتماد هذه التكنولوجيا على المجتمعات والاقتصادات.

اقرأ ايضا:

شركة «انطلاق» تطلق تقرير عن «التكنولوجيا النظيفة والطاقة في مصر 2025″ — بين الضرورات المناخية والفرص الاقتصادية»

شركة «Dugar Finance» تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار لتوسيع تمويل الطاقة النظيفة في مدن «الهند الثانوية»

للعام الثاني علي التوالي..بدء العد التنازلي لانطلاق مسابقة «ignitED» لحلول الطاقة النظيفة

صندوق «ألتيرّا» يستثمر 100 مليون دولار فى منصة «إيفرن» الهندية للطاقة النظيفة لإنتاج 11 جيجاواط من الطاقة المتجددة