فينتك جيت: وكالات
أثار إعلان رجل الأعمال إيلون ماسك عن عودة خدمة الفيديوهات القصيرة الشهيرة “فاين” (Vine) مجدداً، مدعومة بالذكاء الاصطناعي.، زوبعة في عالم العملات الرقمية عالمياً.
وفي منشور على منصته “إكس” (تويتر سابقاً)، كتب ماسك: «سنعيد “فاين”، ولكن في هيئة ذكاء اصطناعي». ورغم أن الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس” لم يقدم تفاصيل حول خططه للتطبيق الذي انتشر كالنار في الهشيم قبل إيقافه عام 2017، إلا أن الإعلان أحدث ضجة فورية في أسواق العملات المشفرة.
ارتفاعاً حاداً
وكانت “فاين” التي توقفت عن العمل منذ 2017 قد عادت بالفعل ولكن في صورة عملات مشفرة، حيث شهدت عدة رموز رقمية تحمل اسم التطبيق ارتفاعاً حاداً عقب منشور ماسك الأخير.
عملة “Vine Coin”
وكانت عملة “Vine Coin” الأبرز بينها، حيث قفزت بأكثر من 120% بعد الإعلان، مسجلةً سعر 0.0794 دولار. أُطلقت هذه العملة على شبكة “سولانا” في يناير، بعد أيام من إطلاق مستخدمين حملة تطالب ماسك بإحياء التطبيق.
وتراجعت العملة قليلاً لتستقر عند 0.0538 دولار، مع حجم تداول يومي بلغ 309 ملايين دولار، ولا تزال أقل بنسبة 85% من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 0.40 دولار.
وفي حديثه لموقع “كريبتونيوز”، قال شون يونغ، كبير المحللين في منصة “MEXC” للعملات المشفرة: «إذا تضمنت النسخة الجديدة من “فاين” أنظمة محتوى مرتبطة بالرموز الرقمية، فقد تتطور لتصبح منصة لرأس المال الاجتماعي الأصيل في عالم الكريبتو». وأضاف: «إن دمجها مع حوافز رمزية ومنصات أخرى في منظومة ماسك، مثل “إكس” أو حتى “دودج كوين”، قد يضعها في مصاف الجيل القادم من منصات التمويل الاجتماعي (SocialFi)».
بداية فاين
وتأسست “فاين” في عام 2012 على يد روس يوسوبوف، ودوم هوفمان، وكولين كرول كتطبيق لمشاركة مقاطع فيديو قصيرة مدتها 6 ثوانٍ. حقق التطبيق نجاحاً هائلاً، ووصل إلى 200 مليون مستخدم نشط في ذروته عام 2015.
بعد فترة وجيزة من إطلاقه، استحوذت شركة “تويتر” بقيادة جاك دورسي آنذاك على “فاين” مقابل 30 مليون دولار. ولعبت المنصة دوراً محورياً في تشكيل ثقافة الإنترنت الحديثة، حيث كانت نقطة انطلاق لشخصيات أصبحت اليوم من أبرز قادة الرأي على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل لوجان بول وديفيد دوبريك.
لكن المشكلة كانت في أن المبدعين لم يتمكنوا من تحقيق أرباح من مقاطعهم، في حين جذبتهم منصات منافسة مثل “يوتيوب” ببرامج مشاركة أرباح الإعلانات وصفقات الرعاية. وفي النهاية، أغلقت “تويتر” تطبيق “فاين” في يناير 2017 مع اشتداد المنافسة من “سناب شات” و”يوتيوب” و”إنستغرام”، وتزامن ذلك مع إطلاق “تيك توك” في الصين.
خطوة استراتيجية
يأتي إعلان ماسك في سياق رؤيته لتحويل “إكس” إلى “تطبيق كل شيء”، على غرار “وي تشات” الصيني. وبينما يبدو القرار استجابة للطلب الجماهيري، يرى بعض الخبراء أن إعادة إطلاق “فاين” هي خطوة استراتيجية، خاصة في ظل الغموض المتزايد الذي يحيط بمستقبل “تيك توك” في الولايات المتحدة.
وقالت نيكي مارتينيز، مديرة محتوى الفيديو القصير في وكالة “Hype” لوسائل التواصل الاجتماعي: «أعتقد أن هناك إمكانات بالتأكيد، خاصة مع عدم اليقين بشأن مستقبل تيك توك». لكنها حذرت من أن جذب المستخدمين سيكون تحدياً كبيراً.
وأضافت: حتى لو عادت “فاين” كجزء من “إكس”، سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يتحول المبدعون والجماهير بالكامل. “تيك توك” يمتلك بالفعل ثقافة وخوارزمية قوية جداً. ما لم تقدم “فاين” الجديدة شيئاً مختلفاً تماماً أو نماذج واضحة لتحقيق الدخل، أعتقد أن تبنيها سيكون بطيئاً.
ويثير الإعلان تساؤلات حول ما إذا كانت نسخة “فاين” المُحسّنة بالذكاء الاصطناعي قادرة على كسب مجتمعات العملات المشفرة والويب 3.0 لتصبح المنصة المفضلة لنقاشات الكريبتو وثقافة “الميمز”.
ويعتقد إيليا أوتيتشينكو، كبير المحللين في منصة “CEX.io”، أن “فاين” الجديدة ستوسع فرص المحتوى للمبدعين وقد تصبح المركز التالي لمجتمع الكريبتو، تماماً مثل “تويتر”. وقال: صيغة الست ثواني الأصلية تعكس الوقت اللازم لاستيعاب تغريدة، مما يمنحها القدرة على أن تصبح “النسخة المرئية من التغريدة”.
ويرى شون يونغ أن عودة “فاين” مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل استنساخ الصوت وإعادة مزج “الميمز” آلياً، ستجعل ثقافة “الميمز” شديدة التخصيص أمراً شائعاً. وأوضح: بالنسبة لقطاع الكريبتو، حيث يمكن للميمز والتوجهات الاجتماعية تحريك الأسواق، قد تكون هذه نقطة تحول أخرى.
ومع ذلك، حذرت مارتينيز قائلة: إذا ساعد “فاين” المدعوم بالذكاء الاصطناعي المبدعين على تعزيز أصواتهم، فهذا رائع. أما إذا كان مجرد محتوى يتم إنشاؤه تلقائياً، فلا أعتقد أنه سينجح. الناس والعلامات التجارية يريدون الأصالة والتواصل الحقيقي.
اقرأ ايضا:
شركة «xAI» التابعة للملياردير «إيلون ماسك» تخطط لجمع 12 مليار دولار لتوسيع مراكز البيانات
«إيلون ماسك» يطور نموذج ذكاء اصطناعي خاص بالأطفال يحمل إسم «بيبي جروك»