استثمارات «ميتا» و«مايكروسوفت» فى الذكاء الاصطناعي تتجاوز 114 مليار دولار

فنتيك جيت: مصطفى عيد

تصدرت شركتا «Meta» و«Microsoft» سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، باستثمارات تجاوزت 114 مليار دولار مجتمعة في البنية التحتية والموارد البشرية وتكامل الحوسبة السحابية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

التحركات الجريئة تعكس تحول الذكاء الاصطناعي من مجرد ترند تقني إلى محرك فعلي للنمو والتحول في قطاع التكنولوجيا العالمي.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

حققت «Meta» إيرادات بلغت 39.1 مليار دولار في الربع الثاني من 2025، بدعم مباشر من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي حسّنت أداء منظومة الإعلانات، ورفعت كفاءتها وسعرها. وتتوقع الشركة إيرادات تتراوح بين 47.5 و50.5 مليار دولار في الربع المقبل، متجاوزة التقديرات السابقة.

المحور الأساسي لاستراتيجية «Meta»

ويشكّل الذكاء الاصطناعي المحور الأساسي لاستراتيجية «Meta» المقبلة، حيث أعلنت الشركة عن توسع في إنفاقها الرأسمالي لعام 2025، مع تلميحات بميزانيات أكبر في 2026، موجهة بشكل أساسي إلى بناء مراكز بيانات متقدمة واستقطاب نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي.

ويقود هذا التوجه فريق «Meta Superintelligence Labs»، المكلف بتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي على مستوى شبيه بالبشر، لتعزيز المنصات الرقمية التابعة للشركة.

ضغوطًا كبيرة

لكن «Meta» تواجه ضغوطًا كبيرة من وحدة الواقع الافتراضي «Reality Labs»، التي سجلت خسائر تشغيلية بقيمة 4.5 مليار دولار مقابل إيرادات ضعيفة بلغت 370 مليون دولار، ما يطرح تساؤلات حول استدامة الرهان على عالم الميتافيرس، رغم استمرار تدفق أرباح الإعلانات.

في الجهة المقابلة، ترتكز استراتيجية «Microsoft» على توسع هائل في منصة «Azure» السحابية، والتي قفزت إيراداتها بنسبة 39% في الربع الأخير، لتسجّل 75 مليار دولار سنويًا.

وتعزز هذا النجاح مع الانتشار الواسع لأداة «Copilot»، التي يستخدمها الآن أكثر من 100 مليون مستخدم شهريًا ضمن منظومة «Microsoft 365»، وتغذي أكثر من 800 مليون نقطة تفاعل ذكي مع العملاء.

ولتمويل هذا النمو، خصصت الشركة 24.2 مليار دولار كإنفاق رأسمالي في الربع الماضي، مع خطط لرفع الإنفاق إلى أكثر من 30 مليار دولار في الربع الحالي. وتستثمر «Microsoft» بكثافة في مراكز البيانات المتطورة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي والتدريب النموذجي.

أرضية قوية لمواصلة الهيمنة

رغم المنافسة الشرسة من «Amazon» و«Alphabet»، تتمتع «Microsoft» بميزة تنافسية بفضل قاعدة عملائها المؤسسية وبنيتها السحابية الراسخة، ما يمنحها أرضية قوية لمواصلة الهيمنة.

تحديات مختلفة

يواجه العملاقان تحديات مختلفة في رحلتهما مع الذكاء الاصطناعي: ففي حين تسعى «Meta» لتحقيق توازن بين مكاسب الإعلانات الحالية ورهاناتها المستقبلية على الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، تضع «Microsoft» كل ثقلها خلف السحابة ودمج الذكاء الاصطناعي في جميع خدماتها، لكن ذلك يتطلب تنفيذًا دقيقًا واستدامة مالية طويلة الأمد.

ومع دخول منافسين جدد وتنامي الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي، تبقى قدرة «Meta» و«Microsoft» على تحويل الابتكار إلى ربحية مستدامة هي العامل الحاسم في تحديد من سيقود حقبة الذكاء الاصطناعي المقبلة.

اقرأ ايضا:

«ميرا موراتي» ترفض عرض «مارك زوكربيرج» بمليار دولار للانضمام لمختبر «ميتا» للذكاء الخارق

مجموعة «على بابا» تُطلق نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمنافسة «ميتا» في الصين

خبير ذكاء اصطناعي يرفض 1.25 مليار دولار مقابل العمل مع «ميتا»