فنتيك جيت: مصطفى عيد
بدأت شركة «Apple» الأمريكية (الولايات المتحدة) في اتخاذ خطوات عملية لبناء منافس مباشر لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، من خلال تشكيل فريق داخلي جديد يحمل اسم «الإجابات، المعرفة والمعلومات» (Answers, Knowledge and Information – AKI)، وذلك حسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج.
ويهدف هذا الفريق إلى تطوير ما تسميه الشركة «محرك إجابات» يمكنه الزحف على الويب والإجابة عن الأسئلة العامة، ما يُعد أول تحدٍ حقيقي من آبل لهيمنة أدوات مثل ChatGPT وGoogle Gemini.
تغيّر في موقف آبل
في البداية، كانت آبل قد اختارت عدم تطوير روبوت محادثة خاص بها، وفضلت بدلاً من ذلك دمج «ChatGPT» في «سيري» بالتعاون مع «OpenAI». وأشارت قيادات في الشركة حينها إلى أن اهتمام المستخدمين بهذه الأدوات محدود.
لكن مع ازدياد الاعتماد العالمي على أدوات مثل ChatGPT في المهام اليومية من الحسابات حتى عمليات البحث، بدا أن آبل غيرت استراتيجيتها، لتبدأ في العمل على تجربة بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن خدمات مثل Siri وSafari وSpotlight.
البنية التحتية الجديدة
الفريق الجديد، بقيادة «روبي ووكر» وتحت إشراف رئيس الذكاء الاصطناعي «جون جياناندريا»، يطور حالياً بنية تحتية جديدة للبحث، بالإضافة إلى احتمال إطلاق تطبيق مستقل لتجربة البحث الذكية. كما بدأت الشركة في نشر إعلانات توظيف تستهدف خبراء في خوارزميات ومحركات البحث.
كوك: “لم نكن أول من يدخل السوق.. لكننا نُعيد تعريفه دائمًا”
في اجتماع نادر لجميع موظفي الشركة، قال المدير التنفيذي لـ«Apple» تيم كوك إن الذكاء الاصطناعي “ثورة تضاهي أو تفوق الإنترنت والهواتف الذكية والحوسبة السحابية”، مؤكدًا: “يجب أن نقوم بهذا… وسنستثمر للقيام به”.
وأضاف كوك أن دخول السوق في وقت متأخر ليس غريبًا على آبل، حيث لم تكن الشركة الأولى في الحاسوب أو الهاتف، لكنها دائمًا تعيد تعريف التجربة.
تحديث شامل لـ«سيري»
وخلال الاجتماع، أوضح رئيس البرمجيات «كريغ فيدريغي» أن خطط تحديث «سيري» تأخرت نتيجة قرار التخلّي عن بنية هجينة تجمع بين القدرات الحالية ونماذج اللغة الكبيرة، لأن هذا النهج لم يحقق “جودة آبل”، على حد قوله.
ويتولى الآن فريق بقيادة «مايك روكويل» – مبتكر Vision Pro – تطوير المساعد الصوتي بالكامل ببنية جديدة، ومن المتوقع إطلاق النسخة الجديدة في ربيع 2026.
ضغوط قانونية ومالية
تأتي هذه الخطوات وسط مخاوف من أن تفقد آبل صفقتها الضخمة مع «Google»، التي تدر حوالي 20 مليار دولار سنويًا مقابل إبقاء محرك البحث الافتراضي على أجهزتها، في ظل تدقيق متزايد من جهات مكافحة الاحتكار. كما أن حلول الذكاء الاصطناعي الحالية من آبل ما زالت تفتقر إلى إمكانيات البحث التفاعلي المتقدمة.
اقرأ ايضا:
«سامسونج» تدرس إضافة «ChatGPT» و«Perplexity» إلى هواتفها
شركة «Perplexity AI» تراهن على السوق الهندية لتحدي «ChatGPT»
«أوبن إيه آى» تُطلق وكلاء «ChatGPT» لأتمتة المهام الشخصية والعملية