«فاينانشيال تايمز» تكشف خفايا قانون «الكبير والجميل» لشركات التكنولوجيا الدفاعية

فينتك جيت:وكالات

تضمن مشروع القانون «الكبير والجميل» الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنداً خفياً يمنح شركة «أندوريل» التكنولوجية حصة شبه مضمونة من نحو 300 مليار دولار خصصت لتحديث الجيش الأمريكي والبنية التحتية الدفاعية والأمن الداخلي.

وينص التشريع على تطوير تكنولوجيا أمن الحدود عبر إنفاق 6 مليارات دولار، وسيخصص جزء كبير منه على أبراج المراقبة ذاتية التحكم، التي تعد الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها المورد المعتمد الوحيد لها حالياً.

و«أندوريل»، التي شارك في تأسيسها بالمر لاكي ويدعمها الملياردير بيتر ثيل، وهما من أبرز مؤيدي دونالد ترامب، واحدة من أبرز شركات التقنية التي يتوقع أن تجني أرباحاً كبيرة من مشروع ترامب الضخم للضرائب والإنفاق.

ومن بين المستفيدين أيضاً شركة «بالانتير» المتخصصة في استخبارات البيانات، والتي شارك بيتر ثيل أيضاً في تأسيسها. وعلى خطاهما، تسير كذلك مجموعة من الشركات الناشئة الأصغر حجماً، وغالباً ما تكون مدعومة من بيتر ثيل هي الأخرى، وتتنافس مع مقاولي الدفاع التقليديين في سباق للاستفادة من هذا التدفق المالي الكبير.

وقال كريستيان غاريت، الشريك في شركة «137 فنتشرز» التي استثمرت في «أندوريل» و«بالانتير» و«سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك: «هناك في البنتاغون حالياً قيادة تبدي رغبة حقيقية في دعم القطاع الصناعي، وتعزيز قطاع الدفاع، والعمل مع شركات غير تقليدية».

وخصص التشريع مبلغاً قدره 150 مليار دولار لوزارة الدفاع، لاستخدامه في إنتاج أنظمة طائرات مسيرة مبتكرة، وتطوير تكنولوجيا بحرية متقدمة، وتحديث منظومة الردع النووي الأمريكية، إلى جانب 165 مليار دولار إضافية لصالح وزارة الأمن الداخلي، ما يفتح باب المنافسة على مليارات الدولارات.

وفي دفعة أخرى لشركات الدفاع والفضاء الناشئة، بدأ مشروع «القبة الذهبية» الذي أطلقه ترامب في إجراءات إنفاق ما لا يقل عن 150 مليار دولار لبناء نظام جديد للدفاع الصاروخي في الولايات المتحدة، يتضمن شراء أجهزة استشعار وأقمار اصطناعية وتطبيقات للذكاء الاصطناعي.

وأظهر تقرير لشركة رأس المال الاستثماري «سيرافيم سبيس» أن الاستثمارات في الشركات الناشئة في قطاع تكنولوجيا الفضاء بلغت 3.1 مليارات دولار خلال الربع المنتهي في يونيو، مقارنة بـ2 مليار دولار في الربع السابق.

وكانت شركة «بالانتير» حصلت في أبريل الماضي على عقد بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية على تطوير منصة رقمية تعرف باسم «إيميجريشين أو إس» لتحسين عمليات تتبع أوضاع المهاجرين والترحيلات، في ظل سعي ترامب لتكثيف جهود الإبعاد.

وخلال الأسبوع الماضي، قامت القوات البرية الأمريكية بدمج عشرات العقود السابقة الموقعة مع «بالانتير» في اتفاق واحد قد تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار خلال العقد المقبل. وأعلنت «بالانتير» عن ارتفاع كبير بإيراداتها الفصلية بنسبة تقارب 50 %، مدفوعة جزئياً بزيادة المبيعات للجهات الحكومية.

وتعد شركة «أندوريل»، التي شارك في تأسيسها بالمر لوكي بعد بيعه شركة «أوكولوس» المتخصصة في تقنيات خوذات الواقع الافتراضي إلى «ميتا»، من الموردين الرئيسيين لأبراج المراقبة الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لصالح هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لاستخدامها على الحدود مع كل من المكسيك وكندا.

وتنص التشريعات على تخصيص أكثر من 6 مليارات دولار لإنفاقها على تقنيات أمن الحدود، مع اشتراط أن تستخدم هذه الأموال فقط لشراء الأبراج التي «تم اختبارها واعتمادها من قِبل هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لتوفير قدرات ذاتية التشغيل».

وأفاد مصدر مطلع أن «أندوريل» كانت الشركة الوحيدة المتعاقدة مع الهيئة لتوفير هذه الأبراج الذكية.

ودافع مسؤول في البيت الأبيض عن هذا البند، قائلاً إن تكنولوجيا «أندوريل» تساهم في تحقيق وعد الرئيس الأمريكي بتأمين الحدود الأمريكية.

وفي يوليو الماضي، منحت وزارة الدفاع الأمريكية عقداً بقيمة تقترب من 100 مليون دولار لكل من «أندوريل» و«بالانتير» وشركات أخرى، لتطوير نموذج جديد لمنظومة القيادة والسيطرة خلال أقل من عام.

وقال تايلور روجرز، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض: «إدارة ترامب تتبع معايير صارمة في إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ولهذا السبب تتعاون الوكالات مع شركات أمريكية رائدة معروفة بسجلها الطويل في الابتكار وتحقيق النتائج»، مضيفاً: إن «الفائز الحقيقي هو المواطن الأمريكي العادي الذي سيستفيد من ضرائب أقل وحدود آمنة».

وفي مؤشر إضافي على تنامي العلاقة بين هذه الشركات والحكومة، انضم عدد من موظفي «أندوريل» و«بالانتير» إلى الإدارة الأمريكية، فبعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، عين الرئيس غريغوري بارباتشياس، الرئيس السابق لقطاع الاستخبارات في «بالانتير»، في منصب رئيس المعلوماتية في الحكومة الأمريكية. كما رشح البيت الأبيض مايكل أوبادال، مدير شركة «أندوريل»، لتولي ثاني أعلى منصب مدني في الجيش الأمريكي.

وانضم شايام سانكار، المدير التقني لشركة «بالانتير»، أخيراً إلى صفوف الجيش الأمريكي كضابط احتياط بموجب تكليف خاص، للمساهمة في تطوير مجمع صناعي عسكري جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، جنباً إلى جنب مع مسؤولين تنفيذيين من «ميتا» و«أوبن إيه آي».

بموازاة ذلك، يستثمر أعضاء في الإدارة وأفراد من عائلة ترامب في شركات التكنولوجيا الدفاعية الرائدة في السوق. حيث كانت شركة «1789 كابيتال»، التي انضم إليها دونالد ترامب الابن العام الماضي، من أوائل الداعمين لشركة «أندوريل» ولشركة «هادريان» الناشئة في مجال التصنيع الدفاعي، التي يدعمها الملياردير بيتر ثيل.

كما يمتلك ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض والمشرف على معظم سياسات الهجرة في إدارة ترامب، ما لا يقل عن 100 ألف دولار من أسهم شركة «بالانتير» عبر حساب وساطة باسم ابنه، بحسب إفصاحات رسمية، في حين يمتلك مسؤولون آخرون في البيت الأبيض حصصاً أقل في الشركة نفسها.

و«بالانتير» حالياً هي أفضل الشركات أداءً ضمن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» هذا العام، بفضل ارتفاع كبير في الإيرادات الحكومية، حيث تجاوزت قيمتها السوقية شركات دفاعية راسخة مثل «لوكهيد مارتن».

وقال مسؤول في البيت الأبيض: إن ميلر التزم بالامتناع عن المشاركة في أي قرارات رسمية قد تؤثر على الأسهم التي يمتلكها، مضيفاً: إن إدارات سابقة أيضاً أبرمت عقوداً كبيرة مع «بالانتير».

ولم تكن «بالانتير» الوحيدة التي استفادت من اندفاع إدارة ترامب نحو التكنولوجيا؛ فقد وقعت شركات مثل «أنثروبيك» و«جوجل» و«أوبن إيه آي» و«إكس إيه أي» خلال الشهر الماضي وحده عقوداً بقيمة 800 مليون دولار لتسريع تبني وزارة الدفاع الأمريكية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد جذب هذا التوجه مئات الشركات الناشئة إلى مؤتمر «إعادة التصنيع» الذي عقد الشهر الماضي في مدينة ديترويت، حيث اجتمع مؤسسو الشركات مع مستثمرين من وادي السيليكون، وممثلين عن مصارف كبرى، إلى جانب كبار مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية والجيش الأمريكي والبحرية.

وقال مات ويتاكر، سفير ترامب لدى الناتو، في كلمته أمام الحضور: «تركز إدارتنا على إزالة العقبات التنظيمية، وإطلاق العنان للابتكار الأمريكي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم والكمومية والفضاء».

وقد لقيت أيضاً خطوة البيت الأبيض بإنشاء مكتب لبناء السفن وتعهده بتبسيط إجراءات التعاقد الدفاعي ترحيباً واسعاً في أوساط الشركات الناشئة والمستثمرين.

وفي هذا السياق، قال بيلي ثالهايمر، الرئيس التنفيذي لشركة «ريجنت» المصنعة لطائرات «سي غلايدر» البحرية، إن هناك تسارعاً واضحاً في تبني التقنيات الجديدة «بفعل هذه الإدارة، وأيضاً بسبب الوضع الجيوسياسي العالمي الراهن».

وأعلنت شركة «ريجنت»، المدعومة من صندوق «فاوندرز فاند» التابع لبيتر ثيل ورجل الأعمال مارك كوبان، عن إطلاق ذراع دفاعية جديدة خلال المؤتمر ذاته، بعد أن أبدت قوات مشاة البحرية الأمريكية اهتماماً بجيلها القادم من المركبات.

وأشار ثالهايمر إلى أن هذا التوجه نحو الاستخدام المزدوج (التجاري والعسكري) كان في السابق ينفر بعض العملاء التجاريين، لكن أعتقد أن العالم بات أكثر وعياً بأهمية البعد الجيوسياسي».

اقرا ايضا:

«ترامب» طالب باستقالة رئيسها التنفيذي..أسهم «إنتل» تهوي ببورصة نيويورك

لقاء مرتقب بين «ترامب» و«إيلون ماسك» الجمعة المقبل بعد خسارة «تسلا» 150 مليار دولار

«فاينانشيال تايمز» : «الصين» تستقبل رقائق مهربة بمليار دولار من «إنفيديا» منذ إعلان رسوم «ترامب»

شركة «TEKEVER» البرتغالية لأنظمة الدفاع تصبح أحدث «يونيكورن» في قطاع التكنولوجيا الدفاعية بأوروبا بعد جولة تمويلية بقيادة «Ventura Capital» الإماراتية