فنتيك جيت: مصطفى عيد
تشهد كبرى شركات التكنولوجيا في الصين موجة غير مسبوقة من تقليص الوظائف، في إطار خطط لإعادة الهيكلة وخفض النفقات، مما أحدث تحولًا جذريًا في سوق العمل وغيّر وجهة آلاف الكفاءات الشابة.
خلال ثلاثة أعوام، فقدت شركة «علي بابا» (الصين) أكثر من نصف موظفيها بدوام كامل، حيث تراجع عددهم من 254,941 في مارس 2022 إلى 124,320 في مارس 2025، وهو ما أرجعته الشركة إلى بيع سلسلة متاجر «Gaoxin Retail» وتخفيض بعض الأنشطة. شركة «بايدو» (الصين) بدورها قلّصت قوتها العاملة بنسبة 21.1%
منذ ذروتها في 2021، ليصل عدد الموظفين إلى 35,900 نهاية 2024، في حين سجلت «تينسنت» (الصين) تراجعًا طفيفًا في 2023 قبل أن يعود عدد موظفيها إلى 110,558 في 2024 وفقا لتقرير نشره موقع businesstimes.
تعكس هذه الخطوات توجهًا واضحًا نحو استقطاب جيل أصغر، إذ كشف الرئيس التنفيذي لـ «علي بابا» وو يونغمينغ، في رسالة داخلية، عن خطة لإعادة تشكيل الفريق بحيث يصبح الموظفون المولودون بعد 1985 و1990 العمود الفقري للإدارة خلال أربع سنوات، الأمر الذي أثار مخاوف بين العاملين الأكبر سنًا، خاصة من تجاوزوا 35 عامًا، والذين باتوا يواجهون صعوبة في الترقي أو حتى الاحتفاظ بوظائفهم.
على الجانب الإنساني، يسرد موظفون سابقون قصصًا تعكس حدة الأزمة؛ فهناك من فقدوا وظائفهم بعد سنوات طويلة من العمل، وآخرون واجهوا انسحاب عروض عمل قبل التوقيع، بينما اضطر بعض المسرحين إلى اللجوء للوظائف المؤقتة أو البيع عبر الإنترنت.
تداعيات هذه التغييرات لم تتوقف عند حدود الشركات، إذ أظهر تقرير صادر عن منصة «Zhaopin» عام 2024 أن 73.1% من الخريجين الجدد يفضلون العمل في القطاع الحكومي أو الشركات المملوكة للدولة، مقابل انخفاض جاذبية الشركات الخاصة التي تراجعت نسبة الإقبال عليها إلى 12.5% في 2025، بعد أن كانت 25.1% في 2020.
اقرا ايضا:
مجموعة «علي بابا» الصينية تطلق نموذجها الأقوى للبرمجة بالذكاء الاصطناعي «Qwen3-Coder» مفتوح المصدر
«علي بابا» تخصص 7 مليارات دولار للدفاع عن وجودها في السوق الصينية