«يشهد العالم ثورة تكنولوجية هائلة أدت إلى تغيير جذرى كبير فى شتى المجالات حيث فتحت أفاق جديدة للابتكار و التطور فى كافة المجالات و القطاعات حيث أصبح التحول الرقمى أمر ضرورى لكل دولة تسعى إلى التطوير»
يعد التحول الرقمى عملية لدمج التكنولوجيا الرقمية و بناء اقتصاد رقمى قوى متكامل مما جعل الدول تسعى لإنشاء مبادرات و مشاريع رقمية.
فى ظل هذا التحول الرقمى ظهر مفهوم “الهوية الرقمية” كعنصر أساسى لبناء مجتمع رقمى أمن حيث تسعى الدولة إلى إنشاء منظومة متكاملة للهوية الرقمية و هى بمثابة مفتاح رئيسى تستفيد من الخدمات الرقمية بسهولة و بشكل أمن حيث يعتبر إنشاءها هو خطوة أستراتيجية و ليس مجرد تحديث للبنية التحتية حيث أداة قوية فى التعبير عن الذات و المشاركة فى المجتمع الرقمى والتواصل مع الأخرين عبر الأنترنت.
مفهوم الهوية الرقمية
تعد من المفاهيم الحديثة التى ترتبط بظهور الأنترنت و هى تعد مجموعة من المعلومات حول شخص أومؤسسة، نظرا لما يشهده العالم من التحول الرقمى يمكن القول بأن يكون لكل شخص حق التواجد الرقمى كما أن هناك تعريف قانونى للهوية الرقمية مرتبط بأمن المعلومات حيث نص القانون على أنها بيانات معالجة تقنيا تتعلق بشخص طبيعى أو أعتبارى محدد يمكن تحديده بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق ربط هذة البيانات و أى بيانات أخرى.
هناك ايضا تعريف أخر :
هى مجموعة من المعلومات التى تمثل فرد أو مؤسسة فى العالم الرقمى و قد تشمل هذة المعلومات البيانات الشخصية و الحسابات على وسائل التواصل الأجتماعى و غيرها من المعلومات التى تتيح التفاعل مع الخدمات الإلكترونية بشكل أمن فأصبحت أداة أساسية للتعامل بيها فى العصر الرقمى الحديث.
أنواع الهوية الرقمية
- الهوية الفردية
- الهوية المهنية
- الهوية الاجتماعية
أهمية ومميزات الهوية الرقمية
ترتبط البيانات الشخصية ارتباطا وثيقا للهوية الشخصية و فى ظل التحول الرقمى أصبحت الهوية الرقمية جزءا أساسيا من نجاح الأفراد و الشركات حيث تعتبر لها أهمية كالأتي:
– تعزيز الثقة و المصداقية
– بناء العلامة التجارية و التى تميزها عن المنافسين
– التفاعل مع الجمهور المستهدف مما يعزز من ولاء العملاء و يزيد من فرص النمو
– زيادة الانتشار و التأثير
– تسهيل عمليات التحقق و التسجيل الأمني
مميزاتها :
– تمكن من الأفراد التواصل و التعبير عن الذات فى العصر الرقمى
– تعزيز التواجد الرقمى
– زيادة الإنتاجية و التنمية الأقتصادية
– تسهيل التجارة الإلكترونية
– تحقيق الأمان للأفراد و الشركات فى العمليات الرقمية
– تحقيق التواصل الفعال و التعامل بسهولة فى البيئة الرقمية
مخاطر و تحديات الهوية الرقمية
– تسريب المعلومات
– بناء معلومات مضللة
تحدياتها:
من ضمن التحديات هو إجراءات الأمان اللازم لحماية الهوية الرقمية منها:
– استخدام كلمات مرور قوية
– التحديث المنتظم لبرامج الحاسوبية و البرمجيات
– التحقق من الروابط المرسلة
– أمن أجهزة المستخدمين
لماذا يتم إنشائها؟
أصر البنك المركزى على إطلاق شركة الهوية المالية الرقمية بهدف إتاحة فتح الحسابات المصرفية إلكترونيا و عبر الهاتف المحمول دون الحاجة إلى الذهاب إلى فروع البنك وهى تعتبر التمثيل الإفتراضى للشخص فى البيئة الرقمية.
ما هى النتيجة من إنشائه ؟
نظرا للتوجه الرقمي الذى نعيش فيه اليوم و نظرا للمرحلة الجديدة من التحول الرقمي المصرفى كان يجب الأهتمام بمركز لخدمة البنوك الرقمية و ذلك لاستهداف تعزيز الشمول المالى و تقديم الخدمات المصرفية عن بعد للعملاء .
اعتزام البنك المركزى لإنشاء شركة للهوية المالية الرقمية :
قرر البنك المركزى يساهم فى تأسيس شركة للهوية الرقمية بقيمة 275 مليون جنية وبنسبة 55% إلى إجمالى رأس المال المدفوع و بهدف إتاحة حسابات مصرفية إلكترونيا وهى تكون بمثابة كيان مركزى يتولى تهئية البنية التحتية لفتح الحسابات البنكية من خلال الهوية الرقمية كما أقر البنك المركزى تعديلا فنيا يسمح فيه بعدم إلزام العميل بالذهاب إلى الفروع و التوقيع على الطلب بخط الأيد لفتح الحساب مما تمثل هذه الخطوة
خطوة جديدة فى عالم التحول الرقمى فى مصر.
طبقا لبيانات البنك المركزى يبلغ عدد البنوك العاملة فى مصر (38)و تشمل عدد (9) بنوك حكومية كما زاد عدد الحسابات المصرفية من حيث عدد السكان إلى نحو46.9 مليون حساب بنهاية 2023 من أصل 66.4 مليون مواطن له الحق فى فتح الحسابات مما يساهم ذلك فى دفع نسبة الشمول المالى إلى 70.7%.
الأهداف الرئيسية للشركة
- تسهيل فتح الحسابات المصرفية
- تعزيز الشمول المالى
- توفير خدمات امنة و موثوقة
- دعم البنوك الرقمية
- توثيق البيانات بالكامل إلكترونيا
كما يأتى هذا المشروع للتعرف على هوية العملاء إلكترونيا على رأس أهتمامات البنك المركزى فى المرحلة الحالية حيث يهدف أيضا إلى تطوير القطاع المصرفى المصرى من خلال توفير وسيلة إلكترونية سهلة و أمنة تسمح بالتحقق من بيانات العملاء إلكترونيا، وذلك ينعكس على زيادة عدد العملاء الجدد وتنعكس أيضا على الشمول المالى فى مصر و زيادة التعامل مع القطاع المصرفى وسهولة فتح الحسابات البنكية.
وزيادة الإقبال على الخدمات الرقمية و المنتجات المصرفية الإلكترونية التى تقدمها البنوك مما يجعل البنوك إلى تقليل أعداد الفروع لكل بنك و زيادة المنتجات و الخدمات الرقمية مع ضرورة الأستعانة بتكنولوجيات متطورة تواكب الصناعة المصرفية الحديثة و الأستعانة بشركات دولية متخصصة فى تطوير النظم التكنولوجية بالبنوك و أهتمام الدولة بوضع أستثمارات جديدة فى التكنولوجيا و البنية التحتية الرقمية لرقمنة الهويات الوطنية.
دور التكنولوجيا المالية فى تأسيس شركة الهوية الرقمية:
إن تأسيس البنك المركزى لشركة الهوية الرقمية يأتى أستكمالا لسياسات البنك المركزى منها تعزيز التكنولوجيا المالية فى النظام المصرفى حيث سيسمح لكافة منصات التكنولوجيا المالية من التحقق من هوية العميل بشكل دقيق و بياناته و المعلومات التى تم إضافتها كبديل من الذهاب إلى الفروع و ملئ الأستمارات مما يدعم الشمول المالى و الرقمنة كما سيقتح الباب لتقييم بيانات العملاء و سلوكياتهم المالية بشكل أسر
كما سيصبح هذا النظام امتداد للخدمات المصرفية الرقمية و التماشي مع استراتيجية التحول الرقمى فى مصر وتشجيع أنظمة الدفع الإلكترونى، فى النهاية إن تأسيس شركة الهوية المالية الرقمية يمثل نقلة نوعية فى القطاع المصرفى المصرى وخطوة مهمة نحو بناء مستقبل اقتصادى رقمى متكامل يخدم المواطنين ويخدم رغباتهم و مواكبة أحدث التطورات العالمية فى مجال التكنولوجيا المالية.
مقالة بحثية للدكتورة:
نورهان شلبي/
باحثة حاصلة على ماجستير فى التخطيط و الإدارة و عاملة بمجال التكنولوجيا المالية
اقرأ ايضا:
«الدكتورة نورهان شلبي» تكتب عن: تأثير الذكاء الأصطناعى على البنوك والخدمات المصرفية فى مصر
