«مايكروسوفت» تطلق استراتيجية جديدة للأمن السيبراني لمواجهة تهديدات الحوسبة الكمية وحماية البيانات العالمية
فنتيك جيت: مصطفى عيد
أعلنت «Microsoft» عن إطلاق استراتيجيتها الجديدة Quantum Safe Program Strategy في خطوة جوهرية تهدف إلى تعزيز حماية البيانات الرقمية استعدادًا لعصر الحوسبة الكمية، الذي يحمل وعودًا بإنجازات كبرى في مجالات الطب وعلوم المواد، لكنه في الوقت ذاته يفرض مخاطر جديدة على أنظمة التشفير التقليدية.
القدرات الكمية الآمنة
وتستهدف الاستراتيجية، التي كُشف عنها في 20 أغسطس 2025، تمكين تبني القدرات الكمية الآمنة في منتجات الشركة وخدماتها بحلول عام 2029، على أن يكتمل الانتقال الكامل بحلول 2033، أي قبل عامين من الجداول الزمنية التي وضعتها غالبية الحكومات.
تأتي هذه الخطوة في ظل المخاوف من أن الحواسيب الكمية فائقة القدرة ستجعل خوارزميات التشفير الحالية غير كافية لحماية البيانات الحساسة، مما يهدد خصوصية الأفراد وسلامة البنية التحتية الرقمية التي يقوم عليها النظام المالي العالمي.
التشفير الكمي الآمن
ومع أن الخبراء يتوقعون أن هذه القدرات قد لا تتوفر قبل ثلاثينيات القرن الحالي، إلا أن الحاجة إلى الانتقال إلى التشفير الكمي الآمن تُعد عاجلة، إذ أن بعض الجهات الخبيثة بدأت بالفعل باستخدام استراتيجية “اجمع الآن وافك التشفير لاحقًا”، أي تخزين البيانات المشفرة اليوم على أمل فكها مستقبلًا باستخدام الحوسبة الكمية.
وتشارك «Microsoft» في عدة مبادرات دولية لدعم هذا التحول، من بينها مشروع التشفير ما بعد الكمي التابع لـ «NIST»، ومركز التميز الوطني للأمن السيبراني (NCCoE) الخاص بالانتقال إلى التشفير الكمي، إضافة إلى دورها في فرق عمل «IETF»، ومشروع «Open Quantum Safe»، وتحالف التشفير ما بعد الكمي التابع لـ «MITRE». كما أتاحت الشركة حديثًا بعض قدرات PQC لمستخدمي أنظمة «Windows» و«Linux» لتجربتها ورصد التحديات المحتملة قبل التبني الكامل.
وأكدت الشركة أن نجاح الانتقال إلى بيئة رقمية آمنة كميًا لا يمكن أن يتحقق عبر القطاع الخاص وحده، بل يتطلب شراكات وثيقة مع الحكومات وصياغة سياسات فعّالة. ودعت «Microsoft» الحكومات إلى:
• اعتبار التشفير الكمي الآمن أولوية وطنية في استراتيجيات الأمن السيبراني.
• مواءمة السياسات العامة والمعايير والجداول الزمنية عالميًا، مع دعوة مجموعة السبع (G7) لقيادة هذه الجهود.
• تبني المعايير الدولية الموحدة وتفادي الحلول الإقليمية المجزأة التي تعيق الابتكار والأمن.
• وضع جداول زمنية مبكرة ومتدرجة للتحول، مثل السياسة الأميركية (CNSS Policy 15) التي تلزم باستخدام خوارزميات آمنة كميًا في المنتجات والخدمات الخاصة بأنظمة الأمن القومي بحلول يناير 2027.
• نشر خطط انتقال شفافة تتضمن جداول زمنية ومعالم وميزانيات واضحة.
• رفع الوعي وبناء القدرات البشرية عبر برامج تدريبية وتجهيزية لمواكبة مرحلة التشفير الكمي.
واختتمت «Microsoft» بالإشارة إلى أن الانتقال إلى التشفير الكمي الآمن يمثل مهمة عالمية تتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص، مؤكدة استعدادها للعمل مع صناع السياسات حول العالم لتهيئة البنية الرقمية العالمية لمواجهة تحديات المستقبل.
اقرأ ايضا:
«مايكروسوفت» تفرض قيوداً على شركات صينية
«مايكروسوفت» تلزم موظفيها بالعمل من المكتب 3 أيام أسبوعيًا اعتبارًا من 2026
إبن سائق تاكسي سوري يقود «مايكروسوفت» لغزو وحدة الذكاء الاصطناعي لإمبراطورية «جوجل»
