أخيرا.. «جيروم باول» رئيس الاحتياطى الفيدرالي يستجيب لـ«ترامب» ويلمح لخفض الفائدة

فينتك جيت:مصطفى عيد

في خطاب ضمن أعمال ندوة جاكسون هول الاقتصادية السنوية بولاية وايومنغ، أطلق رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إشارات بالغة الأهمية حول مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

وأكد أن خفض أسعار الفائدة بات خياراً مطروحاً بقوة خلال الفترة المقبلة، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أن القرار سيعتمد على البيانات الاقتصادية الواردة خلال الأسابيع القادمة، وسط مزيج من التحديات المرتبطة بالتضخم والتوظيف.

باول أوضح أن البنك المركزي الأمريكي لا يزال يرى مخاطر تضخمية قائمة، لاسيما في ظل الضغوط المتزايدة على أسعار السلع المستوردة نتيجة التعريفات الجمركية الجديدة.

ورغم أن معدلات التضخم تباطأت عن مستوياتها المرتفعة في العام الماضي، إلا أن استمرار بعض الضغوط السعرية قد يعقّد مسار خفض الفائدة السريع.

وفي المقابل، لفت رئيس الفيدرالي إلى أن سوق العمل الأمريكي بدأ يظهر علامات واضحة على التباطؤ، مع انخفاض وتيرة التوظيف وارتفاع طفيف في معدلات البطالة، وهو ما يشير إلى توازن دقيق ومعقّد بين أولويتين: السيطرة على التضخم من جانب، والحفاظ على زخم سوق العمل من جانب آخر.

تصريحات باول جاءت في لحظة حساسة، حيث تترقب الأسواق العالمية إشارات مباشرة من الاحتياطي الفيدرالي بشأن توجهاته المقبلة.

وقد انعكس خطابه بشكل سريع على مؤشرات الأسهم الأمريكية، إذ قفز مؤشر S&P 500 بأكثر من 1.4% في التعاملات المبكرة، فيما واصل مؤشر ناسداك مساره الصاعد، مدفوعاً بتوقعات خفض تكاليف الاقتراض للشركات والمستهلكين.

كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم إلى مستويات جديدة، تعكس رهانات قوية من جانب المستثمرين على إقرار خفض للفائدة خلال اجتماع البنك المركزي في منتصف سبتمبر المقبل.

لكن باول شدّد في خطابه على أن الاحتياطي الفيدرالي لن ينجرف وراء الضغوط السياسية أو مطالب الأسواق، مؤكداً أن قرارات السياسة النقدية ستظل مبنية على الأدلة والمعطيات الاقتصادية الصلبة.

وأكد أن استقلالية البنك المركزي ستبقى ركيزة أساسية رغم الانتقادات المتصاعدة من بعض الأطراف السياسية، في إشارة غير مباشرة إلى الرئيس الأمريكي الذي صعّد في الأسابيع الأخيرة من لهجته ضد الفيدرالي، مطالباً بتسريع وتيرة خفض الفائدة ومهدداً باتخاذ خطوات ضد بعض أعضائه.

و يرى محللون أن باول يحاول تمرير رسائل مزدوجة: الأولى تطمين الأسواق بأن التيسير النقدي قادم، لكن بوتيرة مدروسة تحافظ على مصداقية البنك وتوازن أهدافه.

والثانية تأكيد أن الاحتياطي الفيدرالي لن يسمح بانتقاص استقلاليته أو تحوله إلى أداة للسياسة، وهو ما يمنحه مساحة للتحرك بمرونة أكبر في مواجهة أي ضغوط داخلية.

التوقعات الحالية في الأسواق تشير إلى أن الفيدرالي قد يقرر خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، على أن يتبعها خطوات إضافية إذا استمرت مؤشرات التباطؤ الاقتصادي.

ومع ذلك، تبقى معادلة التضخم هي العنصر الأكثر حساسية، إذ أن أي ارتفاع مفاجئ في الأسعار قد يغيّر مسار السياسة النقدية مجدداً.

اقرا ايضا:

«آي صاغة»: استقرار نسبي في أسعار الذهب بانتظار قرار الفيدرالي وتصريحات باول

أسواق «وول ستريت» ترتفع بعد إشارات «باول» إلى خفض الفائدة

«ترامب» يصف رئيس الاحتياط الفيدرالي ب «الأحمق»

شركة «ترامب ميديا» تسجل خسارة بـ20 مليون دولار في الربع الثاني رغم امتلاكها خامس أكبر خزانة بيتكوين بين الشركات