«محمد نجاتي»: «الذكاء الاصطناعي» غير مقبل على «فقاعة» و50% من إستثماراتي ستوجه للقطاع وأنصح الشركات بتخصيص 2% على الأقل من إيراداتها للاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي

فنتيك جيت: مصطفى عيد

في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي مقبلًا على فقاعة عالمية مشابهة لفقاعة الدوت كوم مطلع الألفية، خرج رائد الأعمال الشهير محمد أبو النجا نجاتي، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة «Exits MENA» والمستثمر النشط في الذكاء الاصطناعي، بتصريحات تؤكد أن القطاع يعيش مرحلة مختلفة تمامًا.

وقال نجاتي: «طبيعة البشر تدفعهم للاندفاع وراء الضجة الإعلامية، ما قد يؤدي إلى انهيارات وتصحيحات قاسية في بعض المجالات. لكن الذكاء الاصطناعي يختلف جذريًا عن الإنترنت، نحن نعيش مرحلة إعادة اختراع لكل شيء، والانفجار الذكي قادم بسرعة».

مؤشرات الاستدامة أهم من التقييمات

أوضح نجاتي أن الحكم على مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يُبنى على التقييمات السوقية المضخمة، بل على مؤشرات ملموسة مثل معدلات التبني، حجم الاستخدام التجاري، وتكلفة المحتوى المُولّد. وأضاف: «أمامنا طريق طويل، وعلينا توفير أكبر قدر ممكن من الوقود للاستمرار، عبر التوطين والتعلم حوسبةً بعد أخرى».

رهان بمليارات الدولارات

ورغم المخاوف التي يثيرها البعض بشأن تكرار سيناريو فقاعة الدوت كوم، أكد نجاتي أنه يراهن بنصف ثروته تقريبًا على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة، معتبرًا أن القطاع يمثل اقتصادًا متعدد التريليونات في غضون عقد.

ونصح الشركات والمكاتب العائلية بتخصيص ما لا يقل عن 2% من إيراداتها للاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

فقاعة أم فرصة تاريخية؟

تعكس رؤية نجاتي جانبًا من الانقسام العالمي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. ففي حين يحذر اقتصاديون من تضخم التقييمات و«سباق غير عقلاني» خلف الشركات الناشئة في هذا المجال، يرى مستثمرون مثل نجاتي أن الموجة الحالية ليست مجرد طفرة مؤقتة، بل ثورة تكنولوجية تعيد صياغة كل القطاعات، من التمويل والرعاية الصحية إلى الإعلام والصناعة.

وبينما يتواصل الجدل بين المتخوفين والمتفائلين، تظل الحقيقة المؤكدة أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم في قلب النقاشات الاقتصادية العالمية، بين من يعتبره فقاعة تنتظر الانفجار، ومن يراه فرصة تاريخية لإعادة اختراع الاقتصاد العالمي.

عالمياً: تحذيرات اقتصادية من فقاعات محتملة

تورستن سلوك، الخبير الاقتصادي في Apollo Global، يحذر من أن فقاعة الذكاء الاصطناعي قد تكون أكثر خطورة من فقاعة الدوت كوم، بسبب الضخ المالي الهائل والتقييمات غير المبررة لشركات كبرى.

الرئيس التنفيذي لـOpenAI، سام ألتمان، يقر بأن حالة الاستثمار الحالية أقرب لفقاعة، قائلا إن “الضجيج الأجنبي على القطعة الحقيقية” مؤشر خطر، مع توقعه في الوقت نفسه بأن الذكاء الاصطناعي سيترك أثراً إيجابياً رغم التصحيحات المحتملة.

رئيس جوجل السابق، إيريك شميدت، يطعن في فرضية الفقاعة، مبرراً ذلك بأن الطلب على شرائح الذكاء الاصطناعي ولاحقًا الاستفادة المتزايدة من البنية التحتية اللي وراءه، يدل على استدامة هذا التوجه.

تقارير نيويورك بوست عن أكيموجلو (MIT) تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سينخرط فقط في حوالي 5% من الوظائف خلال العقد المقبل، ويحذر من أن الاستثمارات غير المنضبطة قد تفضي إلى “شتاء الذكاء الاصطناعي” وإنهيارات تقنية للأسواق.

جدل الإنتاجية.. هل يكفي الحماس الفني؟

تقرير حديث من MIT يكشف أن 95% من المشاريع في الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تحقق أرباحاً مجدية بعد، وهي إشارة قوية على وجود فجوة بين الضجيج والمردود العملي.

في السياق ذاته، يتوقع البعض أن استثمار مئات المليارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وارتفاع تكاليف تشغيلها، قد يؤدي إلى تصحيح مالي قاسٍ قبل أن تتحقق الفوائد الاقتصادية المرجوة.

رغم ذلك، مقال في واشنطن بوست، يرى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون في مرحلة مبكرة من “الحمى الإعلامية”، لكنها ضرورية لظهور تطبيقاته الحقيقية في المستقبل مثل الإنترنت بعد الدوت كوم.

اقرأ ايضا:

«محمد نجاتي»: التحول العالمي ينبئ بوجود (3) فئات في المستقبل «من يطورون الذكاء الاصطناعي» و «من يستخدمونه» و «من لا يستطيعون الوصول إليه»

رائد الأعمال محمد نجاتي: مصر تمتلك الفرصة لتصبح مركزا إقليميا للصناعة والتجارة وجذب الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي

رائد الأعمال «محمد نجاتي» يسأل نموذجه للذكاء الاصطناعي «NagatyAl» عن أفضل إستثمار لمبلغ «مليون جنيه» في مصر..تعرف على الإجابة