فنتيك جيت: مصطفى عيد
تدخل الرسوم الجمركية البالغة 50% التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الواردات الهندية حيز التنفيذ في 27 أغسطس الحالى، لتضاف إلى الرسوم المتبادلة البالغة 25% المطبقة منذ أغسطس الماضي. ورغم هذه الخطوة التصعيدية، فإن صادرات «آيفون» من الهند إلى الولايات المتحدة ستبقى بمعظمها بمنأى عن التأثير المباشر، بفضل الإعفاءات القائمة على الأجهزة المزودة بأشباه الموصلات، وهو ما يمنح شركات التكنولوجيا مثل «آبل» و«إنفيديا» متنفسًا مؤقتًا وسط الضغوط التجارية المتزايدة.
الهند تتصدر موردي «آيفون»
خلال الربع الممتد من أبريل إلى يونيو 2025، شكلت الهواتف المصنعة في الهند نحو 71% من إجمالي أجهزة «آيفون» المباعة في السوق الأمريكية، مقارنة بـ31% فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات «Counterpoint Research». وقالت «آبل» في إفصاحها الأخير إن الغالبية العظمى من الأجهزة الموجهة إلى السوق الأمريكية باتت تصنع في الهند، في تحول استراتيجي تجاوز الصين لأول مرة. وتشير الأرقام إلى أن الشركة صدرت أجهزة «آيفون» بقيمة 3.2 مليار دولار من الهند بين مارس ومايو، ذهب 97% منها مباشرة إلى الولايات المتحدة.
إدارة ترامب
وزارة التجارة الأمريكية تجري حاليًا مراجعة لقطاعات حيوية تحت قانون التوسع التجاري، بما في ذلك صناعة أشباه الموصلات، لتحديد ما إذا كانت تستوجب فرض رسوم جديدة تحت بند الأمن القومي. وحتى الانتهاء من هذه المراجعة، تبقى صادرات الهواتف الذكية، بما فيها «آيفون» المصنع في الهند، معفاة من الرسوم. لكن إدارة ترامب أكدت أن “لا أحد سيبقى خارج نطاق الرسوم”، في إشارة إلى نيتها فرض تعريفات خاصة على أشباه الموصلات، ما قد ينعكس لاحقًا على أسعار أجهزة «آبل» عالميًا إذا أُلغيت الإعفاءات.
تأثير محتمل على الأسعار
يرى محللون أن احتمالية التوصل إلى تسوية تفاوضية تتضاءل، ما يزيد من احتمال تطبيق فعلي كامل للرسوم بنسبة 50%، الأمر الذي قد يجعل أجهزة «آيفون» المصنعة في الهند أعلى سعرًا مقارنة بنظيراتها من فيتنام أو الصين.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن «آبل» تفضل امتصاص جزء من هذه التكاليف بدلًا من إبطاء توسعها في الهند، حيث تُباع معظم الأجهزة عبر مشغلي الاتصالات كجزء من خطط تقسيط شهرية، ما يقلل الأثر المباشر على المستهلكين. وتظل النتيجة النهائية مرتبطة بما ستسفر عنه التحقيقات الأمريكية حول الرسوم على أشباه الموصلات، والتي قد تمتد تأثيراتها لتشمل قطاعات أوسع من الهواتف إلى السيارات.
اقرأ ايضا:
«ترامب» يلمح إلى مشترين أمريكيين لـ «تيك توك» وتمديد مهلة بيعه
أخيرا.. «جيروم باول» رئيس الاحتياطى الفيدرالي يستجيب لـ«ترامب» ويلمح لخفض الفائدة