محكمة ألمانية تصدر حكم قضائي ضد «أبل»

فينتك جيت: مصطفى عيد

أصدرت محكمة تجارية في فرانكفورت بألمانيا حكمًا قضائيًا يُجبر شركة أبل على التوقف عن التسويق لساعتها الذكية (Apple Watch) تحت وصف “محايدة للكربون”، بعد أن وجدت أن هذا الادعاء مضلل ويخرق قانون المنافسة الألماني.

أبل تُبرّر حيادها الكربوني

جاء الحكم بناءً على شكوى قدمتها الجمعية البيئية Deutsche Umwelthilfe (DUH)، التي اعترضت على أن آبل تُبرّر حيادها الكربوني عبر مشاريع تعويض كربوني في باراغواي، تتمثل بزراعة أشجار الكافور في مناطق مؤجرة، تُؤمّن فقط 75% منها حتى عام 2029.

رأت المحكمة أن المستهلكين قد يتوقعون بقاء هذه الغابات بعد عام 2050، بما يتوافق مع أهداف اتفاقية باريس المناخية، مما يجعل الحجز القصير الأجل لهذه الأراضي غير كافٍ لتأكيد التعويض الكربوني الدائم.

انتقادات واستنتاجات بيئية

انتقد الخبراء والمحرّضون أن مشاريع مثل هذه تُعدُّ “واحات خضراء” مؤقتة، إذ لا تحقق تنوعًا بيئيًا، وتستهلك كميات كبيرة من المياه، كما أن انقضاء عقود التأجير قد يؤدي إلى تدمير هذه الغابات وبالتالي إطلاق الكربون المخزّن مجددًا. واعتبروا أن هذا الحكم ـ في نظرهم ـ خطوة رائدة ضد الممارسات التسويقية الخادعة في القطاع البيئي.

رد أبل والمسار المستقبلي

رغم الحكم، دافعت آبل عن نهجها المناخي، مشيرة إلى التزامها بالحياد الكربوني عبر استخدام الطاقة النظيفة، المواد منخفضة الانبعاثات، والتعويض مع الاستمرار في الابتكار لتحقيق هدف الحياد الكامل لسلسلة التوريد بحلول عام 2030. وتركت الباب مفتوحًا أمام إمكانية الاستئناف، لكنها أكّدت أنها ستبدأ بإزالة التسمية من منتجاتها في ألمانيا تماشيًا مع التشريعات الأوروبية الجديدة المتوقعة في سبتمبر 2026.

أهمية الحكم

يمثل هذا الحكم نموذجًا بارزًا على تصاعد رقابة السلطات الأوروبية على ادعاءات الشركات البيئية، وضمان تقديم معلومات دقيقة للمستهلكين في السوق التنافسية. كما يجعل الشركات التقنية الكبرى مثل آبل تحت المراقبة القانونية لتقديم أدلة ملموسة طويلة الأمد على صحتها في مواجهة مطالب الاستدامة.

اقرأ ايضا:

الرئيس التنفيذي لـ«أبل» يستبعد قدرة التكنولوجيا الحديثة على استبدال الهاتف المحمول

«أبل» تخطط لشراء «ميسترال» و«بيربلكسيتي»

«إيلون ماسك» يقاضي «أبل» و«أوبن إيه آي» بتهمة احتكار الذكاء الاصطناعي

«مارك زوكربيرج» يسعى لإنهاء هيمنة شركة «أبل» على التكنولوجيا العالمية