دراسة: أنظمة التعليم التقليدية تساهم في انخفاض مستويات الإبداع لدى الطلاب

فنتيك جيت: محمد نور
استعرضت شركة إبسون اليوم، وعلى لسان جيسون ماكميلان، المدير الإقليمي لمبيعات إبسون في الشرق الأوسط وتركيا، العوامل التي تساعد على تشجيع الابداع بين الطلبة، وذلك مع تنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وانخفاض مستويات الإبداع بين الطلاب مع التقدّم في العمر.

وقد أصبحت التكنولوجيا متداخلة مع الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية تقريباً في عالم اليوم الذي يتسم بالتغييرات المتسارعة، وأخذا يؤثران على طريقة حياتنا وعملنا وابتكارنا وتعلمنا. وخيّمت سهولة إنشاء النصوص أو المواد البصرية بمجرد نقرة زر بظلالها على الإبداع البشري وذلك بالتزامن مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

ويقوم الأطفال والكبار على حد سواء بقضاء المزيد من الوقت على الشاشات في حالة من الاستهلاك السلبي للمحتوى عوضاً عن الابتكار النشط. ونتيجة لذلك فإن الإبداع يعتبر أحد أكثر المهارات قيمة في الوقت الراهن، لكنه في الوقت نفسه المهارة المستقبلية الأقل تطوراً، كما يشهد تراجعاً في جميع من المجالات وخاصة التعليم، على الرغم من أهميته البالغة للابتكار والتقدم.

انخفاض لا يمكننا تحمل تبعاته

بيّنت دراسة بارزة أُجريت بتكليف من وكالة ناسا أن الأنظمة التعليمية هي العامل المساهم الرئيسي في انخفاض مستويات الإبداع. وأشارت الدراسة إلى أن 98% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربعة وخمسة أعوام أظهروا مؤشرات على عبقرية إبداعية، لكن النسبة في صفوف الأطفال بعمر 10 أعوام انخفضت إلى 30% فقط، أما بالنسبة للراشدين فقد انخفضت النسبة إلى 2% فقط.

وبيّنت الدراسة أن أنظمة التعليم التقليدية تتسم بكونها موحدة إلى درجة كبيرة وغالباً ما تكون الأولوية فيها للمواضيع “الأكاديمية” مقارنة بالمواضيع الإبداعية مثل التعليم الفني، الأمر الذي يحدّ من الأفكار الإبداعية ويضع قيوداً على الخيال البشري.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى استخدام الحلول الرقمية في التعليم مجموعة جديدة من التحديات، وكان الإرهاق الناجم عن الشاشات والتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي من العوامل المؤثرة على القدرات الإبداعية للطلاب. وغالباً ما يتركز الوقت الطويل الذي يتم قضاؤه على الشاشات على التصفح السلبي والمحتوى الرقمي الموحد، والأمر الذي قد يحد من الإبداع العملي والتعلم الاستكشافي الذي يعزز القدرات الإبداعية والابتكار لدى الأفراد.

ويعد هذا الانخفاض مؤشر خطر قد لا نكون قادرين على تحمّل تبعاته، إذ أن التحديات الملحة التي تواجهنا من تغير المناخ إلى الآثار السلبية للتحول الرقمي والتحديات العالمية الأخرى التي تؤثر على حياتنا وعلى كوكبنا، تحتاج جميعها إلى جيل جديد من المفكرين من ذوي الأفكار الأصيلة، والشجاعة الإبداعية أكثر من أي وقت مضى.

إعادة التفكير في كيفية إلهام الإبداع

تماماً كما تحتاج النباتات إلى الماء لكي تنمو، فإن الإبداع بحاجة إلى الأدوات المناسبة لكي يزدهر هو الآخر. ويمكن للتكنولوجيا أن تكون عند استخدامها بالشكل الصحيح عامل تمكين قوي يساعد في دعم الابتكار والخيال، عوضاً عن أن تكون بديلاً عنهما. إن الأدوات البصرية والبرمجيات التي تركز على التصميم والتجارب التفاعلية توفر جميعها منصة للطلاب والمبدعين ورواد الأعمال لتحويل الأفكار إلى خطوات عملية.

وفي هذا السياق تسهم الحلول التي تقدمها إبسون ومن ضمنها أجهزة العرض الضوئي التفاعلية والطابعات في تعزيز الإبداع من خلال توفير حلول عالية الجودة يسهل الحصول عليها، كما تمنح المستخدمين المنصة اللازمة للتعبير البصري والتعاون والتعلم التفاعلي.

وتدعم أجهزة العرض الضوئي التفاعلية من إبسون تجارب التعلم التعاونية والبصرية، بينما تمكّن طابعاتنا المستخدمين من تحويل تصاميمهم الرقمية إلى مطبوعات عالية الجودة نابضة بالحياة. ومع الخيارات الأخرى التي توفر مستويات إضافية من التخصيص، فإن هذه الأدوات تسهم في إلهام الحرية الإبداعية والتعبير الذاتي. والأهم من ذلك، فإنها تشجع على المشاركة الفاعلة والاستكشاف الملموس ما يساعد على تحويل الوقت الذي يتم قضاؤه على الشاشات من مجرد استهلاك سلبي للمحتوى إلى إبداع.

الإبداع كأداة تمكين

لن يستطيع منتجاً واحداً في جعل الشخص مبدعاً، إذ يتمثل المفتاح الرئيسي لتهيئة بيئة إيجابية للنمو الإبداعي والتعبير والخيال في ضمان سهولة الحصول على التقنيات المبدعة، وهذه هي الرؤية التي تقف وراء مبادرة إبسون “تخيل الإمكانيات الجديدة” للتعاون مع النجمة العالمية شاكيرا.

وإننا في إبسون لا نقوم بدعم الحلول التقنية فقط، بل نحرص على الترويج لأهمية تبنّي عقلية جديدة. وتشتهر الفنانة شاكيرا بابتكارها وخياراتها الفنية الجريئة، وهي تجسد روح الإبداع الذي تمثله هذه الحملة. ويدعم هذا التعاون التعليم والابتكار، الأمر الذي سيُلهم الشباب لكي ينظروا إلى أنفسهم على أنهم مبدعين وليسوا مستهلكين فقط.

وتشير المادة 29 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل إلى أن التعليم مهارة أساسية لنمو الطفل وتطويره، وهو ما يجب دعمه من خلال التعلم. وينطبق هذا الأمر على ما وراء الأبحاث الصفية، ومحاضرات الخبراء مثل جيم كلارك في جلسة “تيد توك” (TED Talk) التي شارك فيها وأوضح أن البرامج التي يجري تنظيمها خارج أوقات الدوام المدرسي في مجالات الرياضة والفنون والاستكشاف الإبداعي تسهم إلى حد كبير في تحسين الأداء الأكاديمي والمرونة العاطفية والثقة بالنفس طوال الحياة. وإننا في إبسون من أشد المؤمنين بأن الإبداع لا يجب أن يكون ميزة، بل حقاً يجب علينا جميعاً رعايته.

دعم الجيل المقبل من المبدعين

إن إتاحة الحلول التقنية للجميع هو أمر أساسي لتمكين الجيل المقبل من أن يصبح مبتكراً. وسنكون قادرين من خلال توفير الفرص الشاملة على تمكين الجميع من التخيل بشجاعة والإبداع بحرية. وإننا في إبسون نركز من خلال اعتمادنا لفلسفة التصميم اليابانية القديمة “شو-شو-سي” (Sho-Sho-Sei) التي تعني: مصغرة ودقيقة وكفؤة، على جعل التكنولوجيا متاحة وذات مصداقية ومستدامة للجميع.

إن الابتكار يبدأ بالتخيل، ولكنه يزدهر بالدعم، ولذلك يجب تقدير الإبداع واعتباره مهارة أساسية سواءً في المدارس أو الشركات. كما يتوجب علينا التحول من الاستهلاك إلى الإبداع، وتمكين الأفراد من خلال تزويدهم بالحلول وتشجيع الأفكار الجريئة، والاحتفاء بالحالمين، الأمر الذي يعد السبيل الوحيد لبناء المستقبل.

اقرأ ايضا:

«إديوكاش» للتكنولوجيا المالية تطلق أول برنامج لتمويل مصروفات التعليم متوافق مع الشريعة الإسلامية في مصر

«المصرف المتحد» يؤكد أهمية تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص لفتح آفاق تمويل المنظومة التعليمية في مصر

منصة «Knowunity» التعليمية الألمانية تجمع 27 مليون يورو لتوسيع تقنياتها الذكية وتستهدف مليار طالب حول العالم