رحلة سقوط «Superdry» البريطانية للأزياء من قمة 1.7 مليار جنيه إسترليني إلى 6 ملايين فقط

فنتيك جيت: مصطفى عيد

شهدت علامة الأزياء البريطانية «Superdry» واحدة من أكثر قصص الصعود والهبوط درامية في قطاع الموضة العالمي. فبعد أن بلغت قيمتها السوقية 1.7 مليار جنيه إسترليني عند طرحها في البورصة عام 2010، تراجعت بحلول منتصف 2024 إلى 6 ملايين جنيه فقط، ما أجبرها على الخروج من سوق لندن للأوراق المالية والعودة إلى ملكية مؤسسها الأصلي جوليان دانكرتون.

انهيار مالي يضرب العلامة

خلال العام الماضي، تراجعت إيرادات «Superdry» بنسبة 22% لتصل إلى 488.6 مليون جنيه إسترليني مقابل 622.5 مليون جنيه في العام السابق. مبيعات الجملة انخفضت 36% إلى 117 مليون جنيه، بينما تراجعت مبيعات التجزئة 16% إلى 371.6 مليون جنيه.

كما سجلت التجارة الإلكترونية هبوطاً بنسبة 18%، والمتاجر بنسبة 14%، فيما تضاعفت الخسائر المعدلة قبل الضرائب لتسجل 48.3 مليون جنيه. ورغم ذلك، ارتفع هامش الربح الإجمالي بمقدار 2.2 نقطة ليصل إلى 55% بفضل قرارات تسعير أكثر صرامة واختيارات منتجات أكثر ذكاءً.

بعد خروجها من الأسواق العامة في يوليو 2024، ضخ دانكرتون 21 مليون جنيه عبر زيادة رأسمال جديدة، وساهم في تعزيز السيولة ببيع حقوق الملكية الفكرية للعلامة في آسيا مقابل نحو 60 مليون جنيه.

رهان جديد على جيل «Z» والاستدامة

تحاول «Superdry» استعادة صورتها كعلامة عصرية شبابية، حيث أصبحت الاستدامة جزءاً أساسياً من استراتيجيتها، مع اعتماد 64% من منتجاتها على مصادر مستدامة، وخطط للوصول إلى 65% قريباً.

أما الخطوة الأكثر جرأة فهي دفع العملاء مجدداً لشراء المنتجات بالسعر الكامل، في محاولة للتخلي عن التخفيضات المستمرة التي أضعفت هوامش الأرباح وغيّرت توقعات المستهلكين. وتشير المؤشرات الأولية إلى بداية تعافٍ في الهوامش وانتعاش بعض المتاجر، غير أن إقناع العملاء بالتخلي عن ثقافة «اصطياد العروض» لن يكون سهلاً.

تساؤلات حول المستقبل

التحديات ما زالت قائمة، إذ تتوقع الشركة انخفاضاً إضافياً في الإيرادات لتتراوح بين 350 و400 مليون جنيه خلال العام المقبل. لكنها تراهن على تقليص التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية لإعادة بناء الهوامش والعودة إلى الربحية.

استحواذ دانكرتون الكامل على الشركة بعيداً عن ضغوط الأسواق العامة يمنح «Superdry» فرصة لإعادة صياغة نفسها. ويبقى السؤال: هل يقود هذا المسار إلى انتعاش حقيقي أم أنه مجرد خطوة تكتيكية للخروج؟ الزمن كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن قصة العلامة لم تصل بعد إلى فصلها الأخير.

اقرأ ايضا:

مجموعة «ملتيبلاي» الإماراتية تستتحوذ على 67.9% من «تندام» الأسبانية للأزياء

مجموعة «Multiply» للإستثمار الإماراتية تستحوذ على حصة أغلبية 67.91% في «Tendam» الأسبانية للأزياء

«إي اف چي هيرميس» تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة بيع محفظة مختارة من العلامات التجارية التابعة لشركة «سينومي ريتيل» لـ  «عبدالله العثيم للأزياء»