فنتيك جيت: مصطفى عيد
تستعد شركة «Tesla» الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية لتقديم أكبر حزمة رواتب في تاريخ الشركات العالمية لمديرها التنفيذي إيلون ماسك، بقيمة تريليون دولار، وفقاً لتقرير نشرته «رويترز».
الحزمة الجديدة تجعل خطته المثيرة للجدل التي أُقرت عام 2018 بقيمة 56 مليار دولار تبدو ضئيلة بالمقارنة، وتعكس مدى اعتماد الشركة على ماسك في مرحلة محورية تتجاوز تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية نحو رهان أكبر على الذكاء الاصطناعي وسيارات الأجرة الذاتية التشغيل والروبوتات البشرية.
الملف التنظيمي الذي كشفت عنه «Tesla» يوضح هيكلاً تحفيزياً غير مسبوق لأي مدير تنفيذي أمريكي. فإذا تمكنت الشركة من الوصول إلى قيمة سوقية تبلغ 8.6 تريليون دولار خلال العقد المقبل، أي ما يقارب ثمانية أضعاف قيمتها الحالية، يمكن لماسـك الحصول على ما يصل إلى 12% من أسهم الشركة. هذا من شأنه أن يعزز قوة تصويته بشكل يفوق حصته الحالية البالغة 13% ويكرس هيمنته على مستقبل الشركة.
رهان على الذكاء الاصطناعي والروبوتات
تؤكد «Tesla» أن خطة التعويض العملاقة تهدف إلى إبقاء ماسك ملتزماً برؤية الشركة طويلة الأمد، حيث تعتمد كل دولار من الصفقة على تحقيق نتائج ملموسة. لكن منتقدين اعتبروا الخطوة مغامرة جديدة في الحوكمة قد تؤدي إلى إضعاف قيمة الأسهم ومنح ماسك سلطة مفرطة. وقال بيتر أندرسون، مؤسس شركة «Andersen Capital Management»، إن ماسك لديه تاريخ مثير للقلق من الانشغال بمشاريع أخرى لا تعود بالضرورة بالنفع المباشر على «Tesla».
وبالنسبة لمجلس الإدارة، فإن قيمة الحزمة تهدف إلى مواءمة مصالح ماسك مع المرحلة التالية من تطور الشركة، وهي تحويل وعودها المستمرة بشأن سيارات الأجرة الذاتية التشغيل والروبوتات البشرية إلى واقع فعلي. الخطة تربط منح الأسهم بتحقيق أهداف تشغيلية ومعايير للقيمة السوقية، دون أي راتب أو مكافأة نقدية، على غرار الحزمة التي حصل عليها في عام 2018.
تصويت حاسم للمساهمين
إعادة طرح الخطة تأتي في وقت تخسر فيه «Tesla» جزءاً من حصتها السوقية لصالح منافسين مثل «BYD» الصينية، وسط تباطؤ في الطلب على السيارات الكهربائية. كما أن الشركة أعادت تسجيل مقرها في ولاية تكساس وتستأنف حكماً صادراً في ديلاوير كان قد أبطل خطة تعويض ماسك السابقة. المقترح الجديد، الذي راجعه لجنة من المديرين المستقلين، سيُعرض على تصويت المساهمين في نوفمبر المقبل.
أسهم «Tesla» ارتفعت بنسبة 2% في تداولات ما قبل السوق بعد الإعلان عن الخطة. وكان المجلس قد وافق بالفعل على صفقة مؤقتة بقيمة 29 مليار دولار من الأسهم المقيدة لإبقاء ماسك مرتبطاً بالشركة حتى عام 2030 على الأقل. لكن حافز التريليون دولار يمثل رهاناً أكبر بكثير، يهدف إلى تثبيت ماسك في القيادة بينما تسعى «Tesla» لتصبح الشركة الأكثر قيمة على وجه الأرض.
اقرأ ايضا:
«تسلا» تمضي قدما في مشروع إطلاق «الروبوتاكس» رغم خلافات «ماسك» و«ترامب»