المؤتمر العربي التاسع لأمن المعلومات: منصة إقليمية لتبادل الخبرات وتعزيز الأمن السيبراني

فينتك جيت:ريهام علي

شهد اليوم الثاني من فعاليات النسخة التاسعة من المؤتمر العربي لأمن المعلومات، المنعقد يومي 7 و8 سبتمبر 2025، مشاركة نوعية جمعت نخبة من الخبراء والمسؤولين وصنّاع القرار من العالم العربي ودول أخرى، إلى جانب حضور كثيف من الشباب المتخصص في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.

ويأتي هذا الزخم ليعكس أهمية المؤتمر كأحد أبرز الفعاليات التي تربط بين التحديات التقنية العالمية والواقع الإقليمي العربي، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة وما يصاحبها من تصاعد في حجم وخطورة الجرائم الإلكترونية.

 الأمن الرقمي قضية عابرة للقارات

قال الدكتور بهاء محمد حسن، مؤسس ورئيس المؤتمر العربي لأمن المعلومات، إن المؤتمر يمثل منصة متكاملة لمناقشة القضايا الراهنة في الفضاء السيبراني، مشددًا على أن الجرائم الإلكترونية لم تعد مقتصرة على نطاق جغرافي، بل أصبحت عابرة للقارات، وهو ما يجعل التعاون العربي – الدولي أمرًا حتميًا لصياغة رؤية مشتركة للأمن الرقمي.

وأضاف أن المؤتمر، منذ انطلاقه قبل تسع سنوات، استطاع أن يترك بصمة واضحة في بناء الكفاءات الوطنية وتأهيل شباب متخصصين قادرين على التعامل مع الهجمات المتطورة، ما جعله نقطة التقاء مهمة بين التجربة العربية والخبرات العالمية.

تحديات الحماية الرقمية: ما بعد فرق الـ IT التقليدية

أوضح د. بهاء أن من أبرز الأخطاء الشائعة داخل المؤسسات هو الاعتماد على فرق تقنية المعلومات التقليدية (IT) فقط لحماية البيانات، في حين أن مواجهة التهديدات المتقدمة تتطلب فرقاً متخصصة تمتلك مهارات تحليلية واستباقية قادرة على رصد أنماط الاختراق والتعامل معها قبل وقوعها.

وأشار إلى أن شركة ISEC، المنظمة للمؤتمر، أطلقت برامج تدريبية تستمر لشهرين تستهدف الشباب المبدع، حيث يتم اختيار المتميزين منهم ليلتحقوا مباشرة بفرق الشركة برواتب مجزية، بهدف تأهيل جيل جديد من خبراء الأمن السيبراني وضمان استدامة الكفاءات في هذا المجال الحيوي.

ISEC: توسع إقليمي وترخيص رائد في مصر

من جانبه، قال المهندس أحمد بهاء، أمين عام المؤتمر ونائب رئيس مجلس إدارة شركة ISEC، إن الشركة تفخر بدورها كراعي استراتيجي للمؤتمر، مؤكداً أنها تمكنت خلال العقد الأخير من ترسيخ مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في سوق الأمن السيبراني بالمنطقة.

وكشف عن افتتاح فرع جديد للشركة في الرياض، ضمن خطة توسعية تستهدف التوسع في المغرب العربي وشرق إفريقيا، بما في ذلك كينيا وتنزانيا، مشيراً إلى أن هذا التوجه ينسجم مع رؤية الشركة في تعزيز حضورها الإقليمي.

وأضاف أن الشركة حصلت على أول ترخيص (المستوى الأول) من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتقديم خدمات الأمن السيبراني في مصر، لتصبح واحدة من بين أربع شركات فقط حاصلة على هذا الاعتماد حتى الآن، وهو ما يعكس ثقة الجهات التنظيمية في قدراتها.

دعوة لتوطين صناعة البرمجيات وحماية الأمن القومي

طالب أحمد بهاء وزارة الاتصالات بضرورة دعم تدريب الشباب في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الدورات المتخصصة، مقترحاً إطلاق شراكات بين الشركات المتخصصة والمجلس الأعلى للأمن السيبراني لتخفيف الأعباء على المتدربين.

كما شدد على ضرورة أن تكون البرمجيات والأنظمة المستخدمة في تأمين المعلومات مصرية 100%، لما تمثله من بعد استراتيجي في حماية الأمن القومي الرقمي، داعياً إلى دور أكبر للسفارات المصرية بالخارج في فتح أسواق جديدة لشركات الأمن السيبراني المحلية، خاصة وأن مصر تملك خبرة رائدة في هذا القطاع.

أهمية المؤتمر: من منصة فكرية إلى حاضنة للمواهب

مع استمرار فعالياته للعام التاسع على التوالي، رسخ المؤتمر العربي لأمن المعلومات مكانته كأكثر من مجرد ملتقى للنقاش، بل تحول إلى منصة لبناء القدرات، والتشبيك بين الشركات، وصياغة سياسات عربية مشتركة، فضلاً عن كونه حاضنة للمواهب الشابة التي تمثل حجر الأساس في مستقبل الأمن السيبراني الإقليمي.

اقرا ايضا: