«تسلا» تسجل أدنى حصة سوقية في الولايات المتحدة منذ 2017

فنتيك جيت: مصطفى عيد

تراجعت الحصة السوقية لشركة «تسلا» في سوق السيارات الكهربائية بالولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ نحو ثماني سنوات خلال أغسطس، مع توجه المشترين نحو طرازات جديدة ومغرية من المنافسين بدلاً من الاعتماد على تشكيلة الشركة التي يقودها إيلون ماسك والتي يصفها المحللون بأنها «متقادمة»، وذلك وفق بيانات شركة الأبحاث «كوكس أوتوموتيف».

مبيعات السيارات الكهربائية

أظهرت البيانات أن الشركة استحوذت على 38% من مبيعات السيارات الكهربائية في أغسطس، في أول مرة تنخفض فيها النسبة دون مستوى 40% منذ أكتوبر 2017، حين كانت الشركة تكثف إنتاج طراز «موديل 3» الذي اعتبر أول سيارة كهربائية موجهة للجمهور الواسع. ويأتي هذا التراجع في وقت تقدم فيه شركات السيارات الأخرى حوافز مغرية لشراء السيارات الكهربائية وسط ضغوط مالية متزايدة على القطاع، خاصة مع قرب انتهاء الإعفاءات الضريبية الفيدرالية بنهاية سبتمبر الجاري.

«تسلا» تركز على الروبوتات

بينما تطرح الشركات المنافسة نماذج كهربائية جديدة، تركز الشركة حالياً على تطوير سيارات الأجرة ذاتية القيادة «روبوتاكسي» والروبوتات البشرية، ما أدى إلى تأجيل أو إلغاء خططها لإطلاق طرازات كهربائية أرخص. ويرى محللون أن القيمة السوقية التريليونية للشركة تعتمد بشكل كبير على نجاح هذه الرهانات المستقبلية، خاصة بعد أن اقترح مجلس الإدارة حزمة تعويضية غير مسبوقة لماسك بقيمة تريليون دولار، ترتبط بوصول قيمة الشركة إلى 8.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل.

تباطؤ النمو وتراجع المبيعات

لا تزال أعمال السيارات التقليدية هي المصدر الرئيسي لإيرادات الشركة، إلا أن آخر طراز جديد أطلقته الشركة كان شاحنة «سايبرتراك» في 2023، والتي لم تحقق النجاح المتوقع مقارنة بسيارات «موديل 3» و«موديل Y». ورغم تحديثات محدودة على «موديل Y»، فإنها لم تحقق التطلعات، لتتجه الشركة نحو عام ثانٍ من تراجع المبيعات.

منافسة شرسة وحوافز قوية

أظهرت بيانات يوليو أن حصة «تسلا» تراجعت إلى 42% مقابل 48.7% في يونيو، وهو أكبر انخفاض منذ مارس 2021 عندما أطلقت «فورد» طراز «موستانغ ماك إي». وفي المقابل، نجحت شركات مثل «هيونداي» و«هوندا» و«كيا» و«تويوتا» في زيادة حصتها السوقية عبر تقديم حوافز أكبر من «تسلا»، ما عزز مبيعاتها بنسبة تتراوح بين 60% و120%.

ورغم أن مبيعات «تسلا» ارتفعت بنسبة 7% في يوليو إلى 53,816 سيارة، فإن نمو السوق الإجمالي تجاوز 24% ليصل إلى 128,268 سيارة، مدعوماً بالحوافز الحكومية والعروض المغرية، وهو ما أضعف موقع «تسلا» التنافسي. وفي أغسطس، تباطأ نمو مبيعات «تسلا» إلى 3.1% فقط، مقابل نمو 14% للسوق ككل.

اقرأ ايضا:

«تسلا» تعرض على «إيلون ماسك» حزمة تعويض بقيمة تريليون دولار في أكبر صفقة بتاريخ الشركات

«تسلا» تدمج حلول الذكاء الاصطناعي من «ديب سيك» لتوسيع انتشارها فى الصين

سهم «تسلا» يتراجع إلى 302 دولارًا رغم رهانات «ماسك» على مستقبل الذكاء الاصطناعي بقيمة 10 تريليونات دولار