بدء تداول أسهم شركة «فيركيم مصر» للأسمدة والكيماويات في السوق الرئيسي بالبورصة المصرية

فينتك جيت: ريهام علي

شهدت البورصة المصرية اليوم بدء تداول أسهم شركة فيركيم مصر للأسمدة والكيماويات في السوق الرئيسي، وذلك في خطوة جديدة تعكس نجاح البورصة في دعم الشركات الواعدة كشركة «فيركيم مصر» وتحويلها من سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى السوق الرئيسي.

تصريحات رئيس البورصة

أكد الدكتور إسلام عزام، رئيس البورصة المصرية، أن سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة يمثل منصة رئيسية لدعم الشركات الناشئة والمتوسطة، موضحًا أن هذا السوق يوفر فرصة حقيقية لتعزيز رؤوس الأموال وتنويع مصادر التمويل وجذب المزيد من المستثمرين.

وأوضح عزام، ان السوق يتيح للشركات إمكانية طرح أسهم أو سندات، بما يدعم قدرتها على التوسع وتنفيذ خططها الاستثمارية، مشددًا على أن البورصة تعمل بشكل متكامل على تأهيل هذه الشركات للانتقال التدريجي إلى السوق الرئيسي.

وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت انتقال 10 شركات من سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى السوق الرئيسي، معتبرًا ذلك انعكاسًا واضحًا لدور المنصة كجسر حقيقي لنمو الشركات.

وأضاف: “في عام 2025 فقط، انضمت شركتان جديدتان إلى السوق الرئيسي، من بينها الشركة التي بدأت تداولها اليوم، وهي من الكيانات المتميزة التي نتوقع لها المزيد من النجاحات.”

ولفت عزام إلى أن الاستراتيجية المستقبلية تهدف إلى أن تبدأ الشركات مسيرتها من خلال سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ثم تتدرج بالانتقال إلى السوق الرئيسي، قبل التوسع خارجيًا عبر طرح شهادات إيداع دولية (GDRs) في بورصة لندن.

وأكد أن هذه الخطوة ستسهم في دمج الشركات المصرية في الأسواق العالمية وتعزيز ثقة المستثمرين الدوليين بها، بما يفتح الباب أمام جذب استثمارات أجنبية جديدة لمصر.

تاريخ طويل وخبرة تراكمية

من جانبه، أكد الدكتور شريف الجبلي، رئيس مجلس إدارة مجموعة بولي سيرف للأسمدة والكيماويات، أن المجموعة تُعد من أقدم الشركات المصرية والإفريقية العاملة في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية.

وأشار إلى أن نشاطها بدأ منذ عام 1947، وهو ما يمنحها خبرة تراكمية طويلة في هذا القطاع الاستراتيجي الذي يرتبط بالأمن الغذائي والتنمية الزراعية.

وأوضح الجبلي أن المجموعة استطاعت عبر مسيرتها أن تحتل مكانة متميزة بين كبريات شركات الأسمدة، حيث يُعتبر أحد مصانعها اليوم من أكبر مصانع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية على مستوى العالم.

وأضاف أن المجموعة تعد لاعبًا رئيسيًا ليس فقط في السوق المحلي، بل أيضًا في الأسواق الإفريقية، من خلال دورها البارز في إنتاج وتجارة وتصدير الأسمدة الفوسفاتية عبر المنصة الإفريقية للتجارة.

ولفت إلى أن المجموعة ساهمت على مدار عقود في تدعيم مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة وتصدير الأسمدة، بما يعزز قدراتها التنافسية ويدعم الاقتصاد الوطني عبر الصادرات الصناعية.

مشروعات توسعية جديدة

نوّه الجبلي بأن المجموعة لديها مشروعات توسعية مهمة سيتم الإعلان عنها خلال الأشهر القليلة المقبلة، موضحًا أن هذه المشروعات لن تقتصر فقط على زيادة الطاقة الإنتاجية في مجال الأسمدة الفوسفاتية، وإنما ستمتد أيضًا إلى مجالات صناعية أخرى مرتبطة بقطاع الكيماويات والأسمدة، وذلك في إطار استراتيجية متكاملة تستهدف تعزيز القدرة التنافسية للشركة في الداخل والخارج.

وأضاف أن هذه الخطط تأتي تماشيًا مع الطلب المتزايد على الأسمدة الفوسفاتية عالميًا، ومع الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في تأمين إمدادات هذه السلعة الاستراتيجية للأسواق الإفريقية والعالمية.

وأكد أن تواجد المجموعة في البورصة المصرية يُمثل قيمة مضافة للشركة والمستثمرين، مضيفًا: “نحن سعداء للغاية بالتواجد في السوق المصري عبر البورصة، ونرى في هذه الخطوة منصة قوية لدعم توسعاتنا المستقبلية.”
توازن بين السوق المحلي والتصدير

أكد الجبلي أن الشركة تعمل وفق سياسة متوازنة تضمن تغطية احتياجات السوق المحلي في المقام الأول، حيث يُخصص نحو 50% من إجمالي الإنتاج للسوق المصري، وهو ما يساهم في تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة الفوسفاتية والمركبة لدعم النشاط الزراعي.

وأشار إلى أن النصف الآخر من الإنتاج يُوجه للتصدير الخارجي، ما يعزز من قدرة مصر على المنافسة في الأسواق العالمية، ويساهم في زيادة حصيلة الصادرات المصرية من الصناعات الكيماوية والأسمدة، مؤكدًا أن هذا التوزيع يعكس الحرص على الموازنة بين خدمة الاقتصاد الوطني والانفتاح على الأسواق الخارجية.

رفع الطاقة الإنتاجية إلى 3 ملايين طن

وحول مشروعات الشركة التوسعية الجديدة، كشف الجبلي أن الشركة تستعد خلال الفترة المقبلة لإطلاق مشروعين كبيرين في قطاع الأسمدة.

وأوضح أن هذه المشروعات تتضمن التوسع في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية والعضوية ومنتجات جديدة، بما يعزز موقع الشركة كمورد رئيسي للأسمدة عالية الجودة.

ونوّه إلى أنه مع هذه التوسعات سيتم رفع الطاقة الإنتاجية من نحو 1.4 مليون طن سنويًا إلى نحو 3 ملايين طن، وهو ما يمثل قفزة كبيرة في حجم الإنتاج المحلي والتصديري.

تاريخ «فيركيم مصر» ورأس المال

من جانبه، قال السيد عبد السلام الجبلي، نائب رئيس شركة بولي سيرف، إن بداية شركة فيركيم مصر تعود إلى عام 2001 من خلال مصنع بمدينة السادات مخصص لإنتاج الأسمدة المتخصصة.

وأشار إلى أنه مع مرور الوقت توسعت أنشطة الشركة لتشمل إنتاج مختلف أنواع الأسمدة الفوسفاتية، مستفيدة من الخبرات المتراكمة للمجموعة الأم بولي سيرف، التي تُعد واحدة من أبرز الكيانات الصناعية في مصر وإفريقيا بمجال الكيماويات والأسمدة.

وأوضح أن المجموعة تضم اليوم ثلاث شركات رئيسية:

أبو زعبل للأسمدة وأسوان للأسمدة وشركة تركين (التي جرى دمجها ضمن الكيان الصناعي الموحد) مما شكّل قاعدة إنتاجية قوية عززت مكانة المجموعة في السوق المحلي والإقليمي، ورسخت موقعها بين كبار مصنعي الأسمدة الفوسفاتية في إفريقيا.

وأكد أن ربع قرن من العمل المتواصل مكّن المجموعة من تعظيم القيمة المضافة للخامات المصرية عبر تحويلها إلى منتجات صناعية عالية الجودة، كما ساعدها على التوسع في الصادرات نحو الأسواق الإفريقية والدولية، بما أسهم في زيادة العائدات من النقد الأجنبي ودعم الاقتصاد الوطني.

دعم حكومي ومؤسسي لعملية القيد

أوضح عبد السلام الجبلي أن نجاح عملية القيد في السوق الرئيسي لم يكن ليتحقق دون الدعم الكبير من وزارة الصناعة، والهيئة العامة للرقابة المالية، والبورصة المصرية، وهيئة الاستثمار، إلى جانب الجهود التي بذلها وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب.

وأشار إلى أن التعاون مع هذه الجهات على مدار عامين كاملين كان عاملًا حاسمًا في استكمال إجراءات القيد بنجاح.

رأس المال والتمويل

أكد نائب رئيس الشركة أن رأسمال فيركيم مصر يبلغ 400 مليون جنيه، وأن القيد في السوق الرئيسي يعكس ثقة المستثمرين منذ أول يوم تداول.

وأوضح أن هذه الخطوة تستهدف: توسيع قاعدة الملكية وجذب استثمارات جديدة وتوفير التمويل اللازم للتوسعات المستقبلية وتعزيز مبادئ الشفافية والحوكمة بما يتماشى مع متطلبات السوق المجمع الصناعي الجديد وخطط التوسع.

نوّه عبد السلام الجبلي بأن لدى الشركة خططًا استثمارية وتوسعية طموحة خلال الفترة المقبلة، تتضمن إنشاء مجمع صناعي كيماوي ضخم واستهداف أسواق جديدة للتصدير، بما يعزز مكانة الشركة محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وكشف أن “بولي سيرف” قامت مؤخرًا بعملية اندماج مع ثلاث شركات أساسية في السوق المصري، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو زيادة كمية الإنتاج والتوسع في أنواع الأسمدة المنتجة.

وأشار إلى أن الشركة تركز على الأسمدة المركبة (NPK) إلى جانب الأسمدة الفوسفاتية، معتمدًة بشكل أساسي على الخامات والمواد الخام المصرية، وفي مقدمتها خام الفوسفات الذي تتمتع مصر باحتياطيات كبيرة منه.

وأوضح أن الشركة تعتزم إنشاء مجمع صناعي كيماوي متكامل يعتمد بشكل رئيسي على الخامات المصرية وخاصة خام الفوسفات، لإنتاج حامض الكبريتيك وحامض الفوسفوريك، واللذين يُستخدمان كأساس في صناعة الأسمدة الفوسفاتية.

ونوه بان الاستثمارات المتوقعة: المرحلة الأولى تتراوح بين 400 الى 500 مليون دولار والتمويل عبر هيكل تمويلي متنوع يشمل تمويلًا ذاتيًا وشراكات تمويلية والمساحة تتراوح بين 400 – 500 ألف متر مربع والطاقة الإنتاجية نحو 300 ألف طن من حامض الفوسفوريك سنويًا.

وأوضح أن الشركة لا تزال في مرحلة دراسة المواقع المناسبة، حيث يتم المفاضلة بين عدة مناطق استراتيجية، تشمل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ونجع حمادي وسفاجا والمثلث الذهبي.

وأكد أن هذه المواقع قادرة على استيعاب المشروع الضخم بما يتوافق مع خطة الدولة لزيادة القيمة المضافة من الخامات الطبيعية وتحويلها إلى منتجات صناعية قابلة للتصدير.

اقرأ ايضا:

البورصة المصرية تمنح 4 شركات مهلة إضافية لتقديم القوائم المالية المجمعة

مفاجأة: عودة «أحمد الشيخ» و«هبة الصيرفي» إلى البورصة المصرية إعتبارا من الأحد المقبل

«بنيان» تعيد شراء أسهم بقيمة 340 مليون جنيه ضمن آلية استقرار السهم بالبورصة المصرية