«معلومات مجلس الوزراء» المصري : سوق الذكاء الاصطناعي في السياحة يقفز إلى 13.8 مليار دولار بحلول 2030

فينتك جيت:ريهام علي

كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة بلغ نحو 3.37 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يقفز إلى 13.87 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 26.7% خلال الفترة من 2025 إلى 2030.

ويعكس هذا النمو السريع الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل صناعة السياحة عالميًا.

السياحة كركيزة اقتصادية عالمية

أوضح التحليل أن السياحة تمثل قطاعًا استراتيجيًا يؤدي دورًا حاسمًا في اقتصادات مختلف الدول حول العالم؛ فهي تعزز الإيرادات الاقتصادية، وتوفر فرص عمل جديدة، وتدعم تطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الزوار والسكان المحليين. ومع التطور المستمر في عادات السياح والمسافرين، أصبح الذكاء الاصطناعي مهيئًا لإحداث ثورة جذرية في هذه الصناعة.

الذكاء الاصطناعي في قلب التحول الرقمي السياحي

أكد المركز أن التحولات الرقمية المتسارعة جعلت الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية لإعادة رسم ملامح القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها قطاع السياحة. فقد أصبحت التقنيات الذكية، مثل تحليل البيانات الضخمة، تعلم الآلة، المساعدات الرقمية، وتطبيقات التنبؤ، عناصر محورية في صياغة تجارب سفر أكثر تخصيصًا وابتكارًا وكفاءة.

أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السياحة

1. تخصيص تجارب السفر

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تحليل البيانات المستقاة من الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتفاعلات السابقة للمسافرين، لتقديم توصيات دقيقة بشأن الوجهات، الأنشطة، الفنادق، والمطاعم، بشكل يتناسب مع ميزانيات وتطلعات كل مسافر.

2. تحسين إدارة الوجهات السياحية

يساعد الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات الفورية المتعلقة بتدفقات السياح، وحالة الطقس، ووسائل النقل، وهو ما يمكّن صناع القرار من تطبيق سياسات فعّالة للحد من الازدحام وتحسين جودة الخدمات المقدمة للزوار.

3. التسعير الديناميكي للخدمات

توفر الخوارزميات الذكية أدوات متقدمة لتحليل أنماط الحجز وطلب السوق والعوامل الخارجية مثل الطقس والفعاليات، ما يتيح لشركات السياحة والفنادق تعديل الأسعار في الوقت الفعلي، وتعظيم الإيرادات، وتحقيق معدلات إشغال أعلى.

4. تحسين خدمة العملاء

غيّرت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من طريقة تواصل الشركات مع عملائها، إذ توفر ردودًا فورية ومخصصة للاستفسارات، تسهل عمليات الحجز، وتوفر دعمًا مستمرًا طوال الرحلة. كما تسهم أنظمة التوصية الذكية في اقتراح وجهات جديدة تلائم اهتمامات العملاء.

5. جولات افتراضية وخرائط تفاعلية

توفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي جولات استكشافية افتراضية وخرائط تفاعلية تساعد المسافرين على اختبار الوجهات مسبقًا، وتقييم مدى رغبتهم في زيارتها قبل اتخاذ قرار نهائي.

6. التعامل الذكي مع الأمتعة والأمن

يمتد استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل مجالات أمنية مهمة، مثل فرز الأمتعة بكفاءة وتقليل معدلات فقدانها. كما تعزز الأنظمة الذكية من أمن المطارات عبر مسح أوتوماتيكي للأمتعة للكشف عن المواد المحظورة، مع تفعيل تنبيهات فورية للعناصر المشبوهة.

التحديات المصاحبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة
1. مخاطر الخصوصية وأمن البيانات

يثير الاعتماد على الذكاء الاصطناعي مخاوف تتعلق بجمع وتحليل البيانات الشخصية للمستخدمين. ويُعد الالتزام بحماية هذه البيانات أمرًا ضروريًا للحفاظ على ثقة العملاء والامتثال للتشريعات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) والقوانين المحلية.

2. فقدان الطابع الإنساني للتجربة

رغم سرعة وكفاءة الأنظمة الذكية، إلا أن الإفراط في الاعتماد عليها قد يقلل من قيمة التفاعل البشري، وهو ما لا يزال يفضله العديد من المسافرين في مواقف تتطلب التعاطف أو المرونة الشخصية.

3. محدودية التعامل مع الحالات المعقدة

يبقى الذكاء الاصطناعي قويًا في المهام الروتينية، لكنه يواجه تحديات واضحة عند مواجهة استفسارات سفر غير تقليدية أو معقدة تتطلب حكمًا بشريًا ومرونة فكرية.

4. القلق من فقدان الوظائف
إدخال الأتمتة في مهام مثل الرد على العملاء أو التسجيل الذاتي بالمطارات يثير مخاوف من فقدان الوظائف البشرية، ما يفرض الحاجة لإيجاد حلول توازن بين الكفاءة التشغيلية والحفاظ على فرص العمل.

5. فجوات تنظيمية وتشريعية

يتقدّم الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من قدرة الأطر التنظيمية على مواكبته، ما يخلق فجوات قانونية تخص قضايا مثل حماية البيانات أو تحديد المسؤولية عند حدوث أخطاء ناتجة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي.

القيمة الاستراتيجية والتحولات المستقبلية

أشار مركز المعلومات إلى أن تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في السياحة يعكس تحولًا جذريًا في الاقتصاد الرقمي العالمي. لم يعد الذكاء الاصطناعي خيارًا تقنيًا إضافيًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية تفرضها ديناميكيات السوق، تغير سلوك المستهلكين، والحاجة إلى تعزيز الكفاءة والابتكار.

وأضاف التقرير أن القيمة الحقيقية لهذه التقنيات تكمن في قدرتها على دعم اتخاذ القرار، والتعامل مع المتغيرات الفورية مثل الأزمات، والتنبؤ بالاتجاهات السياحية المستقبلية، وخلق تجارب تفاعلية تتماشى مع تطلعات الأجيال الجديدة من المسافرين.

خلاصة: التكنولوجيا تعيد تشكيل الدور الإنساني

خلص التحليل إلى أن مستقبل السياحة لن تحدده فقط التقنيات المتطورة، بل أيضًا جاهزية المؤسسات والأنظمة لتبني هذه التكنولوجيا بوعي وشمولية واستدامة. فالذكاء الاصطناعي، على الرغم من إمكاناته الهائلة، لا يحل محل الإنسان، بل يعيد تشكيل دوره، في صناعة تظل في جوهرها تجربة إنسانية عابرة للحدود.

اقرا ايضا:

شركة «F5» تعتزم الاستحواذ على «كاليبسو» لتعزيز أمن الذكاء الاصطناعي بقيمة 180 مليون دولار

«فاينانشيال تايمز »الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً كبيراً لمنصات السفر عبر الإنترنت

«بنك الكويت الوطني» ينظم سلسلة من الورش التدريبية المتقدمة عن الذكاء الاصطناعي

«سام ألتمان» يتحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي وتحوّله إلى «عقل خارق»