الصين توجه ضربة قوية لـ«إنفيديا» وتتهمها بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار

فنتيك جيت: مصطفى عيد

أعلنت هيئة تنظيم السوق في الصين أن التحقيقات الأولية أظهرت أن شركة الرقائق الأمريكية «إنفيديا» قد انتهكت قانون مكافحة الاحتكار في البلاد، في خطوة تمثل ضربة جديدة لعملاق صناعة الرقائق العالمي. ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس، تزامناً مع المفاوضات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين في مدريد والتي يتصدر ملف أشباه الموصلات جدول أعمالها.

مناورة تفاوضية وسط المحادثات التجارية

أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن توقيت الإعلان الصيني اعتُبر «غير مناسب»، مشيراً إلى أنه أثير خلال محادثات مدريد.

وأوضح محللون أن بكين لجأت لهذه الخطوة لتعزيز موقعها التفاوضي، في ظل محادثات معقدة تشمل قضايا الرسوم الجمركية وصادرات التكنولوجيا.

وأكد ألفريدو مونتوفار-هيللو، مدير شركة الاستشارات «غرين بوينت»، أن الطرفين يسعيان لاكتساب أوراق ضغط لكن بحسابات دقيقة نظراً لحساسية المرحلة.

رد مباشر على القيود الأمريكية

اعتبر خبراء أن الخطوة الصينية تمثل رداً مباشراً على قرار إدارة ترمب الأخير بإضافة 23 شركة صينية إلى القائمة السوداء التجارية الأمريكية. وقال تشنغيوان بو، الشريك في شركة الأبحاث «بلينوم» فى تصريح لوكالة رويترز، إن هذه الخطوة «تحذير واضح» بأن استمرار السياسات الأمريكية الحالية في فرض القيود على الصادرات سيقابله إجراءات مؤلمة ضد الشركات الأمريكية.

تداعيات على طموحات إنفيديا في السوق الصينية

جاء القرار في وقت يسعى فيه الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جنسن هوانغ، لتعزيز حضور الشركة في الصين، حيث زار البلاد ثلاث مرات هذا العام لإظهار التزامه بالسوق المحلية.

لكن القيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتقدمة أعاقت مراراً مبيعات الشركة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأسهم الإعلان في تراجع سهم «إنفيديا» بنسبة 2.1% في تداولات ما قبل السوق يوم الاثنين.

خلفية التحقيق وشروط الاستحواذ على «ميلانوكس»

أوضحت الهيئة الصينية أن التحقيق يشمل التزامات قدمتها «إنفيديا» خلال استحواذها على شركة «ميلانوكس تكنولوجيز» الإسرائيلية عام 2020، حيث تعهدت حينها بمواصلة تزويد السوق الصينية بمعالجات الرسوميات (GPU).

غير أن قيود التصدير الأمريكية أجبرت الشركة في السنوات الأخيرة على وقف بيع أحدث منتجاتها داخل الصين. وأكدت الهيئة أنها ستواصل التحقيقات، بينما لم تصدر الشركة أي تعليق رسمي حتى الآن.

غرامات محتملة وتداعيات تنظيمية

بموجب القوانين الصينية، قد تواجه الشركات المخالفة غرامات تتراوح بين 1% و10% من مبيعاتها السنوية. وحققت «إنفيديا» إيرادات بلغت 17 مليار دولار من الصين في السنة المالية المنتهية في يناير الماضي، بما يعادل 13% من إجمالي مبيعاتها العالمية.

ويرجح محللون أن تطلب بكين من الشركة بيع الرقائق بدون دمج تقنيات «ميلانوكس»، لكنهم أكدوا أن الطلب على منتجات «إنفيديا» سيظل قوياً طالما لم يتم فرض حظر كامل.

صراع أشباه الموصلات بين واشنطن وبكين

تمثل الرقائق المتقدمة محور الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعد «إنفيديا» أكبر منتج عالمي للرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي. وبينما تفرض واشنطن قيوداً متكررة على بيع هذه الرقائق للصين، تكثف بكين جهودها لتطوير بدائل محلية وتقليل اعتمادها على الواردات الأمريكية. وفي الشهر الماضي، استدعت السلطات الصينية شركات مثل «تينسنت» و«بايت دانس» للاستفسار عن مشترياتها من رقائق «إنفيديا H20»، كما استجوبت ممثلي الشركة بشأن المخاطر الأمنية المحتملة لهذه الرقائق.

اقرا ايضا:

القيمة السوقية لشركة «ألفابت» تتجاوز 3 تريليونات دولار وتلحق بـ «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»

«إنفيديا» تواجه دعوى قضائية أمريكية في قضية أسرار تجارية مرتبطة بتقنيات القيادة الذاتية

بعد شكوك بكين..«إنفيديا» تطور شريحة ذكاء اصطناعي جديدة من أجل الصين

إشتعال حرب التصريحات النارية بين رئيسي «أنثروبيك» و«إنفيديا» حول مستقبل الذكاء الاصطناعي