الشريك المؤسس في حوار مع «FinTech Gate»: «تبادلات» تخطط للتوسع الإقليمي وتستهدف تأسيس وسيط عالمي يربط المستثمرين المسلمين بـ20 بورصة دولية

فينتك جيت: محمد بدوي

  • نتوقع الحصول على الموافقة النهائية من “أبوظبي العالمي” خلال شهر.
  • نعمل على الحصول على التراخيص اللازمة للتوسع في السعودية.
  • ندرس التوسع في مراكز إقليمية أخرى المنطقة إلى جانب الإمارات والسعودية.
  • “Money20/20” يعكس مكانة المملكة مركزاً عالمياً للابتكار المالي ويوفر منصة لتسريع نمو التكنولوجيا المالية في المنطقة.
  • طرح حصة من الأسهم للاكتتاب العام غير مطروح حالياً وقد يكون خياراً استراتيجياً في المستقبل

أكد سامي محمد، الشريك المؤسس لشركة “تبادلات“، المنصة الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والمسجلة في “أبوظبي العالمي”، أن الشركة تركز على تعزيز حضورها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد حصولها على الموافقة المبدئية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في “أبوظبي العالمي” في حين من المتوقع الحصول على الموافقة النهائية خلال نحو شهر من الآن بحسب المناقشات الجارية مع الجهة التنظيمية.

وقال سامي، في حوار خاص مع بوابة التكنولوجيا المالية “فينتك جيت – FinTech Gate”، على هامش مشاركته في فعاليات معرض ومؤتمرMoney20/20 Middle East في الرياض، إن المملكة العربية السعودية تمثل أولوية قصوى لنا نظراً لتطور إطارها التنظيمي وحجم سوقها الكبير، مشيراً إلى أن الشركة تعمل حالياً على الحصول على التراخيص اللازمة للتوسع في المملكة عبر الشراكات والحلول المؤسسية.

وأضاف أن “تبادلات” تدرس أيضاً التوسع في مراكز إقليمية أخرى في المنطقة، إلى جانب الإمارات والسعودية، وذلك ضمن خططها الرامية إلى تأسيس أول وسيط عالمي متكامل، يتيح للمستثمرين المسلمين الوصول إلى أكثر من 20 بورصة دولية، والاستثمار بثقة ضمن منظومة مالية متوافقة كلياً مع الشريعة الإسلامية.

وذكر سامي محمد أن طرح أسهم “تبادلات” للاكتتاب العام في أسواق المال ليس ضمن خطط الشركة المباشرة حالياً، إلا أنه قد يُعد خياراً استراتيجياً للتوسع على المدى الطويل، مع نمو الشركة ووجود خطة واضحة للإنفاق الرأسمالي. وفيما يلي نص الحوار:-

* ما الهدف من إطلاق منصة “تبادلات”؟
– “تبادلات” ولدت فكرة تأسيسها من تجربة شخصية بحتة. فخلال عملي كمتداول محترف في لندن، واجهت صعوبة كبيرة في استثمار أموالي بطريقة متوافقة مع الشريعة. أغلب المنصات التقليدية كانت تعتمد على الفوائد أو العقود الاصطناعية أو المقايضات، وهو ما يتعارض مع المبادئ الإسلامية. وحتى وإن وُجدت بعض الشركات المحلية المتوافقة مع الشريعة، فإنها لم تكن مرتبطة بالأسواق العالمية. ومن هنا جاءت الفكرة: تأسيس أول وسيط عالمي متكامل، يتيح للمستثمرين المسلمين الوصول إلى أكثر من 20 بورصة دولية، والاستثمار بثقة داخل منظومة مالية متوافقة مع الشريعة بالكامل.

وبالفعل انطلقت “تبادلات” في عام 2024 لخدمة المستثمرين المسلمين الساعين إلى توافق كامل مع مبادئ الشريعة الإسلامية، من خلال إتاحة فرص استثمار حلال في أسواق المال العالمية، بعيدًا عن الربا (الفوائد)، والغرر (المخاطر العالية غير المبررة)، والميسر (المراهنة)، والقطاعات المحظورة شرعاً.

«تبادلات»

* ما هي خططكم للتوسع في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة؟
– نعتبر أبوظبي وأبوظبي العالمي (ADGM) مقرنا الأساسي، لذلك تركيزنا داخل الإمارات هو على تعزيز الحضور وتعظيم القيمة انطلاقاً من هذا المركز. أما على مستوى المنطقة، فالمملكة العربية السعودية تمثل أولوية كبرى، نظراً لتطور إطارها التنظيمي وحجم سوقها الضخم الحساس للشريعة. ونعمل حالياً على الحصول على التراخيص هناك، للتوسع عبر الشراكات والحلول المؤسسية.

* ما الذي يميز “تبادلات” عن المنافسين في هذا المجال؟
– منصة “تبادلات” تأسست منذ البداية لتكون مخصصة للاستثمار الحلال، من خلال رسوماً معاملات منخفضة تبدأ من 0.25% أو دولار واحد فقط للصفقة، بدون أية تكاليف خفية وبدون ربا تمامًا، لضمان تداولات حلال وفعالة التكلفة للمستثمرين الأفراد، بالإضافة إلى الأسهم المجزأة، والصكوك، والذهب، والأسهم العالمية، وجميعها مدعومة بآلية فورية للفحص الشرعي. كما نقدم أدوات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وحاسبة للزكاة، وتحليلات متقدمة، لنمنح المستثمرين مزيجاً فريداً من الأدوات المبتكرة.

وعلى خلاف الوسطاء التقليديين أو أدوات الاستثمار الآلية، تقدم تبادلات منصة متكاملة للاستخدام عبر الهاتف المحمول، تتيح فلترة الأسهم الحلال، والوصول إلى صناديق متوافقة مع الشريعة، مع متابعة فورية ودقيقة لحالة التوافق الشرعي. وتخضع الأصول للمراجعة الدورية، ويتلقى المستخدم إشعاراً فورياً في حال فقد أي أصل توافقه الشرعي، لضمان بقاء كل استثمار ضمن إطار الشريعة بشكل دائم ومستمر.

* ماذا يعني حصولكم على الموافقة المبدئية من أبوظبي العالمي؟ ومتى تتوقعون الحصول الموافقة النهائية؟
– الحصول على الموافقة المبدئية من ADGM يُعد بمثابة تأكيد على صحة مسارنا ورؤيتنا. قدمنا جميع المستندات المطلوبة منذ يوليو الماضي، واستوفينا الشروط الرئيسية. وبناءً على نقاشاتنا مع الجهة التنظيمية، نتوقع الحصول على الموافقة النهائية خلال شهر تقريباً.

* هل تخططون للحصول على تراخيص من مراكز مالية أخرى في الإمارات والمنطقة مثل مركز دبي المالي العالمي؟
– بالتأكيد. الانطلاقة من أبوظبي تمثل البداية فقط، والسعودية هي أولويتنا التالية. كما ندرس أيضًا التوسع في مراكز إقليمية أخرى لبناء قاعدة تنظيمية قوية تمنح المستثمرين، سواء الأفراد أو المؤسسات، أعلى مستويات الثقة.

* ما هي أبرز الخصائص الرئيسية التي تقدمها منصة “تبادلات” للمستثمرين؟
– تقدم المنصة العديد من المميزات والخصائص بحيث تشمل الوصول إلى الأسواق العالمية، إذ سيتمكن المستخدمون من الاستثمار في مجموعة واسعة من الأسهم الحلال الدولية في الولايات المتحدة وأوروبا، ودول الخليج، وآسيا، وغيرها.

كما توفر المنصة أداة تصفية شرعية متقدمة، حيث يتم فحص كل سهم وصندوق تداول يومياً للتأكد من توافقه مع الشريعة، ما يمكّن المستثمرين المسلمين من التعرف الفوري على الاستثمارات الحلال دون الحاجة إلى خدمات خارجية مدفوعة، إضافة إلى توفير أدوات متطورة تشمل تقرير شرعي شامل دون أية رسوم إضافية، وحاسبة زكاة مدمجة لمساعدة المستثمرين على الوفاء بالتزاماتهم الدينية بسهولة ودون الحاجة إلى محاسب.

«تبادلات»

* كيف ترون مستقبل “تبادلات” خلال السنوات الخمس المقبلة؟ وهل تطمحون لأن تصبحوا المنصة العالمية الأولى للاستثمار الحلال؟
– رؤيتنا مزدوجة بحيث تشمل الأفراد والمؤسسات. على مستوى الأفراد، نطمح للوصول إلى نصف مليون مستخدم حول العالم، والتحول من مجرد وسيط إلى منصة إدارة ثروات متكاملة، تشمل الصكوك المجزأة، والأصول المرمّزة كالاستثمار العقاري، والتعامل متعدد العملات. أما على مستوى المؤسسات، فنسعى لتوفير بوابات متقدمة لمديري الأصول والمكاتب العائلية، والتكامل مع الأنظمة المصرفية عبر تراخيص المدفوعات، وبطاقات الخصم، وحلول البنية التحتية. هدفنا النهائي هو تمكين المسلمين من الانفصال عن “النظام الربوي” والوصول إلى منظومة مالية إسلامية بالكامل.

* هل هناك خطط لطرح أسهم “تبادلات” للاكتتاب العام؟
– طرح أسهم “تبادلات” للاكتتاب العام ليس جزءاً من خططنا المباشرة في الوقت الحالي. فتركيزنا ينصب على تعزيز المنصة، والحصول على التراخيص، والتوسع في عروضنا للأفراد والمؤسسات. لكن على المدى الطويل، ومع تحقيق حجم عالمي كبير وخطة واضحة للإنفاق الرأسمالي، قد يكون الاكتتاب خياراً استراتيجياً للتوسع.

* هل النمو الكبير الذى يشهده سوق التمويل الإسلامي، يمثل فرصة لترسيخ مكانتكم عالمياً؟
– تشير التوقعات إلى أن حجم سوق التمويل الإسلامي العالمي سيصل إلى 7.5 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2028، وبذلك تدخل تبادلات السوق في وقت يشهد طلباً متزايداً على حلول استثمارية حلال وسهلة الوصول، لذلك فإن النمو المتوقع للتمويل الإسلامي خلال السنوات المقبلة يشكل بلا شك فرصة هائلة أمامنا. ومن خلال التزامنا بالامتثال الصارم عبر هيئة شرعية مستقلة، ومراجعات دورية، واتفاقيات جانبية شرعية مع الأطراف المقابلة، نبني البنية التحتية التي تجعل “تبادلات” منصة موثوقة ورائدة عالمياً.

وستلتزم الشركة بمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI)، وهي المعيار العالمي في مجال التمويل الإسلامي، وستكون منشأة مالية إسلامية بالكامل.

* هل تفكرون في التوسع نحو منتجات جديدة مثل الصكوك أو التمويل الجماعي المتوافق مع الشريعة؟
– نعم، هذا جزء من خارطة طريقنا. نعمل على إتاحة الصكوك، وصناديق الاستثمار العقارية (REITs)، وحتى التمويل الجماعي، بشكل شفاف وميسر، بما يتيح دخول شريحة أوسع من المستثمرين المسلمين.

* ما أهمية إتاحة فرص الاستثمار بعملات متعددة؟
– الأمر في غاية الأهمية. فهناك نحو 40 ألف سهم مدرج عالمياً، أكثر من 10 آلاف منها متوافق مع الشريعة، موزعة على بورصات مثل السوق الأمريكي، وسوق أبوظبي، وتداول السعودية، وبورصة لندن. عبر إتاحة تعدد العملات، نتيح للمستثمر المسلم تنويع استثماراته عبر الجغرافيا والقطاعات والعملات، سواء في الأسواق الغربية أو الناشئة مثل السعودية والإمارات.

* ماذا عن عرضكم المؤسسي المخصص لمديري الثروات والأصول؟
نوفر بوابة استثمار احترافية متكاملة موجهة لمديري رؤوس الأموال، مثل مكاتب العائلات، والأفراد ذوي الثروات العالية، ومديري الأصول، والصناديق، والثروات. يحصل هؤلاء على أدوات متخصصة، ودعم معزز، وخدمات عالية المستوى، بالإضافة إلى مديري علاقات مخصصين.

* ماذا عن مشاركتكم في مؤتمر Money20/20 هذا العام، ودوره في تشكيل مستقبل التكنولوجيا المالية بالمنطقة؟
– انعقاد Money20/20 في السعودية يعكس مكانة المملكة المتنامية كمركز عالمي للابتكار المالي. المؤتمر جمع قادة عالميين وجهات تنظيمية ومبتكرين، ما يخلق منصة لتسريع نمو التكنولوجيا المالية بالمنطقة. وبالنسبة لـ”تبادلات”، فهي فرصة لتسليط الضوء على الاستثمار الحلال على واحدة من أبرز المنصات العالمية، وبناء شراكات ترسم مستقبل التمويل الإسلامي.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:

منصة «تبادلات» الناشئة للتكنولوجيا المالية المتوافقة مع الشريعة تحصل موافقة سلطة تنظيم الخدمات المالية التابعة لأبوظبي العالمي

اتحاد مصارف الإمارات يبدأ التخطيط لاستعدادات استضافة «سايبوس 2029» في دبي