خبير تطوير العمليات بـ«بنوك مصر»: «الوكلاء الرقميون» و«الذكاء الاصطناعي التوليدي» نقلة نوعية في إدارة «DevOps» بالمؤسسات المالية
فينتك جيت:مصطفى عيد
أكد أحمد ماكي، خبير تطوير العمليات بشركة بنوك مصر (Egyptian Banks Company – EBC)، أن القطاع المالي المصري يدخل مرحلة جديدة من التطور، مشددًا على أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) والاعتماد على الوكلاء الرقميين (AI Agents) يمثلان ثورة حقيقية في طريقة عمل الفرق التقنية داخل المؤسسات المالية.
وأشار إلى أن هذا التحول لا يقتصر على تحسين الأدوات التقنية أو تسريع وتيرة التطوير، بل يغيّر جذريًا شكل العمل المؤسسي داخل البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، مما يمهّد الطريق لبناء قطاع مالي رقمي متكامل قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا.
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة بعنوان Unlocking the Future: GenAI, DevOps, and Fintech Innovation ضمن فعاليات مؤتمر DevOpsDays Cairo 2025، المنعقد تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتنظمه هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) بمشاركة نخبة من خبراء التكنولوجيا، المؤسسات المالية، والأوساط الأكاديمية.
دمج الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي: حساسية ودقة
وقال ماكي إن القطاع المالي يتمتع بخصوصية فريدة تجعله أكثر حساسية عند دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مقارنة بقطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية أو الاتصالات.
وأضاف القطاع المالي يرتكز على عنصر الثقة بشكل جوهري، وأي خلل في الأنظمة التشغيلية قد ينعكس على استقرار السوق ككل. لهذا فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي في المؤسسات المالية يجب أن يتم وفق إطار صارم للحوكمة والشفافية، وبآليات تضمن الامتثال الكامل للمعايير الرقابية المحلية والدولية.»
وأشار ماكي إلى أن هذه الحساسية لا تقلل من أهمية الذكاء الاصطناعي، بل تضاعفها، لأن الأدوات الذكية قادرة على التنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها، وتعزيز استمرارية الأعمال في بيئة سريعة التغير.
بنوك مصر والبنية التحتية الوطنية للتحول الرقمي
واستعرض دور شركة بنوك مصر باعتبارها الذراع التقنية للبنك المركزي المصري، موضحًا أنها لعبت دورًا محوريًا في بناء البنية التحتية الرقمية الوطنية للقطاع المالي.
وأشار إلى أن الشركة كانت في صدارة العديد من المشروعات الكبرى، منها،إطلاق منظومة الدفع الوطنية «ميزة»، التي رسخت مفهوم الاستقلالية في نظم الدفع المحلي،و تشغيل تطبيقات المدفوعات اللحظية مثل «إنستا باي»، التي أحدثت ثورة في التحويلات الفورية داخل السوق المصري فضلا عن دعم تطبيقات الدفع العالمية مثل «أبل باي»، ما عزز اندماج السوق المصري مع منظومة المدفوعات الدولية.
وأضاف ماكي هذه النجاحات ليست مجرد منتجات أو تطبيقات مالية، بل تعكس رؤية وطنية لبناء نظام مالي رقمي متكامل، يوازن بين التطور العالمي والاحتياجات المحلية، ويؤسس لمستقبل يضع مصر في موقع الريادة الإقليمية.»
من الأتمتة التقليدية إلى الوكلاء الرقميين
وأوضح خبير تطوير العمليات أن المرحلة المقبلة ستشهد انتقالًا نوعيًا من الأتمتة التقليدية إلى الوكلاء الرقميين (AI Agents)، وهو ما سيغير قواعد اللعبة داخل مؤسسات التكنولوجيا المالية.
ونوه إلى أن أبرز ما يميز هذه المرحلة هو رفع دقة الاختبارات عبر أدوات قادرة على محاكاة سيناريوهات معقدة بشكل لحظي وتسريع دورات التطوير والنشر (CI/CD) بما يقلل زمن طرح الخدمات المالية الجديدة.
بالإضافة إلى تحسين إدارة الموارد بشكل ذكي يوازن بين الأداء والتكلفة فضلا عن تحفيز الابتكار عبر تحرير الفرق التقنية من الأعباء التكرارية لتركز على تصميم منتجات جديدة.وقال الوكلاء الرقميون يمثلون جيلًا جديدًا من الأدوات، ليسوا مجرد برامج مساعدة، بل شركاء فعليون في اتخاذ القرار وتعزيز الإنتاجية.»
مصر كمركز إقليمي للابتكار المالي
وأكد ماكي على أن مصر، بفضل خبرتها الواسعة في مشروعات التحول الرقمي المالي ودعم البنك المركزي، مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا لابتكار الحلول المالية الذكية.
وأضاف لدينا كوادر بشرية شابة، بنية تحتية رقمية قوية، ودعم سياسي واستراتيجي للتحول الرقمي. ومع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكلاء الرقميين، يمكن لمصر أن تصبح ليس فقط سوقًا مستهلكة للتكنولوجيا، بل أيضًا مصدّرًا للحلول المالية الذكية على مستوى الإقليم.
اقرا أيضا :
منصة«MindlyTX» المصرية الناشئة تستهدف جولة تمويلية بقيمة 200 ألف دولار لتعزيز حلول الذكاء الاستثماري