خبير الأداء المؤسسي بـ«إيتيدا»: الذكاء الاصطناعي ركيزة محورية لتعزيز الأتمتة الذكية وإدارة الموارد بكفاءة
بناء ثقافة التعلم المستمر هو جوهر نجاح التحول الرقمي وعمليات DevOps
فينتك جيت:مصطفى عيد
أكد أحمد أمين، خبير التميز في الأداء المؤسسي بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا/SECC)، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية مساعدة، بل أصبح محورًا استراتيجيًا في تعزيز الأتمتة الذكية وإدارة الموارد بكفاءة داخل المؤسسات.
جاء ذلك خلال كلمته ضمن فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمر DevOpsDays Cairo 2025، المنعقد تحت رعاية معالي الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتنظمه هيئة «إيتيدا» بمشاركة واسعة من خبراء الصناعة والأوساط الأكاديمية ورواد التكنولوجيا.
التعلم المستمر كشرط أساسي للتحول المؤسسي
أوضح أمين أن بناء ثقافة التعلم المستمر وتمكين الفرق داخل المؤسسات يشكلان الجوهر الحقيقي لنجاح التحول الرقمي وعمليات DevOps.
فالمؤسسات التي لا تستثمر في تراكم المعرفة ولا تحفظ أسباب المشكلات التقنية وطرق حلها، تصبح أكثر عرضة لتكرار الأعطال والخلل المستمر.
وأضاف أن الحل يكمن في تبني أنظمة ذكية قادرة على التحليل الاستباقي، وتوليد تفسير واضح للأسباب الجذرية للمشكلات، وهو ما يضمن عدم تكرارها مستقبلًا، ويعزز استقرار الأنظمة واستمراريتها بكفاءة عالية.
الأتمتة الذكية مقابل الأتمتة التقليدية
شدد أمين على أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم المحرك الرئيسي لعمليات الأتمتة الذكية، سواء في تحسين مستويات الأمان و إدارة الحوادث التقنية بطرق استباقية بالإضافة إلى
إدارة الموارد بشكل تلقائي وأكثر كفاءة ،لكنه في الوقت نفسه حذّر من الانجرار وراء ما أسماه “الأتمتة من أجل الرفاهية”، موضحًا أن أي مبادرة للأتمتة يجب أن تنطلق من حالات عمل واضحة وأهداف قابلة للقياس، بحيث تساهم مباشرة في رفع كفاءة المؤسسة وتخدم أهدافها الاستراتيجية.
وأشار إلى أن الأتمتة التقليدية قد تتحول أحيانا إلى عبء إضافي إذا لم تُبنَ على أسس علمية صحيحة، بعكس الأتمتة الذكية القائمة على التعلم المستمر والتغذية الراجعة، والتي تتيح أنظمة أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات.
مخاطر الاعتماد غير المدروس على الأدوات
وأوضح خبير الأداء المؤسسي أن الإفراط في الاعتماد على الأدوات أو الـ Agents دون دراسة معمقة قد يؤدي إلى خلق “دورات جديدة” داخل أنظمة العمل، تسبب تعقيدًا إضافيًا بدلًا من حل المشكلات.
وقال: “المطلوب ليس مجرد دمج أدوات ذكية في بيئة العمل، بل فهم معمّق لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي يعزز الكفاءة دون أن يُحدث عوائق أو دوائر مغلقة جديدة داخل النظام المؤسسي.”
المؤسسات القائمة على المعرفة هي الأكثر استدامة
وأكد أمين على أن الفارق بين المؤسسات التي تنجح في التحول الرقمي وتلك التي تتعثر يكمن في قدرتها على التعلم المستمر.
وأضاف: “المؤسسات التي تبني أنظمتها على تراكم المعرفة والتغذية الراجعة التدريجية، وتربط بين أدوات الذكاء الاصطناعي والاستراتيجية المؤسسية، هي القادرة على النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي.”
وشدد على أن الطريق لضمان نجاح التحول المؤسسي في مصر والمنطقة هو الجمع بين التعلم المستمر واالأتمتة الذكية. فضلا عن إدارة الموارد بكفاءة عالية و توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لا مجرد تقنية مساعدة.