رئيس «إيتيدا» يطالب بالاستدامة في دعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال

فينتك جيت:ريهام علي

أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” أحمد عبد الظاهر أن قطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال في مصر يمر بمرحلة غير مسبوقة من النمو، وهي مرحلة تعكس حجم التغيرات الجوهرية التي يشهدها الاقتصاد المصري، والجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتعزيز بيئة الابتكار الرقمي وتطوير منظومة متكاملة تدعم رواد الأعمال.

وأوضح خلال كلمته بقمة تكني  أن هذا الزخم الكبير لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة استراتيجية وطنية واضحة المعالم، تتكامل فيها أدوار الحكومة والمستثمرين والقطاع الخاص، لتوفير البنية التحتية والتشريعات والفرص التمويلية التي تساعد الشركات الناشئة على الانطلاق والتوسع إقليميًا وعالميًا.

وأشار إلى أن تحويل هذا الزخم إلى تأثير مستدام يتطلب التركيز على ثلاثة محاور رئيسية تمثل حجر الأساس لمستقبل ريادة الأعمال في مصر:

1. تعميم فرص الابتكار لتشمل جميع المحافظات: فالإبداع ليس حكرًا على العاصمة أو المدن الكبرى، بل يمتد إلى كافة أنحاء الجمهورية حيث توجد عقول شابة وأفكار واعدة تحتاج فقط إلى البيئة الداعمة والمنصات الحاضنة. ومن هنا تضع “إيتيدا” ضمن أولوياتها نشر حاضنات الأعمال والمسرّعات التكنولوجية في مختلف الأقاليم، بما يضمن وصول الفرص إلى كل شاب وشابة يمتلك حلمًا ورؤية.

2. زيادة حجم التمويل المبكر للشركات الواعدة: حيث أن المراحل الأولى من حياة الشركات الناشئة هي الأصعب والأكثر احتياجًا للدعم المالي واللوجستي. ومع تزايد اهتمام المستثمرين وصناديق رأس المال المخاطر بالسوق المصرية، أصبح من الضروري توفير مزيد من الأدوات التمويلية والآليات المرنة التي تساعد على تحويل الأفكار إلى كيانات اقتصادية قادرة على المنافسة.

3. الاستثمار المستمر في التقنيات العميقة: مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والروبوتات، باعتبارها المحركات الأساسية للتنافسية العالمية.

وأكد أن مصر بما تمتلكه من طاقات بشرية شابة وكوادر تقنية مؤهلة، قادرة على أن تصبح ليس فقط مستهلكًا لهذه التقنيات، بل أيضًا منتجًا ومصدرًا للحلول المبتكرة التي يمكن أن تجد لها مكانًا في الأسواق الدولية.

وأضاف الظاهر أن قمة تكني وأسبوع الابتكار في مصر لم يعودا مجرد فعاليات عابرة في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال، بل تحولا إلى منصات حقيقية لصناعة الفرص وتعزيز الثقة في قدرة مصر على قيادة التحول الرقمي في المنطقة. فهي تمثل فرصة للشباب لتحويل أفكارهم إلى مشروعات ناجحة وقصص نجاح ملهمة، وفرصة أمام المستثمرين لاكتشاف حلول مبتكرة قابلة للتطبيق، وفرصة أمام الحكومة وشركائها لتأكيد التزامهم بترسيخ مصر كمركز إقليمي وعالمي للابتكار التكنولوجي.

وشدد  على أن مصر تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، وأن ما نشهده اليوم ليس سوى بداية لمسار طويل من العمل المشترك الذي سيقود إلى اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة، وإلى مجتمع رقمي قادر على المنافسة عالميًا، بفضل شبابها ورواد أعمالها وشركائها الاستراتيجيين.