فنتيك جيت: مصطفى عيد
أعلنت شركة «Visa» الأمريكية المدرجة في بورصة نيويورك والرائدة في المدفوعات الرقمية عن نتائج مؤشرها السنوي الثالث لرأس المال العامل للشركات متوسطة الحجم. شمل المؤشر آراء أكثر من 1400 من المديرين الماليين وأمناء الخزائن في 23 دولة و10 قطاعات. وأوضح أن رأس المال العامل لم يعد مجرد احتياطي مالي، بل أصبح محركًا رئيسيًا للنمو. علاوة على ذلك، تلجأ الشركات بشكل متزايد إلى الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي وبطاقات الدفع. ومن ثم، تحوّل تقلبات السوق إلى ميزة استراتيجية وتستخلص ملايين الدولارات من الوفورات.
شخصيتان ماليتان تعيدان صياغة المشهد
كشف التقرير عن نمطين مميزين من القادة الماليين. الأول هو «المسرّع القابل للتكيف» الذي يستخدم حلول رأس المال العامل لتلبية احتياجات عاجلة قصيرة الأجل. على سبيل المثال، تشمل هذه الاحتياجات تقلبات السوق أو اغتنام فرص النمو المفاجئة. وقد تضاعف استخدام البطاقات المؤسسية لهذا الغرض ثلاث مرات عالميًا مقارنة بالعام الماضي. أما النمط الثاني فهو «المخطط الاستراتيجي». ومن ناحية أخرى، ينظر هذا النمط إلى رأس المال كوسيلة للتوسع والاستثمار وتعزيز العلاقات مع الموردين. كذلك، يُعيد توجيه أكثر من نصف الوفورات نحو الابتكار في المنتجات والخدمات.
وفورات كبيرة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي
أوضح التقرير أن الشركات متوسطة الحجم تمكنت من توفير 19 مليون دولار في المتوسط. جاء ذلك عبر تسريع مدفوعات الموردين والتفاوض على شروط أفضل وتحسين إدارة المخزون. بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت 58% من هذه الشركات على الذكاء الاصطناعي التوليدي في التنبؤات والأتمتة وإجراءات الموردين. وبالتالي، تضاعفت وضوح التدفقات النقدية ثلاث مرات منذ 2023، كما زادت الوفورات بنسبة 66%. ومن الجدير بالذكر أن أوروبا تصدرت المشهد، حيث اعتمدت 65% من الشركات على حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة رأس المال.
البطاقات المؤسسية أداة تسريع استراتيجية
أكد التقرير أن تأخر تحصيل الإيرادات يكلف الشركات نحو 18 مليون دولار سنويًا. ولذلك، يستخدم 53% من المديرين الماليين وأمناء الخزائن البطاقات المؤسسية والافتراضية لتقليص فترة التحصيل. في الوقت نفسه، تسهم هذه البطاقات في تسريع التدفقات النقدية، مع انتشار واسع لهذه الممارسات في أمريكا الشمالية وأوروبا.
الخبرة والاستراتيجية مفتاح التفوق
أشار التقرير إلى أن المديرين الماليين المخضرمين أكثر ميلًا لاستخدام البطاقات الافتراضية والمؤسسية بمرتين مقارنة بنظرائهم الجدد. علاوة على ذلك، فإنهم أكثر بنسبة 32% في اعتبار حلول رأس المال العامل رافعة استراتيجية للنمو. وبالتالي، تظهر الشركات بقيادتهم تفوقًا واضحًا في الكفاءة والمرونة والاستثمار في الابتكار.
مطالب متزايدة من الشركاء الماليين
أبرزت نتائج المؤشر أن الشركات تسعى إلى حلول رقمية مبسطة لإدارة الائتمان والحسابات. كما ترغب في خيارات تمويل عند الطلب مرتبطة بالدورة النقدية الفعلية. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج إلى أدوات تنبؤ معززة بالذكاء الاصطناعي وخبرة قطاعية متخصصة. ومن ناحية أخرى، ومع ارتفاع معدلات رفض القروض عالميًا من 4% إلى 27% بسبب بطء البنوك في تقديم عروض رقمية مخصصة، تتجه الشركات المتوسطة نحو مزودي خدمات أسرع وأكثر مرونة رقمية.
عصر جديد لرأس المال العامل
خلص التقرير إلى أن السلوكيات الجديدة للمديرين الماليين تمثل بداية عصر مختلف في إدارة رأس المال العامل. يتميز هذا العصر بالمرونة والاعتماد على الابتكار والنية الواضحة. إضافة إلى ذلك، ومع الاستفادة من البطاقات المؤسسية والذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية المتطورة، لم تعد الشركات فقط تدير السيولة بكفاءة. بل أصبحت تحوّل رأس المال العامل إلى محرك رئيسي للنمو والقدرة التنافسية.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:
86% من فرق العمل في الإمارات ستستخدم وكلاء الذكاء الاصطناعي خلال عامين