مؤسس «سواري فينشرز » : مصر قادرة على أن تصبح مركزا عالميًا لريادة الأعمال.. و«Instabug» مثال حي على قصص النجاح

فينتك جيت:ريهام علي

قال أحمد الألفي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة سواري فينشرز (Sawari Ventures)، إن ما يميز رواد الأعمال الناجحين عن غيرهم هو ثقافة الالتزام بالعمل والانضباط، مؤكدًا أن هذه القيمة تمثل حجر الأساس لأي قصة نجاح حقيقية.

وأضاف الألفي أول ما أبحث عنه عند تقييم الأشخاص هو التزامهم. التجارب أثبتت أن الأشخاص الأكثر نجاحًا هم الذين يكرسون وقتهم للعمل الجاد صباحًا، بينما يحتفظون بوقتهم الشخصي في المساء للعائلة والمجتمع. القيم الحقيقية لأي رائد أعمال يجب أن تكون مرتبة بوضوح: العمل أولاً، ثم العائلة، ثم المجتمع.”

وأوضح أن الالتزام بهذه المنظومة من القيم يساعد على خلق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، وهو ما يجعل الشركات الناشئة أكثر قدرة على الاستمرار والتوسع.

Instabug.. من Flat6Labs إلى وادي السيليكون

وتحدث الألفي عن قصة شركة Instabug الشهيرة، قائلاً إنها تمثل نموذجًا ملهمًا على قدرة الشباب المصري على بناء شركات عالمية قادرة على المنافسة في أكبر الأسواق  “Instabug بدأت من شابين فقط داخل برنامج Flat6lab

كنت أراهما دائمًا في الليل والنهار، أول الحاضرين وآخر المغادرين، يعملون بلا توقف.

واليوم وصلت قيمة شركتهما إلى أكثر من 400 مليون دولار في وادي السيليكون.”

وأشار الألفي إلى أن هذه القصة تجسد الدرس الأكبر: أن الاجتهاد والالتزام، حين يقترنان بوجود بيئة حاضنة وداعمة، يمكن أن يحولا أي فكرة صغيرة إلى شركة عالمية رائدة.

وأكد أن Instabug ليست الحالة الوحيدة، بل مجرد مثال من عشرات الأمثلة التي تؤكد أن مصر قادرة على إنتاج شركات تكنولوجية ذات مستوى عالمي.

التحديات التنظيمية للشركات الناشئة

ثم تطرق الألفي إلى التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في مصر، خاصة في المراحل الأولى من النمو، قائلاً “كثير من الشركات الناشئة في مصر كانت تبحث عن التمويل، عن التصميم، عن الكفاءات، وفي الوقت نفسه تصطدم بتعقيدات إدارية وتشريعية. في السابق كانت البيئة أكثر صعوبة، وكان تسجيل الشركات أو الحصول على تراخيص يحتاج إلى وقت طويل وإجراءات معقدة. لكن الوضع الآن تحسن كثيرًا.”

وأوضح أن بعض الشركات كانت تضطر إلى التأسيس في الخارج بسبب هذه التعقيدات المحلية، لكن مع مرور الوقت ومع الإصلاحات الأخيرة، بدأت البيئة القانونية تتحسن وأصبح من الأسهل على الشركات الناشئة أن تبدأ أعمالها من داخل مصر.

دعم حكومي متزايد

وأضاف الألفي أن السنوات الأخيرة شهدت جهودًا ملموسة من الحكومة لدعم بيئة ريادة الأعمال، قائلاً “اليوم إذا لم تفعل شيئًا غير قانوني، فإن الجهات التنظيمية ستتعاون معك. هناك دعم واضح من الأجهزة المختلفة، سواء فيما يخص تسجيل الشركات أو التعامل مع اللوائح التنظيمية. الحكومة بدأت تدرك أهمية الشركات الناشئة وتمنحها اهتمامًا متزايدًا.”

وأكد أن هذا التوجه ينعكس في تحسن العلاقة بين رواد الأعمال والجهات المنظمة، وأن هناك مرونة أكبر في اللوائح مقارنة بالماضي، مشيرًا إلى أن هذه الإصلاحات كانت مطلوبة بشدة لسنوات طويلة.

الحاجة إلى تطوير النظام القانوني

وأوضح الألفي أن النظام القانوني المصري لا يزال بحاجة إلى مزيد من التسهيلات ليكون على قدم المساواة مع الأسواق الأكثر مرونة مثل الولايات المتحدة”لا تزال هناك بعض التعقيدات في تسجيل الشركات وحماية حقوق المستثمرين. في أمريكا من السهل جدًا أن تؤسس شركة، بينما في مصر لا يزال هناك بيروقراطية تحتاج إلى تطوير، لكن ما يبعث على التفاؤل هو أن التغيير بدأ بالفعل، والحكومة أصبحت أكثر وعيًا بأهمية دعم بيئة الابتكار.”

وأشار إلى أن هذا التغيير التدريجي يفتح الباب أمام جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، كما يمنح الثقة للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.

نحو مركز إقليمي وعالمي

وختم الألفي حديثه قائلاً “البيئة في مصر تتطور بسرعة، ولدينا كل مقومات النجاح: شباب موهوب يعمل بجدية، قصص نجاح عالمية مثل Instabug تثبت قدرتنا، وحكومة بدأت تضع الإصلاحات في مسارها الصحيح.

ما نحتاجه الآن هو الاستمرار في هذا الطريق، وبذل المزيد من الجهد لتحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي لريادة الأعمال والابتكار.”